شنَّ الممثل القدير علي المدفع هجوماً على الدراما السعودية، التي تُعرض في رمضان هذا العام، وعبَّر عن استيائه مما يُقدَّم من أعمال "خمسة مسلسلات سعودية، بينها عمل تاريخي"، تنقل أحداثاً وحيثيات لا تمتُّ إلى الواقع بصلة.
وقال المدفع ساخطاً: هذه الأعمال لم ترقَ إلى المستوى المأمول على الرغم من أن الممثلين وطاقم العمل نالوا حقهم كاملاً، معنوياً ومادياً، لكنهم لم يقدموا ما يشد انتباه المشاهد، وقد يكون السبب وراء ما يُقدَّم "الرقابة". وأفاد بأنها تملك حق قبول النصوص ورفضها.
وعن ميزانية المسلسلات السعودية، أوضح المدفع، أنها جاءت ضخمة، وهذا الأمر كان كفيلاً بتقديم مستوى أفضل، لكنَّ ذلك لم يحصل! واستغرب مما قيل عن "العاصوف" بأنه ينقل واقع حال المجتمع السعودي في فترة السبعينيات، فالمسلسل لم ينقل التراث السعودي كما كان في تلك الحقبة لا في الديكورات، ولا المباني، خاصة أنه تم تصويره في الإمارات بعد بناء منطقة مخصَّصة له هناك، وكان الأولى أن يصوَّر في الرياض، حيث المجالس السعودية الأصيلة، والشوارع القديمة في بعض المناطق، ما كان سيترك أثراً كبيراً في المشاهد.
وأوضح المدفع "عاصرت جيل السبعينيات، لذا أرى أن قصة العاصوف لم ترقَ إلى الطموحات، ولم تنقل واقع الحال كمان كان عليه في تلك الفترة". وعن مشاركاته في المسلسلات التاريخية، قال: شاركت في أعمال تراثية عدة، وعند وجود ملاحظة على النص، أو التصوير، كنت أقف مع المعنيين عن العمل حول مطابقته التاريخ من عدمه. وأضاف "أثارت بعض مشاهد العاصوف جدل كبيراً، خاصة تلك التي تطرقت إلى عادات وتقاليد أهالي نجد، فقد وقع طاقم العمل في كثير من الأخطاء، منها طريقة استقبال الضيوف، وتقديم الضيافة لهم، مثل القهوة، فقد ظهرت المرأة في مشاهد عدة تقدم القهوة للضيوف، وهذا أمر غير صحيح، حيث إن الرجل مَن كان يقدمها في تلك الحقبة"!
كذلك تحدث عن الإكسسوارات في العمل، وبيَّن أنها لا تطابق الإكسسوارات التي كانت تنتشر في السبعينيات، لذا لم يوفق طاقم العمل في ذلك أيضًا.
وترك المدفع حرية تقييم العمل للنقاد والمختصين، لكنه رأى أن "العاصوف" لا يمثل طبيعة الحياة في المجتمع السعودي في تلك الحقبة الزمنية، ولا يمت لموروث المنطقة بصلة.
ورأى أن المخرج المثنى الصبح لم يختره للمشاركة في "العاصوف"، لأنه لا ينتمي إلى البيئة السعودية، ولا صلة له بالتراث السعودي.
وقال: لم يتمكَّن العمل من إيصال الحس التراثي إلى المشاهد بالشكل المطلوب. وأوضح المدفع، أنه التقى الراحل الدكتور عبدالرحمن الوابلي، كاتب العمل، وأنه قال له: إنه سيشارك فيه، لكنه رحل عن عالمنا قبل صدور المسلسل.
وعن الممثلين، الذين شدوا انتباهه، بيَّن المدفع أنه عمل مع هؤلاء الممثلين سنوات طويلة، وأوضح أن ليلى السلمان، التي لعبت دور البطولة في العمل، لم تقم بدورها بالشكل المطلوب، حيث لم توفق في بعض الجمل، إضافة إلى اتخاذها المكان نفسه في جميع الحلقات، لذا لم توصل للجيل الجديد واقع حال الأجداد في تلك الفترة. وأضاف أن الممثلات لم يوفقن أيضاً في إتقان اللهجة النجدية.
يشار إلى أن الممثل علي المدفع شارك هذا العام في عديد من حلقات مسلسل "شباب البومب"، وفي حلقة واحدة من "بدون فلتر"، ويعد من مؤسسي الدراما السعودية، وقضى أكثر من أربعة عقود في التمثيل، شارك خلالها في كثير من المسلسلات، وعديد من الأفلام السينمائية.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي