لا تنفك كرة القدم، هذه "الساحرة المستديرة" كما يطيب لعشاقها تسميتها، لا تنفك تدهشنا وتفاجئنا يوماً بعد يوم، ويبدو أن محبي هذه الرياضة الأشهر على وجه الكوكب، قد يصل بهم الشغف إلى كسر أي حدود تواجههم، وآخر هؤلاء الشغوفين، هو المغامر المصري محمد نوفل، والذي قرر بدء رحلة طويلة وشاقة إلى روسيا لمتابعة مباريات منتخب بلاده المصري، ولكنه اختار السفر بطريقة فريدة للغاية، فيها الكثير من المغامرة.
نوفل البالغ من العمر 24 عاماً، اختار أن يخوض مغامرته الشاقة والكبيرة، وهي أن يذهب إلى العاصمة الروسية موسكو، لمتابعة مباريات المنتخب المصري خلال مشاركته في مونديال كأس العالم في روسيا، والذي سبدأ خلال شهر حزيران/ يونيو القادم، لكنه سيسافر إلى هناك على متن "دراجتـــه الهوائيـــة"، أجل على دراج هوائية فقط، حيث سيقطع ما يقارب الـ 6 آلاف و600 كيلومتر، وهي المسافة بين مصر وروسيا.
وسيحاول المغامر المصري نوفل، أن يصل إلى روسيا على دراجته الهوائية، خلال مدة أقصاها 65 يوماً، قبل مباراة منتخب بلاده الأولى التي سيواجه خلالها منتخب الأوروجوايه، حيث سيمر نوفل عبر الأردن وبلغاريا ورومانيا ومولدوفا وأوكرانيا، وأشار إلى أنه سيسافر بالطائرة فوق سوريا، بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد، بالإضافة إلى أنه لن يمر من العراق، وذلك لأسباب أمنية كما ذكر.
وفي حديث لنوفل مع تلفزيون وكالة "رويترز"، أوضح أنه بعد أن انطلق من "ميدان التحرير" وسط القاهرة، قد وصل الآن إلى منطقة "نويبع"، وهي آخر محطة في رحلته ببلده مصر، حيث سينتقل بعد ذلك إلى مدينة العقبة جنوب المملكة الأردنية، قبل أن يتابع رحلته إلى العاصمة الأردنية عمان، وبعد ذلك سيمر من فوق الأراضي السورية عبر الطائرة ليحط في مدينة "صوفيا" في بلغاريا، ليعود ويتابع رحلته بدراجته الهوائية مروراً بكل من "رومانيا، مولدوفا وأوكرانيا"، حتى يصل في النهاية إلى العاصمة الروسية موسكو.
ويستعين نوفل بالأشياء المهمة فقط في هذه الرحلة الطويلة، حيث أنه يكتفي بأخذ قطع الغيار المهمة لدراجته الهوائية، بالإضافة إلى هاتف محمول وبطاريات ومعدات للتخييم، حيث أشار إلى أنه قد يقيم في أي نُزل قد يعثر عليه في الطريق، أو قد يعتمد على كرم الأشخاص الغرباء لتأمين المبيت عندهم لليلة واحدة إن احتاج ذلك، بالإضافة إلى مبيته داخل خيمته.
وحول السبب الذي دفع به إلى القيام بهذه المغامرة، يوضح نوفل في حديثه لتلفزيون "رويترز"، أنه يتمنى أن يرى الناس حول العالم، أمراً جديداً عليهم من خلال مغامرة طويلة كهذه، خاصة بأن هذه البلاد التي سيمر فيها وصولاً إلى محطته الأخيرة في روسيا، لا تعرف أي شيء تقريباً عن بلداننا العربية وعن منطقة الشرق الأوسط، لذلك فهو يرى بأن هذه الرحلة قد تكون فرصة جيدة لهذه البلدان أن تتعرف أكثر على ثقافتنا العربية، بالإضافة إلى أنها ستتيح لنا معرفة هذه الشعوب وثقافاتها بشكل أفضل.
ويتابع نوفل حديثه، أنه لا يفكر كثيراً بلحظة الوصول، بقدر تفكيرة الكبير بالرحلة نفسها، ويبيّن بأن الأمر لا يقتصر على مشاهدة مباريات المنتخب المصري في المونديال فقط، ولو كان هذا هو السبب الرئيسي، فمن الأسهل له كثيراً أن يقطع تذكرة طيران إلى روسيا لفعل ذلك، لكن الهدف أن يرى هو بنفسه عوالم وأشياء جديدة، وأن يري الشعوب الأخرى أيضاً الأمر نفسه.
ورافق المغامر المصري نوفل عند بداية انطلاقه بهذه الرحلة، عدد من راكبي الدراجات من الأصدقاء، حيث يأمل نوفل بأن يساعدوه كثيرون طول الطريق، وقال الدراج المصري أحمد حسن، وهو أحد من رافقوا نوفل بأول هذه الرحلة، بأن الأمر سيكون أكثر سهولة لو كان مع نوفل عدد آخر من الدراجين يشاركونه هذه المغامرة، ولكنه سيكون صعباً للغاية حين يكون بمفرده، مُتمنياً لرفيقه بأن يعينه الله خلال هذه المغامرة التي بدأ بها.
الموضوع السابق
الموضوع التالى
