صدر حكم قضائي في غينيا بالسجن خمس سنوات ضد امرأة تعمل في الطب التقليدي بعد أن خدعت مئات النساء بإقناعهن بأنهن حوامل.
وكانت الشرطة في غينيا قد اعتقلت في يناير/كانون ثاني الماضي امرأة تدعى «نا فانتا كامارا» أعطت النساء غير القادرات على الحمل خلطة من الأعشاب التي تسبب الانتفاخ وتجعلهن يبدون كحوامل.
وكانت تحصل على نحو 33 دولاراً من كل مريضة، في بلد متوسط الدخل فيه 48 دولاراً شهريا.
وتظاهرت مئات السيدات خارج مركز الشرطة الذي احتجزت فيه كامارا في كوناكري عاصمة غينيا.
ويعتقد أن أكثر من 700 من النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 17 و45 تأثرن بـ«علاج» كامارا من أجل الحمل.
ويعكس هذا العدد الكبير مدى الاعتماد في غينيا وغيرها من دول أفريقيا على المعالجين التقليديين.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد قالت في عام 2006 إن 80 بالمئة من الأفارقة يعتمدون على الطب التقليدي.
وقالت إحدى المحتجات حينئذ لـ«بي بي سي»: «مر عام منذ ذهبنا لرؤيتها للمرة الأولى؛ حيث أعطتنا أعشاباً جعلتنا نصاب بالقيء، وبمواصلة تناول الأعشاب أصبنا بالانتفاخ ولدى زيارتها لمست بطوننا وأعلنت حملنا.
وأضافت قائلة: إن كامارا طلبت منا عدم رؤية طبيب، وتلقت هدايا من الدجاج للتعبير عن شكر هؤلاء النساء لها.
الحمل لأكثر من عام
وبعض هؤلاء النساء بدون كحوامل لمدد تراوحت بين عام و16 شهراً.
وفحص طبيب تابع للشرطة 47 من الضحايا، وقال إنهن يواجهن تعقيدات استخدام العلاج لوقت طويل.
وبينما رأت الشرطة أنها حققت آلاف الدولارات مما فعلته، أصرت كامارا على أنها لم ترتكب أي خطأ.
وقالت للصحفيين في كوناكري: «لقد بذلت جهدي لمساعدة هؤلاء النساء على تحقيق أحلامهن، ولكن الأمر في يد الله.
وغينيا ودول أفريقيا ليست الدول الوحيدة التي يعتمد الملايين من شعوبها على الطب التقليدي، فلقد أدى ارتفاع المعالجة الطبية، وتحكم مافيا الدواء بأسعارها المتصاعدة خاصةً الحيوية منها ذات الصلة بالتخصيب وأطفال الأنابيب، وحرمان الملايين من التأمين الصحي الحكومي؛ لأنه الملاذ الوحيد لهم للعلاج وتحقيق النساء منهم حلم الأمومة.