غيّبت السكتة القلبية، الثلاثاء، أقدم حِرفي في صناعة الفخار بمحافظة الأحساء والمملكة، الحِرفي صالح الغراش، تاركًا وراءه بصمات عدة في كل بيوت الأحساء وبقية المدن السعودية التي كانت تقتني أعماله الجميلة، من المباخر والجِرار والأقداح التراثية بالغة القِدم. وقد ودّع الحرفي الغراش مهنته التي ورثها عن والده عن جده، بعد أن أسلَم روحه لبارئها عن عمر ناهز 58 عامًا، عندما أُصيب بالسكتة القلبية المفاجئة.
ومن يعرف الغراش الذي طالما التصق بالطين، وصار صديقًا له منذ نعومة أظفاره، يدرك تمامًا أن هناك المئات من القطع الفخارية التي صنعها أمام أعين الناس في المهرجانات التراثية داخل المملكة وخارجها، وكان آخرها مهرجان الجنادرية للعام الحالي 1439هـ.
وقد عُرف عن الغراش حبه لمهنته وتحديدًا في محله التراثي المتجذّر من صخور جبل القارة بالأحساء، حيث حاول جاهدًا طيلة 45 عامًا ألا تندثر هذه المهنة رغم صعوبة توفير حاجياتها من الطين وغيره، ومع رحيله ستفقد السياحة التراثية في السعودية ضلعًا من أضلاعها، لطالما كان حاضرًا في مهرجاناتها المهمة.