تزامنًا مع البدء في تسليم رخص القيادة للمرأة السعودية، وبدء العدّ التنازلي لتنفيذ الأمر السامي، ليصبح حلم المرأة في القيادة قابَ قوسين أو أدنى من أن يكون واقعًا ملموسًا، أقامت مجلة "سيدتي" -وانطلاقًا من دورها الإعلامي كشريك للمرأة السعودية في إنجازاتها- ندوةً بعنوان: "مهارات وبروتوكولات القيادة للنساء"، وذلك بحضور نُخبة من سيدات المجتمع ونجوم الفن والإعلام والسوشيال ميديا، وذلك بالتعاون مع وكالة الجميح للسيارات، والمبادرة الوطنية "الله يعطيك خيرها".
وكانت بداية الندوة مع الإعلامية وفاء شما، التي أشادت بما تحظى به المرأة السعودية ضمن رؤية 2030، من إنجازات تاريخية، ومنها الحق في قيادة السيارة، الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أيام معدودة، وتوالى بعد ذلك تعاقب المشاركين في الندوة، حيث تطرَّقت الكاتبة ميسون أبو بكر إلى تجربتها في تعلُّم القيادة، والتدريب في مدرسة القيادة السعودية في جامعة الأميرة نورة، خلال 22 يومًا، والتي تراوح المنهج بها ما بين الدروس النظرية والعملية التي كان من ضمنها قيادة السيارة داخل الحرم الجامعي، ونجاحها في اختبار القيادة.
ثم تولّت الدكتورة ناهد الأغا، مدرب دولي في فن الإيتيكيت وتعديل السلوك، وسفيرة السلام العالمي من منظمة الاتحاد البرلماني الدولي، الحديثَ عن أهمية امتثال السائقات للكثير من القيم والضوابط التي تجعل منهن سائقات مثاليات، يقُدنَ بفن وذوق ولباقة وحسن تصرف، مع احترام حرية الآخرين وحفظ حقوقهم في كل موقف، وهو ما يدل على الرُّقي والتحضُّر.
بعد ذلك انتقل الحديث لفلاح الجربا، سائق سباق السيارات، وبطل السعودية والشرق الأوسط، وأحد المؤثرين في شبكات التواصل الاجتماعي، وممثل وكالة الجميح للسيارات، والذي خصص مشاركته للحديث عن شروط اختيار النساء للسيارة، من حيث الموديل والحاجة للاستخدام، وأهمية معرفة السيدات لطرق التمويل والصيانة، وخدمات ما بعد البيع، كما شدَّد الجربا على أهمية تعلُّم النساء مهارات العناية بالسيارة.
ونظرًا لأهمية السلامة المرورية ومخاطر مخالفات الأنظمة، كان لهذا الجانب النصيب الأكبر من ندوة "سيدتي"، حيث قدمت فاطمة الخليوي مديرة برنامج سلامة الأسرة في مبادرة "الله يعطيك خيرها"، شرحًا مُفَصَّلاً، وعبر مقاطع فيديو، للعديد من المعلومات المتعلقة بالسلامة المرورية.
وفي نهاية الندوة أُتيحت الفرصة للحضور لطرح الأسئلة والمداخلات، التي كان النصيب الأكبر منها عن مدى استعداد المرأة السعودية للقيادة، وما تشعر به من مخاوف من القيادة في بداية تنفيذ الأمر السامي في الرابع والعشرين من يونيو الجاري.
كما تناوب الحضور على تجربة سيارة القيادة الافتراضية "السيميليتر"، وغيرها من السيارات التي وفّرتها شركة الجميح.