أهالي "المعاقين" والإجازات الصيفية

في إحدى الرحلات فاتنا موعد رحلة الطائرة بسبب تعنت موظف نهرنا بشدة، لوجود كرسي ابنتي المعاقة الذي ادعى أنه سيعيق الطريق أمام المسافرين، فبدلاً من إدخالنا أولاً جعلنا ننتظر بجانب باب الممر في الصالة إلى أن يتم دخول جميع الركاب؛ ما أدى إلى حدوث مشكلة كبيرة، بكت على إثرها ابنتي كثيراً، وضاعت علينا الرحلة. هذا ما روته أم طفلة معاقة أثناء سفرها. «سيدتي نت» في هذا التحقيق تلقي الضوء على هذه المشكلة، وتستطلع آراء من يعانون منها.

سفرنا قطعة من العذاب 
تروي «منيرة الشدي»، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة: «عند سفري لمكة المكرمة لم أوفق لإيجاد مرافق عامة مهيئة لذوي الاحتياجات الخاصة، وعند النزول للميقات تكون الصدمة الكبرى بأنّ الميقات نفسه غير مهيأ، ودورات المياه غير مجهزة، وفنادق مكة القريبة من الحرم لا تصلح لسكن ذوي الاحتياجات من ذوي الكراسي المتحركة؛ حيث ضيق الغرف ودورات المياه والأبواب، مما يضطرنا للسكن خارج مكة. في الطائف مثلاً، والذهاب لمكة للصلاة، والعودة مرة أخرى إلى الطائف». 

مشاكل صالات المطاعم
وتقول أم عبدالعزيز حول مشكلة سفرها برفقة طفلها: «لديّ طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، عمره 10 سنوات، يستخدم الكرسي المتحرك، وما أصادفه من مشاكل دائماً في السفر أو حتى الخروج في الأماكن العامة هو عدم وجود حمامات مهيأة لذوي الاحتياجات الخاصة، هذا بالإضافة أيضاً إلى الصعوبة التي تواجهني عند دخول المطاعم؛ لا نجد كراسي مخصصة وعالية تصلح لجلوس الأطفال المعاقين». 

ممرات ضيقة
وتخبرنا أم عبدالله الأحمدي، أم لطفل معاق «شحنات كهربائية زائدة في المخ»، قائلة: «ما أجده صعباً عليّ هو حمله المتكرر لوضعه في السيارة والخروج منها، أو ركوب وسائل النقل، بالإضافة إلى المصاعد الكهربائية الضيقة، التي تزيد من صعوبة السفر. وما يؤلمني عدم وجود ألعاب خاصة في صالات الألعاب أو الملاهي». 

حمامات الطرق
أما أم طلال الدلاك، والدة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، فتقول: «رفضت خطوط الطيران التي كنت مسافرة عليها دخول الكرسي الخاص بطفلي، مبررين ذلك بأنه غير مهيأ، مع العلم أنه مهيأ وبمواصفات طبية كاملة، واضطررت إلى أن أجلس طفلي على حجري طوال فترة الرحلة كاملة، بالإضافة إلى عدم وجود حمامات عامة في الطريق مهيأة لذوي الاحتياجات الخاصة، اضطررت لتغيير حفاضات طفلي البالغ 6 سنوات في السيارة». 

الرأي المختص: يجب توفير حقوق المعاق السياحية
تنصح منهل الشماسي، أخصائية اجتماعية بجمعية الأطفال المعاقين أولياء ذوي الاحتياجات الخاصة بالاهتمام بالأمور التالية: 

أولاً: استشارة الطبيب المختص بالطفل المعاق، ومعرفة هل الحالة الطبية الخاصة بالطفل تسمح له بالسفر.
ثانياً: يجب قبل الحجز تبليغ الشركة بأنّ لديك مرافقاً من ذوي الاحتياجات؛ لكي يتم تيسير الأمور خلال السفر، بل بالإمكان أيضاً أن يتم طلب وجبات مخصصة للطفل المريض أو المعاق.
ثالثاً: يجب أخذ الملف الطبي الكامل الخاص بالطفل تحسباً لأي عرض طارئ لا سمح الله.

رابعاً: التأكد من مكان الإقامة، وتبليغهم بأنّ هناك مرافقاً له إعاقة ونوعها، وحجز غرفة تناسبه، وتكون مهيأة بدورة مياه خاصة له.
خامساً: التأكد من أنّ حقيبة الطفل المعاق بها الأجهزة والأدوية الخاصة به كاملة، والتي تكفيه خلال رحلة السفر. 
سادساً: تخصيص يوم في أحد النوادي الخاصة بالمعاقين، وتوفر جميع وسائل الترفيه للطفل المعاق، وليتعلم أموراً جديدة من أقرانه من الجنسيات لأخرى.
سابعاً: تهيئة الطفل للسفر للخارج ودعمه نفسيّاً؛ ليتقبل خروجه لمجتمع خارجي عن المجتمع الذي يقيم فيه، وتشجيعه على الاستمتاع والاندماج واستكشاف المناطق الجديدة.