ببصمة متميزة، وأسلوب متقن، تمكَّنت المرأة السعودية من فتح جميع الأبواب، ودخول كافة المجالات، خاصة بعد إطلاق "الرؤية السعودية 2030"، التي أسهمت في تمكين المرأة من العمل في اختصاصات مختلفة، منها أخيراً المجال السياسي والدبلوماسي، حيث أثرت إيجاباً في مختلف قضايا الوطن، ودافعت عنه في المحافل الدولية.
المرأة السعودية تحظى بعناية خاصة
وعن تطور المرأة السعودية في المجال السياسي والدبلوماسي، قال الدكتور أحمد بن حسن الشهري، الكاتب والمحلل السياسي لـــ "سيدتي": حظيت المرأة في الإسلام بأعلى درجات التقدير والاحترام، أماً وجدة وزوجة وأختاً وعمة وخالة، وقد وردت هذه المسميات في القرآن في سياق حقوق المرأة، وما لها وما عليها من واجبات، مثل شقيقها الرجل، إلا ما استدعت الطبيعة الجسدية والفيسيولوجية والسكيرلوجية، فهنا تكون الخصوصية في التكاليف، وفي بلادنا المباركة، التي تُحكم بالوحيين الكتاب والسنة، تحظى المرأة، والحمد لله، بعناية خاصة من الدولة فيما يخص الأنظمة والتشريعات، ومن المواطن السعودي، الذي يُعرف عنه الوفاء والتقدير للمرأة نصف المجتمع، والأم للنصف الآخر.
تحديث الأنظمة لإنصاف المرأة
وأضاف الشهري: وعلى مستوى التعليم، حظيت المرأة بهذا الحق منذ تأسيس هذه البلاد الطيبة، وبالمشاركة الفاعلة في النهضة الشاملة التي تعيشها البلاد، فرأيناها في سوق العمل معلمة للأجيال، وفي مجال الطب طبيبة ماهرة، وفي السلك الوظيفي موظفة ومديرة وقائدة لريادة الأعمال.
وأكد الشهري لـــ "سيدتي"، أن القيادة السعودية لم تتهاون في تطوير وتحديث كل الأنظمة والتشريعات التي تتعلق بمشاركة المرأة وحقوقها، فصدرت التشريعات والأنظمة الجديدة من وزارة العدل فيما يخص النفقة والحضانة والزواج والخلع، وكل ما ينظم حقوقها في مجال الأسرة والأحوال الشخصية، كما صدرت التنظيمات فيما يخص مشاركة المرأة في سوق العمل، حيث فتحت أمامها جميع المجالات في مختلف القطاعات الحكومية، والقطاع الخاص في المحاماة، والتجارة، والعمل في الشركات والوزارات والبنوك، وصولاً إلى العمل في القطاعات العسكرية والأمنية التي أثبتت المرأة السعودية فيها نجاحاً وتميزاً منقطع النظير.
النجاح في العمل الدبلوماسي
وأوضح الشهري، أن مشاركة المرأة لم تقتصر على الجانب المهني والتجاري والوظيفي، بل تعدى ذلك إلى المشاركة في الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، حيث قدمت صورة مشرقة عن المهنية والاحترافية التي تتمتع بها المرأة السعودية.
وأضاف: كذلك فتح مجال العمل الدبلوماسي أمام المرأة السعودية التي واصلت فيه النجاح والتميز من خلال العمل في وزارة الخارجية وسفاراتها وقنصلياتها حول العالم، فأبهرت الجميع بتميزها وقدرتها على إيصال رسالة المحبة والسلام والوسطية والاعتدال التي تنتهجها السعودية انطلاقاً من الدين الإسلامي الحنيف الذي تتمسك بثوابته دون مجاملة أو مداهنة.
تسلمت المناصب السياسية بقوة وحزم
وقال: كما رأينا المرأة السعودية تتسلم المناصب السياسية من خلال العمل والمشاركة في المنظمات والممثليات الدولية في الأمم المتحدة والمنظمات المنبثقة عنها، ولعل المتحدثة باسم ممثلية السعودية في الأمم المتحدة فاطمة باعشن خير دليل على ما وصلت إليه المرأة السعودية من براعة وخبرة وقوة على الصعيد السياسي، ما جعلها تصل بكل سهولة إلى قبة مجلس الشورى الذي يعد المطبخ السياسي لقرارات الدولة، حيث احتلت المرأة السعودية ما يقرب من ٦٠ مقعداً من مقاعد المجلس، لتقدم وتسهم في كل ما يعلي شأن المرأة، وينظم ويؤطر مشاركتها في خدمة دينها ووطنها وملكها دون المساس بكرامتها وحشمتها وأخلاقها التي تستمدها من تعاليم الدين الحنيف.
أنظمة الدولة تساند المرأة
وذكر الشهري، أنه في إطار حرص الدولة على المراجعة المستمرة للأنظمة والتشريعات المتعلقة بما يسهم ويساعد في تحقيق طموح وتميز المرأة السعودية فقد صدرت التوجيهات الكريمة بتفعيل مواد المرور المتعلقة بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، وصدرت التعليمات بتجهيز كل ما يلزم وتذليل كافة الصعوبات التي تواجه هذا التنظيم. وبهذا نقول: إن المرأة في السعودية تحظى برعاية وعناية من الدولة، يكفلها الدين الحنيف والسنة المطهرة كيف لا وهي الأم الحنون، والزوجة الحانية، والأخت الوفية، وبحق يفخر المجتمع السعودي بتماسكه الاجتماعي والمحافظة على نسيجه المجتمعي المبني على الاحترام والتقدير المتبادل بين الجنسين وفق منظور ديني وأخلاقي.