من "موعد على العشاء"، و"حب وكبرياء"، و"عاشق الروح"، و"الأخوة الأعداء"، وصولًا إلى "امرأة عاشقة"، والرصاصة لا تزال في جيبي"، إلى "خطيئة امرأة"، وغيرها الكثير، كلها محطات تختصر قصة نجاح الفنان حسين فهمي. هكذا عرّفت عنه عرّيفة الاحتفال، مديرة العلاقات العامة في الجامعة زينة عريس حوري، بأنه فنان فهم فنّه، فكان فنانًا شاملًا، أعطته الحياة ألقابًا كثيرة، إلّا أنّ جامعة بيروت العربية برئاسة عمرو جلال العدوي، أطلقت عليه لقب "ربيع كل الفنون".
حسين فهمي الذي يملك في جعبته حوالى 189 عملًا سينمائيًّا، والعديد من الجوائز التي حصدها من مهرجانات عربية وعالمية، رفض في بداية حديثه أن يقال عنه إنه "من عائلة بورجوازية، وفضّل أن يتم وصف حياته بالأرستقراطية، مقدّمًا شكره لشعب لبنان الذي يسعد دائمًا بوجوده في هذا البلد، كما عبّر عن سعادته بوجوده في هذا الصرح الأكاديمي، متمنيًّا للجامعة المزيد من الازدهار.
تحدّث فهمي أنّ "أهله ابتاعوا له قاموسًا باللغة الفرنسية، كي يبحث في داخله عن كل شيء يخطر بباله"، مشيرًا إلى أنّ "هذا كان درسًا له علّمه في ما بعد لأولاده". وأضاف: "يجب أن نعلّم أنفسنا كل شيء، فالشهادة وحدها لا تكفي".
الراحل عمر الشريف هو مثله الأعلى في الحياة، يقول فهمي، فقد كان ممثلًا يمتلك كل المقومات التي تؤهّله ليكون موجودًا على الساحة العالمية، وعندما انتقل إلى السينما العالمية كان متفوقًا، يتكلم بعقلية الشخص العالمي، فقد كنت منبهرًا به جدًّا.
ولدى سؤاله عن زواجه من الممثلة ميرفت أمين قال ممازحًا: "خدعت من أكثر من امرأة". وتابع: "زواجي منها لم يكن فيه كل البهرجة التي تم الحديث عنها في الإعلام، وتمّ بكل بساطة، كوني كنت منفصلًا عن زوجتي الأولى التي رفضت حياتي الفنية، كوني بدأت من القمة وكنت نجمًا من أول فيلم قدّمته، ولم أصعد سلّم النجاح درجة درجة".
وانتقل بعدها فهمي وتحدّث عن ابنته منة، بأنها لم تسلك عالم الفن كوالديها، كونها خجولة بطبعها، ودرست الاقتصاد وتملك عملها الخاص في الاسكندرية والقاهرة، وابنه درس إدارة الأعمال في سويسرا، وابنته نائلة درست العلوم السياسية".
وعن عدد الزيجات في حياته وأطولها، قال ممازحًا: "كثر. وهنا عليك أن تسألني كم مرة تطلّقت؟! فكان كل طلاق ينتهي في المحكمة. وتابع: "زواجي الأول دام 17 عامًا، وأقصر زواج كان الأخير حوالى عام ونصف العام.
وهل مثّل حسين فهمي أدوارًا لا تشبهه؟ أجاب: "أعتمد دائمًا أبعادًا لأيّ شخصية أقدّمها، وأرسم لها طريقًا كي لا أخطىء في تقديمها، وأقوم بأمور لا تكون موجودة في السيناريو". كما كشف فهمي أنه غير نادم على تقديمه أيّ دور، فالندم غير موجود في حياته، معترفًا أنّ "هناك أدوارًا لم ينجح فيها، وبأن ليس هناك نجاح من دون فشل، فالفشل علّمني أن أدرس مسبّباته، وعلى الإنسان أن يتوقع دائمًا أنه سيفشل".
ورفض فهمي مسألة العمر كونها تشكّل عائقًا أمام حياة النجوم، معتبرًا أن "ليس هناك في الحياة شيء اسمه عُمْر، بل هناك انتقال في مراحل حياة الإنسان، فهذه هي فلسفته في الحياة". وأضاف: "الانسان له بداية ونهاية، وما بينهما هو ملكه، عليه أن يقوم بما يريد، وكل شخص يؤقلم نفسه على الحياة التي يختارها، فالحياة جمالها أنها مستمرة".
وعن الممثلة التي يعتبرها توأم روحه قال: "لا يوجد، فقد عمل مع شادية وسعاد حسني، ولا يمكنه تفضيل واحدة على أخرى". وعن التي حلم بالعمل معها ولم يحصل أيّ تعاون، قال: "لا يوجد أيضًا".
وهاجم فهمي الدراما التركية واعتبرها من أسوأ الأشياء التي يمكن أن نراها، وأقل ما يقال عنها، إنها رديئة ومسلسل "حريم السلطان" من أسخف ما يكون، فهو يركز على الحكم العثماني، ومدعوم من الحكومة التركية كي نشرب نحن العرب هذه الثقافة المتخلفة، فهناك مخطط ثقافي وغزو لدولنا".
وتابع: "الدراما المصرية لم تتراجع وهي قوية، وما زالت تحظى بنسبة مشاهدة عالية، و"حريم السلطان فيه رخص في الإنتاج وليس كل ما نراه مبهرًا".
ولدى سؤاله عن فنانة تشبه سعاد حسني قال: "لا يوجد، ولن يأتي مثل موهبتها".
وهل أنصف الإعلام العربي فهمي قال: "لا، لأنه لم يكن هناك رغبة بذلك، كوني أتيت من عائلة أرستقراطية، وكان هناك من يهاجمني باستمرار". وآخر مرة قيل "ما الذي فعله فهمي في مهرجان القاهرة السينمائي حينما ترأسه لمدة 4 سنوات".
وعن سرّ حبّه لبيروت قال: "بيروت أملك فيها أصدقاء كثرًا، وأول أفلامي "نار الشوق" صوّرته هنا، وكانت تربط والدي صداقات مع سياسيين، كما كان لديّ شقة في منطقة الحمرا، وبعد الحرب الأهلية انقطعت عن المجيء إلى لبنان حوالى 18 عامًا".
وعن نصيحته للجيل الجديد قال: عليه أن يقرأ كثيرًا، ويذهب للمكتبات، وأن يكون على دراية بكل شيء من حوله، وأنا لغاية اليوم أقرأ الكتب وأزور المتاحف". وتابع: "على الشخص ألّا ينظر لمن هم حوله، داعيًا كل واحد أن يكون مختلفًا عن غيره، ويكسر كل القواعد، ويفكّر خارج الصندوق، ولا يسير بالأفكار القديمة، والأهم ألّا يقلّد أحدًا".
وبعد الانتهاء من سرد قصة نجاحه، انتقل فهمي مع الوفد الإعلامي إلى غرفة مخصصة لعقد مؤتمر صحافي، تمّ خلاله طرح أسئلة عليه، فأجاب برحابة صدر عن كل ما سُئل عنه.
وفي ردّه عن سؤال لـ"سيدتي نت"، عن أكثر ما أبكاه آخر مرة قال: "أبكي عندما أرى أطفالًا مشردين على شاشة التلفاز، فهذا الأمر يضايقني جدًّا، خصوصًا في عالمنا العربي، فهؤلاء يجب أن يكون لهم حياة كريمة، ولا ذنب لهم بما يحصل من حروب سياسية في بلادهم".
وفي سؤال آخر لـ"سيدتي نت" عن رأيه بالتطور الذي تشهده السينما السعودية، قال: "الوقت تأخّر، ولكن أنا متفائل بما يحصل، وآمل أن تحقّق السينما السعودية قفزة نوعية في عالمنا، لأنّ باستطاعتها أن تنافس غيرها بكل تأكيد".
وعن دور المرأة في نجاحه قال: "لم يكن لأيّ امرأة دور في نجاحي، بل كلّهنّ سعينَ لأن يسقط حسين فهمي، لأنه دائمًا كان هناك غيرة منه، وليس عليه".
وعن الهجوم الذي طال مؤخرًا الفنانة نجلاء فتحي لظهورها في الإعلام قال: "ما كُتب عنها غير منصف، والإنسان الجميل يبقى جميلًا طوال عمره، فنجلاء ما زالت تشعّ جمالًا، والعمر مفروض علينا، ولا يحق لنا أن نتكلم بهذه الطريقة عنها".
وعن الذي يخاف منه قال: "أخاف فقط على اسمي وسمعتي، فلا أقوم بأيّ عمل يصدم المشاهد، أو يهزّ صورتي عنده". كما رفض فكرة الاعتزال، وبأنه سيبقى موجودًا طالما هو قادر على تقديم الأعمال".
وعندما سئل عن علاقته بالزعيم عادل إمام، استغرب وقال: من هو الزعيم؟ فهل أنا عندما قدّمت مسرحية "الإمبراطور" يجب أن يلتصق هذا اللقب بي؟! وتابع: "تجربتي مع عادل كغيرها من التجارب مع عمر نور الشريف ومحمود عبد العزيز"، مشددًا على أنه "ضد الألقاب التي تُعطى للفنانين".
وختم فهمي المؤتمر بالحديث عن التعاون الذي سيجمعه في مسلسل "خط ساخن"، مع النجمة سلاف فواخرجي، حيث كشف أنه يتناول قضية سرقة الأعضاء في العالم العربي، ويحصل هناك قصة حب بينه وبين سلافة، وما الذي سيحصل تتابعونه قريبًا إن شاء الله".
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي