هي صغيرة تتربى في كنفه وكنف زوجته، لسبب ما، هو بدأ الشعر الأبيض يغزو فوديه، ولتصبح هي عذراء ممشوقة بأنوثة تشب وتنهض بعد سبات. ومن هنا يبدأ الصراع، مهلاً لسنا أمام أحداث فيلم «العذراء والشعر الأبيض» المأخوذ عن قصة الروائي إحسان عبدالقدوس، ولكننا أمام أحداث حقيقية ترويها عن بطلاتها العذراوات.
سرقت مني علبة المانيكير وزوجي
سامية تروي قصتها مع «ربيبتها»، كما تقول: كنت متزوجة ولدي أربعة أبناء ذكور في سن متقاربة، حين ظهرت «يارا» في حياتنا، كانت ابنة جيراننا الجدد في العاشرة من عمرها، تقربت مني بخفة دمها، وأحببتها كابنتي؛ لأني لم أرزق بالبنات، أصبحت تقضي معظم وقتها في بيتي، أمشط ضفائرها، وأروي لها القصص، وكانت مغرمة بألوان المانيكير على أظافرها الصغيرة، فصرت أشتري لها كل يوم علبة بلون مختلف، وأفاجئها بها، فيما يداعبها زوجي حين يعود من عمله، ومرت السنوات، وكبرت يارا وبدأت معالم الأنوثة تتضح عليها، ولكني لم أتوقع أن تتغير معاملة زوجي لها، وأصبح يهتم بها أكثر مما كان، وأصبحت هي أيضاً تسأل عنه وتجعل مواعيد وجودها عندي في الأوقات التي يوجد هو فيها في البيت، حتى فوجئت بزوجي يتقدم لخطبتها وتوافق هي؛ فقد سرقت زوجي وهو في الأربعين من عمره، وهي لم تكمل عامها السادس عشر، وها نحن نعيش في بيت واحد، تحتل هي الطابق العلوي منه، وقد استأثرت بزوجي وأنجبت منه ثلاث بنات، ولم يعد زوجي يدخل باب شقتي بسبب تعلقه بها.
ابنة أختي وزوجي
ليست قصة من الخيال، هكذا تقول محاسن، فقد كان زوجي فقيراً، ورزقت منه بسبع بنات، في حين كانت أختي التي تصغرني بأعوام قليلة عاقراً، فقررت أن أهديها إحدى بناتي لتربيها في بيتها، هكذا تقول محاسن بألم، وتكمل أختها هدى الحكاية، وقبل أن تبدأ؛ تقول موجهة الحديث لشقيقتها: ليس لك ذنب فيما حدث، ثم تروي ما حدث فعلاً: اهتم زوجي بالطفلة، التي أنهت دراستها الثانوية في بيتي، وأصبح زوجي يقترب من الخمسين من عمره، حين وجدت نظراته نحو ابنة أختي تتغير، اعتقدت أني أتخيل، حتى وجدتهما يختفيان من البيت، وبعد شهر عاد وهي تحت إبطه، وقدمها لي على أنها زوجته.
ظاهرة إنسانية
أشار أستاذ علم الاجتماع في جامعة النجاح الوطنية في فلسطين، الدكتور محمد فرحات، إلى أن ما يعرف بفتنة الصغيرات بالكبار سناً، واعتبارهم ناضجين ذهنياً وهيكيلياً وجنسياً، ولا تميل المراهقات في مثل هذا السن إلى فتيان أو شباب قريبين من الناحية العمرية لأسباب عدة، منها أنهن بدورهن يبحثن عن طرف قادر على تحقيق توقعاتهن من جهة، وملء إشباعاتهن المعنوية أو المادية من جهة أخرى.
ويتابع دكتور فرحات قوله: إن هذه الظاهرة تعرفها كل المجتمعات عموماً، وعند نضج الفتيات للأسف؛ تتبدل الخيارات لديهن، وهذا أمر طبيعي مع التزايد الكمي «الجسدي» والنوعي «الوعي» الذي يشهدنه؛ فتبوء معظم هذه العلاقات بالفشل.
رأي الشرع
أما عن رأي الشرع؛ فيقول الدكتور إبراهيم أبوجلمبو، أستاذ القرآن والشريعة في جامعة الأزهر، أن الابنة بالتبني أو الربيبة التي تعيش في كنف زوج الأم مثلاً لها معاملة إسلامية، فابنة الزوجة من زوج سابق هي محرمة شرعاً على الزوج، ولا نقاش في أمرها، أما التبني فلا يوجد في الإسلام ما يعرف بالتبني بأن تمنح طفلاً أو طفلة اسمك، ولكن أن تعيش طفلة تحت أي ظرف في بيت رجل أجنبي عنها؛ يتوجب أن تكون هناك محاذير؛ فالعناية بهذه الطفلة لا تقتضي أن تحمل اسم من تربت في كنفه، ويجب أن تلبس الحجاب أمامه، ولا يخلو بها؛ لأنها تكون محرمة عليه، ولا يجب أن يسافر معها على انفراد، أو حتى أن يلي عقد نكاحها.