الطهي من أقدم المهن التي عرفها التاريخ، فكان الطُّهاة يَعْكُفُونَ على إعداد الأطعمة للأغنياء والملوك، ولذلك كان وجودهم أمرًا مهمًّا للغاية، ومع مرور الوقت أَتْقَنَ العديدُ فن الطهي، وأصبح البعض يقوم بإنشاء استراحات أو مطاعم خاصة له، والبعض أيضًا عرض مشاركة مهاراته مع أصحاب المطاعم، والآن أصبح الطهي أحد أهم المهن التي تُدِرُّ دخلاً كبيرًا على من يَحْتَرِفُهَا، وهنا نرصد لكم مجموعة من أشهر السعوديين الذين برعوا في ذلك المجال، ومنهم:
طباخ الملوك أيمن بغدادي:
كان يكره رائحة الأسماك، ورغم ذلك أَتَتْهُ الفرصة ليكون طاهيًا، عندما وجّه دعوةً لعدد من أبناء الأمير عبد الله الفيصل لتناول وجبة سمك تُعدّها والدته، وتكررت الدعوة حتى طلب منه الأمير تركي العبد الله، فتحَ محل خاص بإعداد الولائم للقصور، حتى أصبح طباخ الملك فهد بن عبد العزيز (رحمه الله)، فكان يدخل قصره الخاص بين ثلاث إلى أربع مرات أسبوعيًّا؛ ليقدِّمَ له وجبات السمك، وأصبح الطباخ الخاص لضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، من الملوك والرؤساء والوزراء الذين يأتون سنويًّا لتأدية فريضة الحج.
الشيخ حسن الزهراني طباخ الملك عبد العزيز:
هو الطباخ الخاص للملك عبد العزيز، رَافَقَ المُؤَسِّسَ في رحلاته، وعاش معه أغلب فترات حياته، يقول إن الملك المؤسس كان يُحب اللحومَ الخالية من الدهن، وعليها القليل من الملح، بالإضافة إلى الأطباق الشعبية السعودية، ويروي قصة طريفة حدثت إبَّان زيارة رئيس الوزراء الهندي للبلاد، حيث أوصى المؤسس بالاستعداد وتجهيز وليمة كبيرة ضَمَّتْ 60 قعودًا من الجمال، و300 خروف، قبل أن يُبَاغَتَ الجميعُ بأن الضيفَ "نباتي" لا يأكلُ اللحوم.
الشيف علي اليوسف:
بدأ اليوسف (41 عامًا) تجربته من منزله وسط القصيم، وظهرت إبداعاته في الرحلات البرية والتنزهات مع أفراد عائلته، بدأ عمله في الطهي بعدما دخل في منافسة مع أحد الطهاة في العمل، إذ همّ بتجهيز وجبة الغداء لزملائه في القصور الملكية بالناصرية، وفور الانتهاء من إعدادها وتقديمها للحضور، انهالت عليه عبارات الثناء، فعلمت إدارة القصور بإجادته الطهي وتحضير الطعام، وعرضت عليه العمل في المطبخ ووافق، وتَدَرَّجَ في العمل لمدة 9 سنوات من طاهٍ إلى رئيس مطبخ القصور الملكية، ومن ثَمَّ استقرَّ به الحال في إدارة مطعمٍ شهير في كبرى فنادق العاصمة الرياض الشهيرة.
الشيف عدنان يماني:
هو شيف تنفيذي وصاحب مطعم من المملكة العربيّة السّعوديّة، أحبّ الطّبخ منذ صغره، لكنّ أهلَه لم يحبِّذوا للأسف أن يكون طبّاخًا، تابع دروسًا خاصّة في الطّبخ على نفقته الخاصّة قبل أن يفتتح مطعمه الخاص، وكان حلمه أن يُصبح سفير المطبخ السّعودي للعالم، وشارك في برنامج "توب شيف" على قناة "الإم بي سي" آمِلاً أن يُخرج قدراتٍ هائلةً فيه، ويُثْبِتُ من خلال مشاركته فيه أنّه "شيف" سيفتخر به النّاس.
يجب على الطاهي أن يملكَ مهاراتٍ احترافية عالية تجعله مُلمًّا بجميع جوانب إعداد الطعام، ولذلك توجد معاهد خاصة للطبخ وفقًا للمنهج العالمي المعمول به، وهناك شهادة طباخ على رُتَبٍ ودرجات، وأعلى رُتبة متعلقة بالفنادق الفاخرة، من درجة نجمة إلى خمس نجوم.