يبدو أن أحد أعظم إنجازاتنا هو القدرة على قتل كميات هائلة من النباتات والحيوانات، فنجد العديد من الكائنات الحيّة كان السبب الرئيسي في اختفائها عن الوجود هو العامل البشري، ولكن دعونا لا نلقي اللوم كله على البشر، فهناك فئة أخرى منهم تعمل من أجل الحفاظ على العديد من الكائنات الحية المُعرّضة للانقراض، وبفضل جهود المحافظة على البيئة، وبرامج تربية الأُسَر، والتشريعات التي تحمي بيئتنا، فقد أمكن بالفعل درء خطر انقراض بعضٍ من الحيوانات التالية:
الضفدع الذهبي البنمي:
الضفدعة الذهبية إحدى أندر أنواع الضفادع على وجه الأرض، واكتُشِفَت لأول مرة عام 1656، وهي تتميز بلونها الذهبي الفاقع الجميل، وتم تهديد الضفدع الذهبي البنمي لعقود من الزمن بسبب إزالة الغابات، وفقدان المياه فضلاً عن تلوثها، ويعتقد بعض العلماء أن ظاهرة الاحتباس الحراري كانت سببًا رئيسيًّا في انقراض ذلك النوع من الضفادع، ولكن في عام 2006، بدأ المهتمون بالحفاظ على البيئة في وضعها في برامج تربية مصممة خصيصًا لها، ومع نجاح هذه البرامج المستمرة قد يُسمَح للعلماء يومًا ما بإعادة كميات كبيرة من تلك الضفادع إلى موطنها الأصلي.
سلاحف نهر بيلينجر:
تلك السلاحف كانت وفيرة، ولكنها اليوم أصبحت مُهددة بالانقراض؛ والسبب في ذلك قيام البشر بإدخال الثعلب الأوروبي، الذي يستمتع بتناولها، وقد تم القضاء على أعداد كبيرة منها، وما زاد الوضع سوءًا هو انتشار مرض بينها قضى على الجزء الأكبر المتبقي منها، مما دفع البعض للبحث عن المتبقي منها، والذي كان حوالي 17 سلحفاة فقط غير مصابة، وتم وضعها في بيئة خاصة للحفاظ عليها من الانقراض.
قرد الأسد الذهبي:
قرد جديد مكتشف، موطنه الأصلي الغابات الساحلية الأطلنطية بالبرازيل، وهو أحد الحيوانات المهددة بالانقراض، حيث يُقدّر عدد القردة من نفس النوع بحوالي ألف وخمسمائة قرد، لونه برتقالي يميل إلى الحمرة، ويتدرج إلى الذهبي والبني، شعره كثيف ومظلم حول الوجه وله مخالب حادة، ويعتمد في غذائه على الشجيرات، وبالرغم من صغر طوله فإن ذيله الطويل مُعدٌّ للإمساك بأفرع الأشجار، وقد ساعدت برامج حماية الحيوانات في مستويات عالية بما فيه الكفاية، في أن تسمح لهم ليس فقط بالعودة إلى موطنهم الأصلي، ولكن أيضًا إلى مواقع جديدة في الغابات المطيرة البرازيلية.
بونغو:
هو أكبر أنواع ظباء أفريقيا حجمًا، وأكثرها تلوّنًا، ويمكن تمييزه فورًا من معطفه الكستنائي الذي يميل للأحمر، والمخطط بخطوط بيضاء عمودية على جذعه وردفيه، يصل عددها إلى 15 خطًا، وهو أكبر الحيوانات تمييزًا في الغابات؛ بسبب معطفه الكستنائي الملون والقرون الطويلة اللولبية العالية، والتي يصل طولها إلى 90 سم في الذكور، وقد سبّبت أعمال الصيد الجائر في جعله مُهددًا بالانقراض، ولكن لحسن الحظ في عام 2000، تم العمل على حمايته، وخلال ست سنوات فقط بدا أنه يعود إلى الظهور من جديد.
كندور كاليفورنيا:
هو نسر من نسور العالم الجديد، وأكبر طائر قادر على الطيران في قارة أمريكا الشمالية، هذا الطائر حيوان قمام، يتغذى على كميات كبيرة من الكائنات الميتة والتي بدأت تتحلل، وساهمت أسباب عديدة حديثًا في انحدار أعداد الكندور الكاليفورني، وهنا قامت حديقتا حيوانات سان دييغو ولوس أنجلوس، بوضع برنامج لإعادة الكندور وإكثارها، ومع نمو أعداد الكندور مجددًا، بدأ اهتمام الباحثين بالتركيز على إعادة إطلاقها في البرية.
بعد التغيرات المناخية التي طرأت على الأرض، تعرّضت حيوانات كثيرة للانقراض بشكل كبير، ومع الصيد الجائر للمتبقي من قبل البشر وعمليات التصحّر، بدأ العديد من تلك الحيوانات في الاختفاء تدريجيًّا شيئًا فشيئًا، ولكن بفضل بعض المنظمات تم العمل على الحفاظ على عدد منها لإكثاره، ومن ثم إعادته للبيئة من جديد.