يتميز شهر رمضان المبارك باجتماع العائلة حول مائدة الإفطار، هذه الأمر الذي يفتقده الكثير من الناس، لذلك ومن منطلق الخدمة المجتمعية لمجلة سيدتي، أقام فريق مجلة سيدتي بمدينة جدة، وبالتعاون مع الفريق التطوعي بصمة بدر إفطاراً خيرياً لمجموعة من النساء قاطنات إحدى دور الأربطة يوم الثلاثاء في 20 رمضان للعام الحالي وعلى الكورنيش الشمالي البحري.
إفطار سيدتي الخيري
نزولاً عند رغبة قاطنات الرباط تم تجهيز موقع على كورنيش جدة لإقامة الإفطار الخيري، وبجهود متطوعات فريق بصمة بدر وفريق سيدتي تم تحضير عدد من الأطعمة المتنوعة والهدايا العينية للنساء اللاتي استمتعن كثيراً بمشاركة الفريق بتناول طعام الإفطار ومشاهدة غروب الشمس وعلى الكورنيش المكتظ بالزوار والمتنزهين الذين يقصدون الكورنيش لتناول طعام الإفطار خلال شهر رمضان.
وعن ذلك صرحت لسيدتي قائدة الفريق التطوعي بصمة بدر لينا طحلاوي، تقول: بعد زيارتنا لدار الرباط الخيري وعرضنا على القاطنات به إقامة إفطار، فطلبت منا القاطنات أن يكون الإفطار خارج الدار، وتمنين أن يكون على البحر وطلبن أن يكون الطعام محضراً منزلياً وليس من المطاعم، فهن يشتقن لذلك وهذا بالفعل ما نفذناه بالتعاون مع الزميلات في مكتب سيدتي في جدة، وبالفعل فإن قاطنات الدار سعدن جداً بهذه البادرة التي ساهمت في الترفيه عنهن والتخفيف من معاناتهن ولو بالشيء القليل.
حالات إنسانية
تبادلت منسوبات فريق سيدتي أطراف الحديث مع ضيوف دار الرباط بعد تناول الإفطار في جلسة تعارف، والتي فتحت من خلالها الضيفات قلوبهن، حيث بدأن بالحديث عن همومهن ومشاكلهن وأسباب إقامتهن في دار الرباط، وأكثر ما أثار العاطفة وأدمع القلب القصص التالية:
السيدة م. ن ذات اللسان الرطب بذكر الله والتي تجاوزت السبعين عاماً، بادرت بالتعرف على الفريق وشكره على هذه البادرة، ثم قصت حكايتها التي بدأت منذ طفولتها عندما زوجها والدها لرجل مسن، بقيت على ذمته سنين طويلة لم تنجب خلالها أبداً وكانت تخدمه لمرضه فقط، وبعد وفاته قام أولاده بمضايقتها تكراراً ومراراً حتى فاض بها وتركت منزلهم، وهي لا تعلم شيئاً عن عائلتها بعد وفاة والديها وزواج أختها الوحيدة التي تعيش خارج البلاد، وها هي الآن تقطن الرباط وتشعر بالوحدة.
أما الشابة ف. ص المطلقة والتي انتهى بها المطاف مع طفليها إلى العيش في الرباط، حكت عن ارتباطها برجل تزوجته ومن ثم انفصلت عنه، وعدم استطاعتها للرجوع لأهلها، لأسباب تحفظت عن ذكرها بسبب خوفها، ووجهت رسالة من خلال مجلة سيدتي بأنها تريد فقط مصدر رزق من أجل أن تعيش هي وأولادها حياة كريمة.
أما السيدة أم أحمد والتي انفصلت عن زوجها بسبب خلافات متكررة، تعيش في الدار وحيدة على الرغم من أن لديها ستة أبناء جميعهم متزوجون، وقد بررت بقاءها في الرباط بسبب عدم استطاعة أبنائها وبناتها استضافتها لديهم بسبب ظروفهم المادية الصعبة.
هذه القصص هي جزء بسيط جداً من معاناة الكثيرين ممن يقطنون الأربطة الخيرية، وواجب سيدتي كمنصة إعلامية أن تسلط الضوء وتدل فاعلي الخير على تلك الفئة المحتاجة للدعم المعنوي والمادي على حد سواء. ومع نهاية الجلسة تم أخذ صور جماعية وتوزيع الهدايا التذكارية وشكرهن على هذا اليوم الرائع.