عائشة الرايس مغربية شابة من ذوي الاحتياجات الخاصة، استطاعت أن تكسب قلوب الناس والمشاهير، وهي من المعجبين جدًا بـ سعد المجرد.. التقتها «سيدتي» لتتعرف أكثر على صديقة النجوم، التي تحلم بالشهرة وتشغل السوشيال ميديا، وكان الآتي:
- من هي عائشة الرايس؟
عائشة الرايس، فتاة تبلغ من العمر 23 سنة، من مدينة الرباط، أحلم بأهداف وطموحات عالية، ولكنني في جسد يُعيق عليّ الوصول إليها، ومع ذلك أحارب من أجل تحقيقها.
- حدثينا عن طفولتك؟
مما لا يخفى عن الناظرين؛ فأنا لدي إعاقة خِلقية، حبستني في جسد فتاة في عمر ثلاث السنوات، لكنها لم تحبس عقلي وروحي، كانت طفولتي صعبة جدًا، لم أستطع كأية طفلة صغيرة الاستمرار في الدراسة، بحيث إنه تعذر عليّ الذهاب دون وجود مرافق خاص، يتفرغ لاحتياجاتي، ويحملني معه ويكتب لي ويقرأ لي، أرادت والدتي أن تقوم بهذا الدور، واستحملت معي لسنة كاملة، لكن للظروف المادية الصعبة، لم نستطع أن نُكمل هذا الروتين الصعب جدًا، لكنني بصدق كنتُ أريد الانسحاب والبقاء في المنزل وحيدة، بعيدة عن نظرات الناس وشفقتهم، حتى الأطفال لبراءتهم كانوا ينظرون إلي كأنني كائن فضائي، إحدى الصغيرات أرادت أن تلعب معي؛ فأسقطتني من الكرسي، لقد كان شعورًا قاسيًا جدًا، أنني لم أستطع أن أحمي نفسي، لم أرجع بعدها أبدًا إلى ذاك المكان المُخيف.
- ماذا عن نشأتك كفتاة مُراهقة، عن هواياتك وأحلامك؟
بعد أن عشتُ طفولة قاسية، كبرتُ وأنا فتاةٌ مُختفية عن الأنظار دائمًا، مُبتعدة عن الناس، لكنني وأنا وحدي في المنزل، أمارس ما أحب، وأعيش الخيال والأحلام، كنت مثلاً، أغني أغانيّ المفضلة، للفنان المصري تامر حسني، أو أطلب من والدتي أن تُجلسني أمام المرآة لأمثل أدوارًا فنية كأنني شخصية مشهورة، إلى جانب ممارستي للأعمال اليدوية، كصناعة الإكسسوارات، أن أجلس ساعات طوال أمام الفيديوهات التعليمية في اليوتيوب، وأقلدها؛ لأصنع بها حليّا جميلة أبيعها للصديقات والمُقربات، كان أمر الحصول على المواد الخاصة بهذه الحرفة، من اللؤلؤ والخيوط، صعبًا جدًا؛ لأنني كنتُ أكلف والدي بذلك، وكان ينتظر الوقت الفارغ لديه حتى يذهب إلى السوق ليقتنيها، كنتُ أتمنى في عالم آخر، لو أنني أختار الألوان بنفسي؛ لكنت أطور هذه الهواية أكثر، وأنتج منها أكثر.
- ما هي نُقطة التحوّل الكُبرى لعائشة الرايس، من فتاة منطوية خجولة، إلى عائشة القوية الواثقة؟
في سنّ 17، عشتُ أهم نقطة تحول في شخصيتي وحياتي؛ فقد تجرأتُ في أن أُمارس أول نشاط مع العالم الخارجي، وهو في انضمامي إلى أحد الدروس في المسجد لمحو الأمية، بنصيحة من إحدى المُقربات، كنت مترددة جدًا للإقدام على هذه التجربة، لكن بدعم من والدتي، استطعت ذلك، لقد تقبلتني النساء في المسجد، وكنتُ تلميذة مجتهدة جدًا، تعلمت القراءة والكتابة وحفظت بعض سور القرآن الكريم، كانت والدتي من تذهب معي وتحملني وتُساعدني لمدّة سنتين، تعلمت فيها الكثير، وامتلأت بالثقة والإيمان، كنتُ راغبة في الإكمال لسنوات أخرى، لكنّ ظروفنا المادية لم تسمح مرّة أخرى، المهم أنني استطعتُ أن أُكوّن نفسي تعليميًا وأمتلئ بالثقة التي سمحت لي بعدها أن أواجه المجتمع.
- أنت اليوم من الشخصيات المشهورة على السوشيال ميديا.. كيف حدث ذلك؟
كانت البداية بانخراطي في الجمعيات الثقافية والحقوقية، بدعم من والدتي وأختي مرة أخرى؛ خصوصًا أنهما ناشطتان في هذا المجال، بدأنا بطرق أبواب الصحافة، والبحث عن فرص الظهور، اصطدمت بالواقع المرير في كثير من الأحيان، وبعد محاولات عديدة تيسر لي الظهور في برنامج تليفزيوني يسمح لك بالحديث عن قصتك أمام ملايين المغاربة، لقد تكلّمت بحرقة كبيرة عن قصتي، وعن حقوقي التي أطلبها، لقد ساعدني الناس بعدها لا محالة في شراء الكرسي المتحرك، لكنّني كنت أوجه رسالة أقوى، وعلى رأسها أن يوفر المسئولون عن البلاد لنا أبسط احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة؛ لتسهل لنا عملية التنقل، وأن يدمجونا في المجتمع ويثقوا في قدراتنا.
- ماذا عن حساباتك على السوشيال ميديا؟
لقد أنشأتُ حساباتي؛ لغرض الوصول إلى قلوب المغاربة؛ خصوصًا وأن ميولاتي فنّية محضة، وعالم السوشيال ميديا هو مفتاح مهمّ للتقرب من الناس، وإثبات القدرات الإبداعية والفنية التي تتمتعين بها، وقد كوّنت صداقات عديدة، وفوجئت بآلاف المتابعين الذين أحبوا شخصيتي ورسالتي، وكذا أعمالي اليدوية، وعن طريق السوشيال ميديا مرة أخرى، وصلتني دعوات عديدة للحضور في تظاهرات فنية، إلى جانب بحثي عن فرص الحضور من ناحيتي، واستطعت أن أحقق جزءًا كبيرًا من أحلامي، وهي الالتقاء ببعض الفنانين الذين أحبهم كثيرًا.
- شاهدنا صورك مع عدد من الفنانين العرب، أمثال: الفنان سعد المجرد، والفنان تامر حسني، حدثينا عن هذه التجربة.
ازداد إعجابي ومحبتي لهما عند التقائي بهما على أرض الواقع؛ فطيبة الفنان تامر حسني وحسن تعامله معي، وسماحه لي بالغناء إلى جانبه في إحدى الحفلات التي حضرتها لرؤيته والالتقاء به، كشفا لي سر نجوميته ونجاحه، كذلك الحال مع الفنان سعد المجرد، العزيز على القلب، الذي فاجأني بأنه يتابعني على الإنستقرام بعد لقائي به في إحدى الحفلات، طلبتُ منه صورة فقط، وأعطاني من وقته الكثير، واهتمامًا كبيرًا.
- في الشهر المقبل، ستحققين الخطوة الأولى التي ستتقدمين بها نحو عالم الفن، حدثينا عنها.
إنها فرصتي الأولى للوقوف فوق خشبة المسرح، في عرض كوميدي إلى جانب أهم الكوميديين المغاربة، في مهرجان طنجة للضحك في نسخته الثالثة، أحضر لعرض مفاجئ وجميل، وسيكون الانطلاقة الأولى، إلى جانب وعود كثيرة من بعض الشخصيات المهمة في عالم الفنّ، لا أريد الحديث عنها حتى تتحقّق.
- ما هي رسالتك للمجتمع، وما هو التغيير الذي تحلمين به؟
رسالتي هي رسالة مُشتركة، رسالة كلّ إنسان حالم، وبحالة خاصة ومُختلفة، لدينا الحق في أن ينظر الناس إلينا كأننا أشخاص منتجون، لدينا قدراتنا وأحلامنا ورغباتنا؛ فكل ما نحتاجه هو فرصة فقط، للتأكيد أن المظهر خداع، وأن العقل والروح، هما ما يصنعان شخصية الإنسان وقدراته.