من "الوطن الحافي" الذي لم يجد من يدرأ أذى الحرب عنه، إلى محاولة رصد واقع الأزمة السوريّة المشتعلة نارها "تحت سماء الوطن"، قرّر صنّاع الدراما تأجيل تسليط "بقعة ضوء" على الدماء التي تسيل في سوريا، وبهم أملٌ أن يعود السوريون "بعد قليل" إلى ما كانوا عليه قبل الحرب التي تستعر، وتشتدّ وتيرتها منذ أكثر من عامين، من أجل رصد الذين يرحلون عبر "منبر الموتى"، ثمّ يتركون وراءهم الحزن والقهر لكلّ من يعرفهم أو لا يعرفهم...
ستة أعمال دراميّة خجولة تمّ تخصيصها للحديث عن مجريات الأزمة في سوريا، من أصل 25 عملاً، بعضها يتناول الأزمة تلميحاً، وبعضها يتناولها بشكل صريح ومباشر. وفيما أخذ بعض الأعمال يتناول الأحداث السوريّة بشكل كوميديّ ساخر، أخذ البعض الآخر منحى جدّيّاً في تناول الأحداث، مع العلم أنّ كلّ الأعمال تبتعد عن التوثيق وتُحاول تصوير ما جرى خلال عامين وانعكاسات الأزمة على السوريين.
الأزمة بعيون ساخرة
ويُتابع المخرج السوري محمد فردوس أتاسي تصوير مسلسل "وطن حافٍ" (عمل كوميديّ ساخر) الذي ألّفه الكاتب كميل نصراوي، في حلقات كوميديّة وتراجيديّة منفصلة تتناول نتائج الأزمة التي تعيشها سورية وانعكاساتها السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة المختلفة. يقوم بدور البطولة في المسلسل الفنان فايز قزق، محمد حداقي، رنا شميس، أندريه سكاف، عاصم حواط...
مغازلة للنظام
وبينما يأخذ مسلسل "وطن حافٍ" منحى كوميديّاً في حديثه عن الأزمة السوريّة، يتناول مسلسل "تحت سماء الوطن"، للمخرج نجدة إسماعيل أنزور، تلك الأزمة، بجديّة تامّة، ويُحاول إيصال وجهة نظر تُغازل النظام في سوريا، لا سيّما أن أنزور هو من الفنّانين السوريين الذين أعلنوا ولاءهم للنظام منذ بداية الأحداث في سوريا. والعمل عبارة عن ثلاثيّات تلفزيونيّة تتضمّن التفاصيل الإنسانيّة التي تقدّم للمشاهد معاناة وآمال المواطن السوريّ في ظلّ الأزمة، من دون أن تغيب عن أحداثه مشاهد التفجيرات والخطف.
شارك في كتابة مسلسل "تحت سماء الوطن" مجموعة من الكتّاب، منهم فادي قوشقجي، نور شيشكلي، هالة دياب، أحمد حامد، عبد المجيد حيدر.
ويرصد مسلسل "سنعود بعد قليل" الوضع السوريّ الراهن من زاوية خاصّة، تُحاول الوقوف على الحياد، مع التركيز على الجانب الإنسانيّ للأزمة.
العمل عبارة عن نصّ لرافي وهبي، ومن إخراج الليث حجو، ومن بطولة دريد لحّام، سلافة معمار، قصي خولي، كندة علوش.
كذلك يرصد مسلسل "حائرات" للمخرج سمير حسين تداعيات الأزمة على المواطن السوريّ وهموم الحياة ومشاكلها، والعمل من بطولة سوزان نجم الدين ورشيد عساف...
سوريا تخضع لمبضع الجراح
أمّا مسلسل "منبر الموتى"، للكاتب سامر رضوان، فيضع الأزمة السوريّة تحت مبضع الجراحة، وينطلق من راهنيّة الحدث، ويصف "الأسباب الموضوعيّة الكامنة وراء الحراك السوريّ من وجهة نظر الكاتب، في محاولة لقراءة واقع الفقر وبحث أسباب التسلّط، وتسليط الضوء على حجم الفساد ورصد حالات الفساد السياسيّ والاجتماعيّ والأخلاقيّ. وقد تولّى إخراج العمل سيف الدين سبيعي بدلاً من رشا شربتجي التي أعلنت انسحابها من الإخراج.
للصحافيين نصيب أيضاً
ويتناول العمل الاجتماعي "نساء من هذا الزمن" الأزمة السوريّة وانعكاساتها على الحياة الاقتصاديّة والاجتماعيّة، إذ يرصد هذا المسلسل الأحداث في البلاد، عبر قصة معاصرة لثلاث فتيات سوريّات، مقتبسة من نص الصحافيّة السوريّة بثينة عوض التي تكتب نصاً دراميّاً كاملاً للمرّة الأولى. ويتولّى الإخراج أحمد إبراهيم الأحمد.
وكان من المفترض أن يتناول مسلسل "بقعة ضوء" بجزئه العاشر تداعيات الأحداث السورية، بشكل كوميديّ ساخر، من خلال مجموعة من اللوحات الناقدة والهادفة، لكنّ تأجل لأسباب لم توضحها الشركة المنتجة، رغم أنه يعتبر من أكثر المسلسلات الكوميدية جماهيرية في سوريا.