سنبدأ ملفاتنا مع شاشة العرب الــmbc التي افتقدت اليوم تأثير ثلاثية حضورها الرمضاني المعتاد في السنوات الأخيرة؛ والمتمثلة بكوميديا «ناصر القصبي»، وجمهور«عادل إمام»، وجماهيرية «باب الحارة».. ورغم أنها استطاعت تعويض غياب «باب الحارة» بمسلسل «الهيبة- العودة»، الذي يعادل المسلسل الشامي بجماهيريته الواسعة، وتمترست خلف الحضور الجديد للفنان ناصر القصبي، بعيدًا عن الكوميديا في الدراما الاجتماعية «العاصوف»، التي تتناول تفاصيل الحياة السعودية مطلع العام 1970، إلا أنها أخفقت في تعويض الوجبة السعودية الدسمة التي تحجز لها، عادة، مساحة بث بعد أذان المغرب، والتي كان يشغلها منذ رمضان 2015 المسلسل الكوميدي الناقد «سيلْفي».
في هذا العام اختارت «mbc1» أن تعرض في فترة ما بعد المغرب.. الكوميديا الساخرة «عوض أبًا عن جد»، وقد وفرت لإنتاج هذا المسلسل الفريق الفني ذاته الذي صنع «سيلفي»، أي المخرج أوس الشرقي، والكاتب خلف الحربي الذي سبق وقام بالإشراف على ورشة الكتابة التي أنجزت مسلسل «سيلفي»، إلا أن العمل الجديد افتقد قوة التأثير التي امتلكها «سيلفي» بأجزائه الثلاثة، ونجح من خلالها بإخراج المسلسل الخليجي من دائرة الأفكار التقليدية نحو ملامسة الواقع المجتمعي الخليجي والعربي الحالي واليومي، فظل «عوض أبًا عن جد» في إطار أقل من العادي، يفتقد إلى بنية درامية واضحة تمنحه هويته المميزة. والانسجام مع مشاهديه.
ولم يقتصر مأزق «عوض أبًا عن جد» على هويته المميزة وبنية نصه الدرامي، إذ سرعان ما طفا على السطح مأزق ثان يخص ممثليه، مع عدم قدرتهم جماهيريًا على ملء فراغ الكوميديا السعودية على «أم بي سي»، الذي تركه مسلسل «سيلفي» مع انشغال نجمه «ناصر القصبي» بـ«العاصوف».
وزاد من عمق مأزق المسلسل ونجومه ظهور ظلال للقصبي لجهة طريقة الكلام والسلوك في أداء بطل المسلسل عوض (الفنان أسعد الزهراني)، ولاسيما في الحلقة (13) التي عرضت الثلاثاء... الأمر الذي عاد مجددًا ليدخل المسلسل في مقارنة ليست لصالحه مع «سيلفي».
هكذا افتقدت «mbc1» هذا العام واحدة من نقاط قوتها المتعلقة بالكوميديا السعودية، ولا نعرف إن كان «عوض» قد أخرجها بالفعل من قائمة اهتمامات السعوديين بعد صلاة المغرب، ولكن المؤكد أن إحدى القضايا الأكثر أهمية التي ستكون أمام فريق العمل في المحطة خلال المواسم الرمضانية المقبلة، هي التأكد من مدى استطاعة مسلسلاتها ضمان نسبة مشاهدة عالية ومواجهة الأعمال المنافسة، ولاسيما مع الصعود المدروس للقناة السعودية الجديدة «إس بي سي».
تابعونا غدًا مع قنوات أخرى.