منذ فجر التاريخ وقد شكّل الفضاء وعلم الفلك أمرًا شديد الأهمية للبشرية، ومع بداية التطور بدأ البشر في اكتشاف الفضاء الفيزيائي خلال القرن العشرين، وذلك من خلال رحلات المناطيد، ومنذ ذلك الوقت أصبح الفضاء الخارجي بيئة تحدٍ مناسبة لاكتشاف البشر قدراتهم، وتعددت الرحلات خارج كوكبنا، ورصد العديد من الدول جزءًا كبيرًا من اقتصاده لدعم بحوث الفضاء الخارجي، ويومًا بعد آخر يتم اكتشاف العديد من الأشياء المذهلة في ذلك العالم الواسع، نذكر منها ما يلي:
توليد الكواكب:
في عام 2018 رصد مرصد في تشيلي النجوم القريبة بمنظار التليسكوب، ولاحظوا شيئًا غريبًا؛ وهو ظهور حلقات تضيء بدرجات متفاوتة من السطوع، تشكل بعضها على الآخر مثل الهامبرجر، ويختلف حجم وزاوية كل منها، لكن الأقراص احتوت جميعها على مكونات الكواكب المستقبلية، صناعات الغاز، والغازات والخرائط الكوكبية، مما دفعهم إلى فكرة أن تلك الأقراص تحتضن عوالمَ أخرى، وقد تكون بداية لظهور كوكب جديد، واعتقاد أن نظامنا الشمسي يولد كواكب خاصة به.
المجرّات تدور مرة كل مليار سنة:
كشف علماء في مركز بحوث الفلك اللاسلكي في أستراليا، أن كل الأجرام الفضائية الواقعة على مشارف المجرّات تكمل دورانها حول قلب المجرة خلال مليار عام تقريبًا، ويفسر العلماء هذا الأمر بأن كل المجرات لها كثافة متوسطة واحدة، لأنه من الصعب إيجاد مجرّة كثيفة تدور سريعًا إلى جانب مجرة أخرى ذات الأبعاد نفسها تدور بسرعة أصغر.
اقتراب الكويكبات بشكل مفاجئ:
منذ أكثر من قرن انفجر كويكب فوق تونغوسكا ودمر 500.000 فدان من الأشجار، وقد تكرر الأمر عدة مرات في الأعوام السابقة، فنجد أنه في الأحد 15 إبريل 2018 تم رصد الكويكب GE3 الذي مرّ بالقرب من الأرض وكان قادرًا على إحداث أضرار كبيرة بالكوكب، وذلك بعد ساعات قليلة من اكتشاف وجوده، وهو الأمر الذي سبّب الحيرة للعلماء، فكيف لكويكب أن يتخفى ويظهر دون سابق إنذار، وكيف له أن يُغيّر مساره مما قد يهدد حياة البشرية.
البقعة الحمراء العظيمة:
هي أضخم إعصار في المجموعة الشمسية، وتعتبر البقعة الحمراء العظيمة من أكثر ملامح كوكب المشتري شهرة، وهي عبارة عن إعصار مضاد مستمر، وتشير بعض النماذج الرياضية إلى أن هذه العاصفة هي عاصفة مستمرة وسِمَة دائمة لهذا الكوكب، وبسبب كبر هذه العاصفة يمكن مراقبتها من الأرض باستخدام مقراب بفوّهة 14 سم، أو أكبر، وقد تم اكتشافها منذ 188 عامًا، ولكن اكتشفت ناسا أنها بدأت تتقلّص شيئًا فشيئًا وقد لا تُكمل عامها الـ200، وقد تختفي في خلال 10 سنوات.
الكوكب النووي الثمين:
عندما أمطرت النيازك فوق صحراء السودان في عام 2008، وصلت إلى الأرض صخور ثمينة وفريدة من نوعها حيث كانت الشرائح الصغيرة مملوءة بألواح من الألماس، وكانت هذه هي المرة الوحيدة التي تظهر فيها آثار الحجر الثمين في شيء من الفضاء الخارجي، والمدهش أنه يُرجّح أن كوكب الألماس قد انتهى منذ فترة طويلة، من الأيام الأولى للنظام الشمسي، والمدهش أن قطعة واحدة وصلت إلى السودان بعد مليارات السنين.
مازال الفضاء الشاسع يُشكّل مادة خصبة للعلماء بشكل لا يصدق، فيومٌ بعد آخر تتولد نظريات وتُسحَق أخرى، ويستمر نظامنا الشمسي في إبهارنا، ورغم التقنيات الحديثة التي توصلنا لها، فإنه مازال أمامنا الكثير والكثير لنعلمه عن ذلك العالم الخارجي المليء بالغموض والحيرة.