قبل حوالي عشر سنوات، توجَّهت مجموعة متطوعة من المعلمات في إدارة التعليم بمنطقة القصيم إلى المستشفيات التي تستقبل الأطفال المصابين بالسرطان لمساندتهم، وتعليمهم خلال فترة علاجهم الطويلة، وظل هاجس بقاء هذه الخدمة رسمية مسيطراً على العاملين فيها، لتكون هناك مباشرة تامة، ومتابعة مستمرة لهؤلاء الأطفال لكيلا يفقدوا مسيرتهم التعليمية، وليلتحقوا بأقرانهم في المرحلة نفسها.
وقد هدفت الوزارة، من خلال "برنامج التحول الوطني 2020"، وضمن مبادرة تطوير التربية الخاصة إلى إدراج مشروع تقديم الخدمات التعليمية إلى الأطفال المقيمين في مراكز الأورام والمستشفيات، ومَن في حكمهم. ويتم من خلاله تقديم الخدمات التعليمية في الفصول التعليمية التابعة لوزارة التعليم داخل المستشفيات ومراكز الأورام، بالتعاون مع وزارة الصحة، إيماناً من "التعليم" بأهمية تطوير المنظومة التعليمية والتربوية بجميع مكوناتها، وتنفيذ البرامج والمبادرات المرتبطة بـ "الرؤية السعودية 2030"، وتقديم التعليم إلى جميع فئات المجتمع وفقاً لاحتياجاتهم، وإكسابهم المهارات والخبرات المعرفية والمهارات المختلفة.
كما يهدف المشروع إلى تفعيل دور مشاركة القطاع الثالث "الخيري" في تنفيذ المشروع من خلال مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم، وجمعية سند لدعم الأطفال المرضى بالسرطان، للمشاركة في تقديم الخدمات التعليمية إلى الأطفال المصابين بالسرطان، التي تمَّ توقيعها من قِبل وزير التعليم، والأميرة عادلة بنت عبدالله، رئيس مجلس إدارة "سند" الخيرية نهاية ديسمبر 2017 بهدف التعاون بين الطرفين في مجال تقديم الخدمات التعليمية إلى الطلاب المقيمين في مراكز الأورام والمستشفيات، وتوفير جميع متطلباتهم الدراسية والتعليمية والتربوية، وتقويمهم داخل الفصول التابعة لكلٍّ من وزارة التعليم، والفصول التعليمية التابعة لجمعية سند الخيرية.
من جانبها، قالت غادة، المعلمة المسؤولة عن الفصل التعليمي في مركز الأورام بمستشفى الملك خالد الجامعي: الأطفال في المركز يحضرون إلى الفصل بإقبالٍ حالَ تحسن وضعهم الصحي، ويشعرون بفرح غامر حين يستطيعون تقديم الاختبارات، كونهم يرغبون في أن يعودوا إلى صفوفهم الدراسية مع زملائهم، ولا شيء يضاهي مشاعرهم بالفرح وهم يتلقون خبر شهادة النجاح حيث تتأثر إيجاباً روحهم المعنوية.
وأكدت نجلاء المشيقح، مدير إدارة صعوبات التعلم في الوزارة، مدير مشروع تقديم الخدمات التعليمية للأطفال المقيمين في مراكز الأورام والمستشفيات ومَن في حكمهم، أن المشروع استهدف في خطته لعام 2017، افتتاح ثلاثة فصول تعليمية في كلٍّ من مركز الأمير فيصل بن بندر للأورام في القصيم، والمدينة الطبية في جامعة الملك سعود بالرياض، ومستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، وتجهيزها بجميع الوسائل التعليمية والتقنية اللازمة من قِبل وزارة التعليم وفق المواصفات والمعايير التي تشترطها وزارة الصحة، وقد تمَّ، بحمد الله، افتتاح الفصول الثلاثة، وتقديم الخدمات فيها.
وأوضحت المشيقح، أنه سيتم في المرحلة المقبلة استهداف الأطفال المصابين بالأمراض المزمنة، مثل: أمراض الجهاز الهضمي، وأمراض الدم، التي تتطلب الإقامة فترات طويلة للعلاج، وثمَّنت دعم الوزارة تنفيذ المشروع، وكذلك دعم الدكتورة هيا العواد، وكيل التعليم ومالكة المبادرة، وحرصها ومتابعتها تنفيذ المشروع بما يخدم جميع طلابنا وطالباتنا المرضى.