دُشن مساء يوم الأربعاء، في مقر جمعية أُسر أطفال التوحد الخيرية بالمنطقة الشرقية الجديد، برعاية أمير المنطقة وحضور وكيل الإمارة وعدد من المسئولين ورجال الأعمال وأعضاء مجلس إدارة الجمعية، وقد اشتمل حفل التدشين الذي نُظِّم في مقر غرفة الشرقية، على تقديم عرض مسرحي صامت حول التوحد وكيفية اكتشاف الآباء له، فضلاً عن تقديم فيلم تسجيلي لمساعدة الآباء في التعامل مع أطفالهم من ذوي الممارسات المختلفة، وذلك بحثِّهم على التوجه إلى أقرب مركز متخصص في خدمات التوحد فور ملاحظة علامات التوحد على أبنائهم.
ومن جانبها تحدثت رئيسة جمعية أسر التوحد بالمنطقة، جاودة الخاروف، قائلة إن الجمعية قدّمت خدماتها لأكثر من 337 أسرة سعودية وغيرها، مؤكدة أنها تفتح أبوابها للجميع من المواطنين والمقيمين.
وأشارت الخاروف إلى أن الجمعية تتميز بتنوع خدماتها ما بين نفسية وإرشادية وصحية وتأهيلية، وتتراوح جلساتها المُقدمة ما بين 150 إلى 200 جلسة شهريًا، كما أنها تسعى إلى زيادة شراكاتها مع مختلف الجهات الخاصة والعامة من أجل خدمة أفرادها من ذوي اضطرابات التوحد عن طريق إيجاد داعمين لمبادراتها، وتسعى حثيثًا لتأمين وقف خيري دائم يدعم الجمعية ورسالتها بموارده.
وأوضحت الخاروف، أنها وجميع عضوات ومنسوبي الجمعية يجاهدون لأجل تحقيق الاستقرار النفسي عن طريق مساندة الأسر في توجيهها لمستشفيات ومراكز ذات مصداقية، وتوعيتها بحقوق أبنائها، مُشددةً على ضرورة انتباه الأسر من أولئك الذين يُقدمون جلسات غير مؤهلة وتفتقر للتجهيزات اللازمة وذلك بمقابل مبالغ تفوق دخل الأسر ولا تراعي ظروفها.
فيما عرضت المهندسة سهى الفيصل، تصميمًا لمشروع مبنى سوق سيكون - بحسب قولها- وجهة تجارية لتقديم خدمة للمجتمع في المنطقة الشرقية، ويمثل في الوقت نفسه مصدر دخل حيوي ومستمر يعود ريعه إلى إعانة أسر التوحد، مشيرةً إلى أنه مبنى تجاري سوف يُقام على مساحة 22 ألف متر مربع، وهو عبارة عن مُنشأتين، أولاهما تقوم على دورين، الأرضي سوف يضم 143 وحدة تجارية، والعلوي متعدد الأغراض، أما المُنشأة الثانية فهي مبنى مركز التوحد، وهو مركز تعليمي تأهيلي وترفيهي يُقدم خدمات ذات مستوى عالٍ من الجودة يفي بالحاجة المُلحّة والأعداد المُتزايدة من إصابات التوحد لدى الأطفال.
فيما أشار المدير التنفيذي للبحوث بمدينة الملك خالد الطبية واستشاري الطب النفسي، الدكتور ياسر الدباغ، إلى مشروع بحثي حول التدخل المبكر لعلاج اضطرابات طيف التوحد، موضحًا أنه بحث علمي يتناول أهمية التدخل المبكر وأثره في تطور قدرات طفل التوحد، وذلك من خلال المقارنة بين أسلوبين من التدخل المبكر المدعوم بالبراهين غير موجودين الآن أو وجودهما نادر في مجتمعاتنا حاليًا، باستخدام أسلوب الدراسة السريرية، قائلاً: "إن أهم عامل يؤدي لتحسين جودة حياة ذوي اضطراب طيف التوحد هو تحسين قدراتهم التواصلية ومهاراتهم الاجتماعية في سنٍّ مبكرة قدر الإمكان"، مؤكدًا أنه ليس بمرض واحد بل توجد مئات العوامل الوراثية المرتبطة به.