محاولات قفز فوق الصخور وطيران، وبحث عن كنز في الصحراء، هي ذكريات الكبار ممن استحضروا الأفلام الكرتونية، كيف كانت طفولتهم معها، بعضهم لا زال يتابعها، وبعضهم يتذكرها كلما تلمّس آثار المغامرة الشقية في رأسه، لكنهم مجمعون أن لا جدوى من إقناع أطفال اليوم بمعان ورسائل أفلام زمان.
في السعودية: تمثيل في البيت
كثيراً ما كنا نسمع في صغرنا عن أطفال حاولوا الطيران كسوبرمان، ومنهم طارق ملفي، مصور ومخرج أفلام، إلى درجة كاد معها أن يفقد حياته، وعن ذلك يقول: «صعدت إلى السطح وأنا أرتدي زي سوبر مان، وأثناء صعودي الدرج لاحظ عمي ذلك، وراح يراقبني، وقبل أن أقفز بلحظة أمسك بي، والآن مازال يتابع هومر من مسلسل «ذا سمبسون»، وعنه يقول: «لا أتردد في تقليده في بعض المواقف الكوميدية».
أنا صفاء
مجرد تحريك الذاكرة الطفولية للمذيعة نهى الجديبي، جعلها تردد أغنية بسمة وعبده: «لأجل الخير، الخير لكل الناس، والكل هنا أحباب أحباب». تضيف نهى: «كنت أذرف الدموع وأنا أتابع «الجميلة والوحش» لدرجة أن عمتي كانت تهدئني، وتقول لي إنها مجرد أفلام كارتون، والشيء المضحك أن إخوتي كانوا يطلقون عليّ اسم (صفاء) بطلة «لحن الحياة». ويقولون إن هذه نهى في روحها وشخصيتها، وكانوا دائماً يعتبرون الحكاية حكايتي. كبرت فوجدت نفسي فعلاً صفاء بكل حذافيرها، وأدق تفاصيلها».
في الإمارات: كنز في الصحراء
تعلمنا الترتيب
تمثيل ما يحدث في الفيلم الكارتوني هو ما فعلته إبتسام الفلاسي، موظفة، فقد قامت هي وإخوتها بترتيب وتعطير غرفة مهملة في المنزل أسوة بـ«لولو الصغيرة»، ما أعجب والدها، فخصص الغرفة للعبهم، وتضيف إبتسام: «كنا نتعلم القيم الجميلة من مسلسلات الكارتون، بينما أطفال اليوم يملون من مشاهدتها، ويفضلون الآي باد، والبلاي ستيشن بل إن طلباتهم كلها أصبحت ذات طبيعة مادية».
ومازالت مصطلحات مثل سوف أسنفرك، وسنفروا بحياتكم، تدخل في الحياة اليومية لـ(عبدالله جميل)، موظف، الذي كان يتابع مسلسل «السنافر».
حتى أن فكرة مسلسل جزيرة الكنز، الذي عرض في الثمانينات جعلت خالد علي، موظف، عندما كان طفلاً أن يبتعد عن والده وأعمامه في رحلة التخييم؛ بحثاً عن كنز في الصحراء، يتابع: «لم تكن وقتها الموبايلات موجودة فبعد أن اكتشفوا غيابي قاموا بالبحث عني لمسافات بعيدة، ولما تأخروا في إيجادي واقترب حلول الظلام جلست أبكي تحت شجرة، حتى سمعت صوت كلب الصيد الذي كان مع عمي، فنهضت راكضاً نحوه».
في مصر: أميرات نائمات
الشخصيات الكارتونية، بالنسبة للمصريين هي امتداد لشخصيات الأفلام الرومانسية أيام الأبيض والأسود، حتى أن شخصية علاء الدين والمصباح السحري، لا تمحى من ذاكرة محمد العقبي، رئيس تحرير برنامج عز الشباب، ولطالما تخيل نفسه ممسكاً بالمصباح ويمسحه؛ لكي يخرج منه المارد الكبير كما كان يستخدمه علاء الدين.
وتنام وتصحو زينب سيد علي، ملكة جمال المغرب، على شخصية «الأميرة النائمة» وما أصابها، وما قدمته لها الجنيات الثلاث، تستدرك: «كنت أتخيل الأحداث من بطولتي فقط، وظل الأمر حتى كبرت، وأذكر مرة أنه واكب عرض فيلم «الأميرة النائمة» مع قيامي بعرض أزياء فاعتذرت عن عدم الحضور؛ لأتابع الفيلم وهو ما أغضب مقدم العرض، لكنني تحججت له بعدم قدرتي على السير».
لا علاقة لهم!
في البحرين: رمي فوق الصخور
كسر في اليد، «شلخ بالرأس»، جبيرة لفت أغلب أعضاء جسده، حروق، كلها أصابت عارف الحسيني، محام، وهي نتائج متواضعة، حسب قوله، عاشها في طفولته بسبب تفاعله غير المحدود مع الكارتون؛ لإيمانه بتطبيق ما يراه بأرض الواقع، يتابع: «إيماني بمسلسلات الكارتون كلفت عائلتي الكثير من المتابعة والجهد لضبط إيقاعي في الحياة، وحمايتي من شر نفسي الأمارة بالبطولات، وخصوصاً مسلسل عدنان ولينا، فقد لفت انتباهي «عدنان» وهو يركض باتجاه البحر ليقفز من الأعالي في عرض البحر، فجهزت عدة السباحة، وارتديت بنطلون جينز مقصوصاً، وانطلقت نحو البحر الذي كان يبعد عن منطقتنا نحو كيلو مترين، وصلت إلى البحر ونظرت نحو أبرز الصخور المطلة على سطحه، صعدت فوقها ووقفت؛ لأقلد «عدنان» وأنفذ أول تجربة للقفز «الرويسي»، أخذت نفساً عميقاً وقفزت مقدماً رأسي لأسقط على سطح الصخرة التي كنت واقفاً عليها، مخلفاً إصابة بليغة في الرأس، مازال أثرها بارزاً».
الرأي النفسي.. هروب
* من السعودية يرى الاختصاصي النفسي جمال الطويرقي أن الشخصيات الكارتونية مازالت تمثل لدى السعوديين وسيلة للتسلية والترفيه، بينما استغلها الغرب في مناهج التعليم وفي توسيع مدارك الطفل، وترسيخ بعض الحقائق من خلال رسائل مبطنة.
* في الإمارات ترى الدكتورة ريما ديوب، استشارية نفسية في مركز ديسكفري للاستشارات النفسية في الشارقة، أن تعلق الكبار بأفلام الرسوم المتحركة هروب من ضغوط الحياة وقساوة الأحداث السياسية، والضغوط الاقتصادية.
* في مصر يجد الدكتور عبدالمنعم شحاتة، أستاذ علم النفس بكلية الآداب، أن الشخصية المصرية متعلقة بالرسوم المتحركة رغبة منها في إنعاش خيالها الذي كاد يشح.
* في البحرين تشير استشارية طب العائلة والإخصائية النفسية والإكلينيكية الدكتورة أمل الجودر، إلى أن أغلب المسلسلات الكارتونية مأخوذة من اليابانيين، بينما مازالت صناعة الكارتون العربية غير قادرة على فعل المثل.
إحصائية.. أجرت «سيدتي» استفتاء شمل 400 عينة عشوائية من البلدان الأربعة المشاركة في التحقيق، عن أكثر المسلسلات الكارتونية تأثيراً، فكانت النتائج كالآتي:
32 % توم أند جيري، وعدنان ولينا، وسالي، وغراندايزر، وهايدي.
27 % جزيرة الكنز، وكابتن ماجد، وسندباد، وحكايات عالمية.
22 % لولو الصغيرة، وسوبر مان، ولحن الحياة، والنمر الوردي، ونقار الخشب.
19 % بات مان، وأنا وأخي، وبسمة وعبده، وفلونة، ودورا، وأبطال الديجيتال.
ذكرياتهم مع الرسوم المتحركة
- أخبار
- سيدتي - نت
- 20 مايو 2013