كل ذنبه أنه ولد بلا ذراعين، إلا أن بعض الأشخاص لا يهتمون لذلك، ولا يعنيهم إن كان طفلاً نشيطاً يحب الحياة، وقادراً على العيش بصحة وسعادة، أو أنه من الممكن أن يكون شخصاً ناجحاً، أصدروا حكمهم على الطفل المسكين وليام بانكروفت، الذي قامت والدته مؤخراً باتهام أحد المطاعم في ولاية "أركنساس" الأميركية، بأن العاملين في المطعم تعاملوا بعنصرية وتمييز اتجاه ابنها البالغ من العمر 3 أعوام فقط، وذلك لأنه ..... لا يملك ذراعين.
وتقول "ألكسيس بانكروفت" أم الطفل "وليام"، أن ابنها ولد بدون ذراعين بسبب حالة مرضية، لكنه يتعايش مع هذا الأمر، ويتكيف بطريقته الخاصة، إذ أنه يستخدم قدميه في إنجاز أعماله اليومية، كتناول الطعام على سبيل المثال، فهو يحب الإعتماد على نفسه، لذلك يجلس فوق المائدة ويتناول وجبته باستخدام قدميه، كما أنه يلعب ويتشارك بالطريقة نفسها مع الآخرين.
وبحسب ما ذكرته وسائل إعلام أمريكية، أن الطفل وليام كان مع عائلته في مطعم، يتناولون بعض الفطائر في وقت الفطور، إلا أن مديرة المطعم لم يعجبها الأمر، وأخبرت الأم بأن على الطفل وليام أن ينزل عن الطاولة، وأن لا يأكل أو يشرب من الأكواب باستخدام قدميه، مبررة ذلك بأنها تعليمات من "وزارة الصحة"، وأنه يتسبب بتلويث الأطباق والأكواب في المطعم.
وفي تقرير ذكرته مجلة "نيوزويك NewsWeek " حول الحادثة، أن أليكسس أخبرت مديرة المطعم بأنها ابنها وليام اعتاد أن يتناول طعامه بهذا الشكل، وأنها كانت قد قامت بغسل قدميه جيداً في حمام المطعم قبل أن يتناول وجبته، إلا أن إجابة المديرة كانت صادمة، وقالت بأنها لم ترها وهي تفعل ذلك، لتقوم أليكسيس بسؤالها على الفور: "ما الفرق بين اليدين والقدمين؟، وتتابع الأم الغاضبة حديثها بأنه "هل تسألين جميع زبائنك عمّا إذا كانوا قد غسلوا أيديهم قبل أن يمسكون بأكواب الشراب؟"، وعلى الرغم من أن مديرة المطعم عادت واعتذرت للعائلة، إلا أن أليكسيس قالت إن الضرر قد وقع بالفعل وإن عائلتها اختارت المغادرة بسبب الطريقة التي يعامل بها طفلها، والتي كان التمييز والعنصرية اتجاهه واضحاً بسبب حالته الصحية.
وتابع أليكسس في حديثها لمجلة "نيوز ويكNewsWeek "، أن جميع الذين كانوا في المطعم حولهم كانوا يحدقون بعائلتها حينها، وأنهم تعاطفوا معهم لدرجة أنهم كانوا عرضوا عليهم طعامهم الخاص، تعبيراً عن تضامنهم، إلا أن الأم كانت قد قررت المغادرة بسبب الطريقة التي عومل بها "وليام"، حيث أنه –وبحسب الأم- تعرض إلى التمييز كونه بلا أذرع، وأضافت بأن الزبائن الآخرين في المطعم الذين شهدوا الحادثة، كانوا قد انزعجوا كثيراً مما حدث، ومن الطريقة التي عومل بها الطفل المسكين، واختارت إحدى العائلات مغادرة المطعم بسبب تلك المعاملة، وأضافت أليكسيس أنه: "نحن نذهب إلى العديد من المطاعم في منطقتنا، ولم يقل أحد أي شيء عنه، ويشعر معظم الناس فقط بالدهشة من أنه يستطيع إطعام نفسه بقدميه".
بعد خروج العائلة من المطعم، كررت المديرة اعتذارها لهم مرة أخرى، ولكن هذه المرة من خلال إرسال رسالة على موقع "فيسبوك"، بعد أن نشرت أليكسيس تفاصيل ما حدث وتجربة أسرتها في المطعم، الأمر الذي أثار الجدل بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي، كما أثار غضبهم أيضاً، ليبدأوا بنشر الإنتقادات الكثيرة لما قامت به المديرة، ما أجبر العاملون في المطعم على أن يتواصلون مع الأم مبررين أنهم كذلك كانوا مصدومين مما قامت به المديرة، ويشعرون بالخجل العميق بسبب ذلك.
وقالت الكسيس للمجلة الأمريكية: "يقول بعض الأشخاص إنه من غير الصحي أن يجلس الطفل على الطاولة، ولكن هذه هي الطريقة التي تدار بها الأمور في منزلنا، حيث يجلس ابني على المائدة في كل وجبة طوال اليوم".
عقب ما حدث، وانتشار القصة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي، قامت إدارة مطعم "آي هوب IHOP"K بإصدار بيان بشأن هذه المشكلة، جاء فيه إن الشركة والجهات التابعة لها، لا تتسامح مع هذه الأفعال التي تشير إلى التمييز من أي نوع، ووعدت بإعادة تدريب موظفيها لضمان توفير مستوى عالٍ من الخدمة للزبائن، خاصة فيما يتعلق هؤلاء الذين يعانون من مشاكل أو إعاقات جسدية، ولجميع الزبائن بشكلٍ عام، وأضاف البيان بأن مالك الفرع في هذا الموقع على اتصال دائم بالزبون للتعبير عن خالص اعتذاراته وسيظل على اتصال معهم لحل هذه المشكلة".