رغم الشهرة العالمية الأسطورية التي عاشها الفنان والرسام والنحات الأسباني بابلو بيكاسو في حياته التي عاصر فيها الحرب الأهلية الإسبانية والحربين العالميتين الأولى والثانية،شهدت حياته خلالها منعطفات مصيرية هامة ،وحظي بقدر كبير من حياة الرفاهية والثراء كان مثل بعض الفنانين نقطة ضعفه السرية الأكبر في حياته هي: النساء، فمر في علاقات عاطفية كثيرة لا تعد ولا تحصى سرب المقربين منه إنه عرف مئات النساء في حياته. وحسب وصف مؤرخيه، كان لا يستطيع مقاومة إغوائهن له حتى حين كان متزوجاً من امرأتين ، زوجته الأولى راقصة الباليه الروسية أولغا خوخلوفا،وزوجته الثانية والأخيرة الفرنسية جاكلين روك التي كانت تصغره بأكثر من 53 عاماً ،فمررنّ في حياته الطويلة عدد كبير من النساء اللواتي أغواهن بيكاسو بسحر إبداعه ،وألهمنه الكثير من لوحاته النسائية الشهيرة التي بيعت بملايين الدولارات في حياته وبعد مماته،وأسهمنّ بطريقة مباشرة في إلهامه بأفكار وجماليات فنية ولونية في الكثير من لوحاته الموزعة في الكثير من متاحف العالم.وعرف عن بيكاسو إنه كان يعامل النساء في بداية علاقته بهن بشكل جيد لكنه لا يستطيع التحكم بمزاجه المتقلب كفنان فكانت سرعان ماتنتهي علاقته بهن إن كنّ غير قادرات على استيعاب بيكاسو الفنان كما هن قادرات بحبهن على استيعابه كرجل.
وكان وحشياً بعاطفته،وشغوفاً لا يرتوي بعلاقة واحدة أو علاقات محدودة،وإنه كان يعتبر النساء مصدر إلهامه الأثرى والأجمل لهذا لم يكن يستطع الإكتفاء بامرأة واحدة حتى لو أراد،كان مسيطراً على نسائه لكنه فاقد السيطرة على نفسه وقلبه ومشاعره كالطوفان أو الثور الجامح ينطلق من علاقة إلى أخرى بلا ندم أو نظرة للوراء إلى من تركه ورائهن من نساء معذبات بحبه وهجرانه،واثنتين منه أنهتا حياتهن بعده هن: ماري تيريز والتر ،وجاكلين روك .
فرناندا أوليفيه حبيبته الأولى- متزوجة
أول علاقة عاطفية طويلة الأمد عرفها بيكاسو كانت مع فرناندا أوليفيه التي التقاها عام 1904 فأحبا بعضهما من اللقاء الأول رغم إنها متزوجة،واستمرت علاقته بها سبع سنوات كاملة اتسمت بالكثافة العاطفية الحارة بينهما ،وألهمته العديد من لوحاته،وحافظا على سريتها لفترة قبل انكشاف أمرهما ثم انفصل عنها عام 1912 حين التقى بامرأة أخرى أصبحت ملهمته الجديدة.
راقصة الباليه الروسية أولغا خوخلوفا- زوجته الأولى
بعد مروره بعلاقات عاطفية قصيرة التقى عام 1917 راقصة الباليه الروسية أولغا خوخلوفا بينما كان يصمم "موكب الباليه" فانسجما من اللقاء الأول،واستمر حبهما عام قبل زواجهما عام 1918 ،واستمرا بسعادة كزوجين لغاية عام 1935 فاهتز زواجهما المستقر نسبياً لبدأه علاقة عاطفية جديدة مع امرأة أخرى ألهمته رسم لوحة أخاذة رائعة،عندما رأتها زوجته شعرت إنها لحبيبة جديدة في حياته،فحاول إقناعها بإنها هي من ألهمته رسمها لكنها لم تنخدع بكذبته ،وحاولت رسمياً الطلاق منه،لكنه ظل مصراً على عدم الإنفصال عنها حتى لا تقاسمه ممتلكاته.
ماري تيريز والتر- المراهقة الساحرة
بعدها التقى بيكاسو في سن ال 44 الحسناء المراهقة ماري تيريز والتر"17 عاماً" فبهره جمالها البريء الغض فعاملها برومانسية حالمة،وكانت مصدر لوحات رائعة له موجودة في كثير من المتاحف العالمية التي لا تقدر بثمن من أشهرها لوحته "الحلم" التي رسمها عام 1932 كإمرأة مغوية مثيرة رومانسية وبيعت عام 2013 ب 155 مليون دولار للمليادرير الأمريكي ستيفن كوهين ،ومزق قلب زوجته الأولى أولغا عندما علمت أن حبيبته الصغيرة ماري حامل بابنته مايا ،ولم يستمر حبه لها وعلاقته بها سوى 14 عاماً بعد دخول امرأة أخرى حياته رغم وصفه لها ب "الآلهة الشقراء" فانفصل عنها عام 1940 ،وظلت حياتها مضطربة بعده لعقود من الزمن ،وانتهت بانتحارها عام 1977.
دورا مار- الحبيبة الكرواتية
عاش بيكاسو مع الكرواتية الفرنسية الحسناء قصة حب عاصفة ألهمته لوحات عديدة،وكان شغفه بها لا حدود له لكنه كعادته انفصل عنها بدون رحمة بعد علاقة طويلة دامت تسع سنوات،وظلت لسنوات تعاني من جرحها العاطفي،وتعذبت أكثر لعدم قدرتها على الإنجاب وخسارتها فرصة إنجاب طفل منه. وألهمته أشهر لوحاته "المرأة الجالسة على المقعد" التي أسماها دورا مار،وأخرج فيها كل عشقه الجامح وجنونه الفني الخصب خلال علاقته المميزة بها.
الرسامة فرانسواز جيلو- عاشت معه 10 سنوات وأنجبت له طفلين
ثم التقى بالرسامة الفرنسية فرانسواز جيلو التي انبهرت به وتعلقت به وسحرت به كفنان وكرجل وعاشت معه 10 سنوات كاملة أنجبت له خلالها نجليه كلود وبالوما ،البعض أكد إنه تزوجها،وإنها هي من النساء النادرات التي انفصلت عنه وطلقته بإرادتها لعدم قدرتها على تحمل أنانيته ونرجسيته وسيطرته عليها وعلى حياتها معه.
جينفياف لابورت- العلاقة العاطفية الأقصر في حياته
وفي عام 1951 التقى بالمرأة الجذابة جنيف لابورت التي دخلت حياته كالعاصفة بجمالها الآسر المغوي فحظيت باهتمامه لكن ليس لفترة طويلة حيث لم تدم علاقته بها سوى ستة أسابيع فقط،لكنه حسب وصف مدراء متاحف عريقة ومؤرخين أوروبيين ألهمته بأعمال فنية دافئة ومشرقة عبرت عن ملامح حبهما القصير الذي لم يعمر طويلاً.
جاكلين روك- زوجته الثانية والأخيرة
بعد تقدم بيكاسو بالسن ووصوله إلى سن الثمانين سعى للإستقرار والراحة فتزوج من الفرنسية جاكلين روك التي تعمل في مصنع فخار وتصغره بحوالي 53 عاماً ،وظل معها حتى وفاته،واتسمت علاقته بها بالغرابة قليلاً لكنه لم يطلقها،وقيل إنه خانها سراً ولم يجاهر بعلاقاته حرصاً على شعورها لكنها كانت تعرف،وتصمت ،وكان حبه لها ملهماً له حيث قيل إنه رسم وجهها أكثر من "160" مرة.
وبعد وفاته عبرت عن مشاعرها بقوة فحرمت ولديه : كلود وبالوما من عشيقته فرانسوا من توديعه في جنازته الأخيرة وتصارعت معهما على ميراثه الفني وعقاراته حتى توصلت معهما لإتفاق بإنشاء متحف بيكاسو في باريس،وأصابها بعد رحيله بسنوات حالة اكتئاب شديدة فانتحرت من تأثيرها وأنهت حياتها بإطلاق الرصاص على نفسها في سن ال 58 في عام 1987 بعد 13 سنة على رحيل زوجها بيكاسو الذي كرست حياتها له ووهبتها له على مذبح حبه وفنه.
وكان بابلو بيكاسو ككل الرجال في الشرق والغرب يفضل الحبيبة المستسلمة له والأنثى ويجب أن لا تكون أطول منه حتى ولو ب 1 سم.
وكانت حبيبته ماري تريز والتر المرأة الوحيدة الأكثر إستسلاماً من بين حبيباته له،والخاضعة تماماً لسيطرته فقبلت أن تظل علاقتها سراُ به 8 سنوات كاملة لا يعرف عنها سوى قلة من أصدقائه المقربين والموثوقين.وكانت كما رسمها بلوحته "الحلم" إمرأة ساذجة ورياضية ومرحة أمضت حياتها بالقراءة والنوم ولم تكن لديها أية طموحات مهنية أو إجتماعية.
عينيه المغناطيسية المعبرة سر جاذبيته لدى النساء
رغم أن بيكاسو لم يكن رجلاً طويلاً أو وسيماً للغاية فأنه كان يتفرد بعيون مغناطيسية معبرة،تنطق بما في داخله بنظرة قوية من حب وجموح ورغبة واهتمام بالمرأة،فتقع تحت تأثيره من النظرة الأولى بلا مقاومة،لهذا لم يكن من الصعب عليه كسب قلب أي امرأة في حياته.
وأثبت بيكاسو بتعدد علاقاته العاطفية الكثيرة جداً بأنه عاشق متوحش لم يخلص لإمرأة واحدة طوال حياته،وأن إخلاصه الوحيد كان لفنه فحسب.
حياة بابلو بيكاسو مع نساء ألهمنه فنياً
- أخبار
- سيدتي - سميرة حسنين
- 07 مايو 2018