تغيَّرت استراتيجيات الشركات، ولا سيّما "بي إم دبليو" و"نيسان" و"مرسيدس – بنز" و"تويوتا"، من لفت الأنظار إلى السيارات عن طريق الجذب النسائي، إذ أصبح التركيز منصبًّا على مزايا ومواصفات السيارات نفسها، ما فسَّر "اختفاء" عارضات الأزياء هذا العام عن "معرض جنيف الدولي للسيارات"، الذي نُظِّم أخيرًا.
بدلًا من العارضات الحسناوات، تستخدم الشركات اليوم متخصصين في السيارات الجديدة، ودورهم هو للإجابة عن أسئلة الصحافيين حول مزايا المركبات. ومعظم هؤلاء من الرجال، كما أنَّ الخبيرات من النساء يرتدين ملابس رسميَّة ومحتشمة. وفي هذا الإطار، أفادت "نيسان"، أنّ "خبراء الشركة لديهم معلومات غزيرة ليس عن السيارات المعروضة فحسب، وإنَّما أيضًا عن أحوال الأسواق حول العالم، بحيث يمكن استشارتهم في أمور الأسعار والجمارك وشبكة الموزِّعين المحليين".
من بين العوامل المؤثِّرة الأخرى في قرارات الشركات عدَم استخدام العارضات، تحوُّلات السوق نفسها، حيث إنَّ نسبةً كبيرةً من المشترين هنّ من النساء، الفئة التي تريد الشركات الحفاظ على التواصل معها وعدم إغضابها. فالنساء يتَّخذن قرار شراء السيارات العائلية والشخصية، وتعرف شركات السيارات ذلك، ولذلك كان قرار تغيير استراتيجيات التسويق.
هل هناك مستقبل لمعارض السيارات؟
يعتبر البعض أنَّ تراجع دور العارضات في معارض السيارات، هو مسمار آخر في نعش هذه الفعاليات. والاعتقاد السائد في أوساط الصناعة، هو أنَّ عرض سيارات على مساحة هائلة من القاعات، لم تعد تجذب اهتمام الجماهير. كما أنّ العديد من الشركات أعلن انسحابه من معارض عالمية، لاعتقاده أن المشاركة لم تعد مجدية من الناحية التسويقية.
البديل كما يراه البعض، هو مهرجانات السيارات مثل مهرجان "غودوود" في بريطانيا، الذي يضيف إلى عرض السيارات، سباقات السرعة وقاعات ضيافة لكبار الزائرين وفرص أكبر للقاء كبار المسؤولين في الشركات، بالإضافة إلى أركان للسيارات الكلاسيكية ومزادات السيارات. وهي مناسبات مُمتعة لكل أفراد الأسرة، ويزداد الإقبال عليها عامًا بعد عام.