"إذا أردت أن أوجز مجموعتي في كلمة واحدة، فإنّني أختار لها مفردة حياة، لأنّها تأخذ طابع الحياة مع كلّ تعقيدات الطبيعة وجمالها". هكذا اختصرت مصمّمة الأزياء الإماراتيّة زرينة يوسف مجموعتها لربيع وصيف 2013 التي استوحتها من الطبيعة نفسها والنباتات البريّة، ولكن بطريقة غير تقليديّة، إذ تعمّقت في روح النمو والولادة الصامتة للحياة النباتيّة، تلك اللحظات التي تدفع الأوراق بعضها كي تخرج إلى الحياة وتتشكّل وتنمو.
على وقع حفيف الشجر تهادت عارضات دوليّات على منصّة العرض، وقدّمن 50 تصميماً في عرض شعاره ورقة شجرة خضراء، تبرز فيها العروق الدقيقة التي من شأنها أن تُشكّل وريداً يُغذّي النبتة بالحياة، وتُشبه بذلك خيوط التطريز التي عملت عليها المصمّمة بتأنٍّ؛ في إشارة منها إلى أنّ التفاصيل شريان حيويّ في أيّ عمل تمنح الجمال أنفاسه وهويته، وهذا ما تُسمّيه زرينة "الولادة الصامتة".
في جزء من المجموعة اختارت زرينة قصّات بسيطة وناعمة تلفّ جسم المرأة وتُعطيه شكلاً جميلاً غير مبتذل، وفي جزء آخر، بدت التصاميم دائريّة ملفوفة كما هو النبات قبل أن تكتمل أوراقه، وهناك قصّات تُشبه الزنبق المقلوب وأخرى تُشبه البراعم.
تقول زرينة: "خلال فترة عملي على هذه المجموعة، وضعت باعتباري الزهور، لكنّني استخدمتها بطريقة مختلفة تماماً وخاصّة بي. كانت الأزهار في مخيّلتي مثل حبوب اللقاح المتناثرة كرذاذ في مهبّ الريح، تنتشر وتصنع إبداعات جميلة من الطبيعة. كنت أرغب في التقاط جوهر الزهور نفسها في بعض قصّاتي، وطريقة التطريز، حتّى في الحرير الذي استخدمته؛ اخترت نوعاً يُعطي من تلبسه من النساء شعوراً وكأنّها ترتدي فستاناً من أوراق الورد الناعمة؛ انسيابي مع لمعان خفيف وفاخر، يُعطي برودة لطيفة على الجسم، ويُناسب جدّاً فصل الصيف".
استخدمت زرينة في تطريز المجموعة خيوطاً معدنيّة رقيقة جدّاً، مطبّقة بذلك تقنية تسمّى "الدبكة"، وتقنية أخرى تُسمّى "غوتا باتي"، مضيفة إلى التقنيّتين بصمتها الخاصّة التي تضمن تفرّد أيّ تصميم موقّع باسمها. وقالت: "التحدّي الذي وضعت نفسي فيه يكمن في كيفيّة ترجمة كلّ تلك الرؤى وتحويلها إلى فستان، واستخدام تقنيّات تبدو بسيطة للعين، ولكنّها في الواقع صعبة التنفيذ ومعقّدة. وقد استغرق منّي كلّ فستان أيّاماً طويلة من العمل الجادّ والتركيز من أجل تحقيق فكرته".
أناقة من وحي الطبيعة في أزياء "زرينة" الإماراتية
- أزياء
- سيدتي - نت
- 03 يوليو 2013