تشهد أسعار الحمير في المناطق الحدوديّة بين تونس والجزائر هذه الأيّام ارتفاعاً كبيراً وذلك بسبب ازدياد استعمالها من المهربّين كوسيلة نقل للسّلع المهرّبة.
وخلافاً لما هو متداول بين النّاس بنعت الحمار بالغباء، فقد أظهرت الحمير في تنفيذ عمليّات التّهريب قوّة ذاكرة وقدرة على بذل الجهد والصّبر، وأداء العمل المطلوب منها على أحسن وجه.
ويُخضِع المهرّبون الحمار إلى تدريبات مضنيّة، على غرار تركه يتضوّر جوعاً أيّاما عديدة متتاليّة قد تصل إلى أسبوع، ثمّ يتم اقتياده في مسلك محدّد يقطع فيها عدة أميال، مروراً عبر الأوديّة والهضاب وتضاريس وعرة، من نقطة انطلاق من الحدود التونسية نحو الجزائر أو العكس، وعند الوصول يتم إشباعه أكلاً وشرباً وتتكرّر العمليّة في طريق العودة إلى أن يحفظ الحمار الطريق جيّداً. وبعد انتهاء فترة التمرين يبدأ الحمار في ممارسة «وظيفته» التّي تمّ إعداده لها، ويقوم المهرّبون بالتحميل على ظهره كل ما خف وزنه وغلا ثمنه من سلع متنوّعة، كالمحروقات والمخدّرات والمعدّات المنزليّة والمواد الاستهلاكيّة وسلع أخرى كثيرة، حيث يؤمّن الحمار المدرب تبادل السّلع ذهاباً وإيّاباً بين المهرّبين، أفراداً وعصابات، دون وجود من يقوده. ومعروف أنّ الحمار هو من الحيوانات الداجنة التي يمكن لبعضها أن يحفظ مسلكه ووجهته من المرّة الأولى. واللافت أنّ بعض مربّي الحمير يؤجّرون هذه الدواب للمهرّبين بالسّاعة أو باليوم.
ارتفاع أسعار الحمير المعدّة للتّهريب
- أخبار
- سيدتي - نت
- 15 أبريل 2018