لم يعد المتقدمين بالسن فقط من ينسون الكثير من تفاصيل حياتهم العائلية أو المهنية الدقيقة أو الأشخاص العابرين بل صار الكثيرين من أبناء اليوم يعانون من النسيان والإرهاق الذهني جراء التوتر أو تحت تأثير ضغوطات الحياة،ولا يعرفون ما هو العلاج الأمثل لتقوية ذاكرتهم ،وما الشيء الضروري للحفاظ على نشاط أدمغتهم وبالذات: الذاكرة.
وقد توصلت دراسة بريطانية حديثة إلى نتيجة هامة خلاصتها تؤكد: بأن أخذ قسط من الراحة الهادئة المريحة للأعصاب والجسد والدماغ لمدة "10 " دقائق،بعد تعلم شيء جديد،يساعد الدماغ على تخزين التفاصيل الدقيقة،وإمكانية إستعادة الدماغ لها بسهولة عند الحاجة إليها في المستقبل.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة هيريوت وات البريطانية،ونشروا نتائجها العلمية اليوم الأحد 6 مايو- أيار في دورية
"Nature Scientific Reports".
وأوضح الباحثون أن النوم والذاكرة متلازمان ،حيث يساعد النوم الجيد على منع آليات النسيان في الدماغ،وتسهيل تكوين الذاكرة.
وكشفوا أنه أثناء النوم،تستريح نقاط التشابك العصبي في المخ،وتبقى مرنة،مما يحافظ على المرونة العصبية للدماغ وقدرته على التعلم.
ودرس الباحثون فاعلية أخذ قسط من الراحة الهادئة بإغماض العينين دون الدخول في نوم عميق لمدة 10 دقائق على تذكر التفاصيل الدقيقة بعد التعلم.
وصمم الفريق اختباراً للذاكرة لتقييم القدرة على الإحتفاظ بمعلومات دقيقة للغاية حيث طلبوا 60 شاباً من الذكور والإناث متوسط أعمارهم 21 عاماً بالنظر إلى مجموعة من الصور.
وطلب الباحثون من المشاركين التمييز بين الصور "القديمة" وصور أخرى مماثلة،لرصد قدرة المشاركين على الإحتفاظ بفروق دقيقة بين المجموعتين.
ووجد الباحثون أن المجموعة التي أخذت قسط من الراحة الهادئة لمدة 10 دقائق بعد النظر إلى الصور،استطاعت رصد الإختلافات الدقيقة بين الصور المتشابهة،مقارنة بالمجموعة الأخرى.
وقال الدكتور مايكل كريج،قائد فريق البحث أن: "المجموعة التي أخذت قسطاً من الراحة ساعدها ذلك على تخزين ذكريات أكثر تفصيلاً بالمقارنة مع المجموعة التي لم ترتاح".
وأضاف أن "هذه النتيجة الجديدة توفر أول دليل على أن فترة قصيرة من الراحة الهادئة يمكن أن تساعدنا في الإحتفاظ بذكريات أكثر تفصيلاً".
وتابع قائلا : "نعتقد أن الراحة الهادئة مفيدة لأنها تساعد على تقوية الذكريات الجديدة في الدماغ،ربما من خلال دعم إعادة تنشيطها تلقائياً".
وأشار إلى أن "الأبحاث تظهر أن أخذ قسط بسيط من الراحة بعد التعلم،يقوي الذكريات الجديدة الضعيفة من خلال إعادة تنشيط هذه الذكريات حيث يظهر نشاط الدماغ الأول لأول مرة أثناء التعلم مرة أخرى في الدقائق التالية لعملية التعلم".
وقبل الإنكليز بفترة طيلة توصلت دراسة يابانية إلى أن إستراحة أو غفوة لمدة ربع ساعة تجدد الطاقة الجسدية والذهنية للإنسان لهذا اعتمدت مؤسسات ومصانع يابانية منح العاملين لديها إستراحة نوم واسترخاء خلال ساعات العمل إلى جانب إستراحة الغداء في منتصف النهار ليعطوا عملهم نتيجة أفضل،وليحافظوا على صحتهم الجسدية والدماغية.
وأكثر المستفيدين من هذه الدراسة: هم الطلاب،فإن اعتمدوا 10 دقائق أو أكثر قليلاً لأخذ إستراحة نوم أو إسترخاء هادئة بعد العودة من مدارسهم وجامعاتهم لربما تحسن مستوى إستقبالهم للمواد الدراسية والمعلومات الصعبة والسهلة منها على حد سواء،وتتيح لهم إستعادة المعلومات والتفاصيل الدقيقة وقت حاجتهم إليها وقت الإمتحانات أو الحياة العملية في المستقبل.