قال الناقد طارق الشناوي في إبراز الجوانب الإيجابية والسلبية لمسلسل «رسايل»: «فكرة مسلسل مي عز الدين كانت جديدة وغير تقليدية، خاصة أنّها العام الماضي لم تقدم عملاً درامياً أو –حتى- سينمائياً وهي وللأسف تراجعت سينمائياً الفترة الماضية؛ نظراً لما يعانيه السوق المصري من تراجع سينمائي وتجاهل لنجوم كثيرين؛ وبالتالي كان هذا العام تحدياً لمي ولنجوم آخرين ليرجعوا درامياً. الأمر الآخر أنّ المسلسل شدّني؛ لأنّه ترك الواقع ودخل في عالم ميتافيزيقي وأحلام تحدث وتتحقق رغم قرب فكرته من أعمال أجنبية أخرى. ولكن تجربة مي عز الدين برمتها لم تكتمل فنياً».
وأضاف الشناوي: «لاحظت أن بدايات حلقات المسلسل سميت بأسماء مختلفة، وهذا له إيجابيات وسلبيات، منها أصبحت الحلقات منفصلة ومتصلة بشكل ضعيف وذهب منها جانب الربط المتشابك لأحداثها، وربما يحب بعض المشاهدين هذا اللون الجديد من الدراما، ولكن هناك مشاهدون آخرون يميلون أكثر للبناء الدرامي المتسلسل المحكم الحلقات. وهذا الانفصال الاتصال ربما راعى خصوصية المنافسة المحتدمة بين الأعمال، ففعلت ذلك لكثرة الفواصل الإعلانية، ولكي تتجاوز هذا الانقطاع الإعلاني الكبير.
وأوضح الشناوي: «رغم تحفظي على أداء بعض الممثلين غير المتطور إلا أن أداء مي عز الدين جاء متوسطاً فنياً».
وقال الكاتب والناقد الفني أحمد هارون معلقاً على مسلسل رسايل: «بالنسبة لمسلسل "رسايل" الذي تعود به مي عز الدين بعد غياب، تتشابه قصته إلى حدٍ كبير مع قصة أحداث فيلم "أحلام حقيقية"، الذي قدّمته حنان ترك مع الراحل خالد صالح وداليا البحيري وفتحي عبد الوهاب، ومن إخراج محمد جمعة وتأليف محمد دياب؛ حيث إن قصته قُدّمت بأكثر من تنويعة في أعمال أجنبية سابقة، ولكن المسلسل يختلف في أنّه خليط من الرومانسية والتشويق، وبه روحانيات جميلة، إضافة للنكهة المصرية عليه وذلك من خلال قضية عامة اجتماعية عن الطبقة الفقيرة وكيف أنّها
مهمشة. كما أنّ موضوع الأحلام يشغل بال أناس كثيرين في الوقت الحاضر، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال القنوات الفضائية المتخصصة في موضوع الأحلام، لكن للأسف هذه القنوات يعتمد نجاحها على جهل الجمهور». وأضاف هارون: «مي عز الدين نجحت في الدور إلى حد كبير، وخاصة في ارتداء الشخصية الحجاب، فقد أبدع مُصمّم الملابس في اختياراته، حتى أصبح تقليداً مُتّبعاً من المحجبات. أما خالد سليم فدرس دوره بعناية كبيرة، واستعدّ جيداً له، فبدت الاحترافية في أدائه المتنوع مع مواقف الشخصية، دون مبالغة مفرطة في الأداء، أو بلادة. وكذلك أحمد سعيد عبد الغني، الذي بدا أكثر نضجاً وخرج بسلاسة من عباءة أدوار الشر التي سيطرت عليه لفترة طويلة. أما بالنسبة لأداء الفنان القدير أحمد خليل فاتسم بالحرفية المثقلة بالخبرات، فهو حالة يجب أن تُدرّس في معاهد التمثيل في الأداء السهل الممتنع".
قال الناقد الفني والسينمائي رامي المتولي عن أبرز ما لفت نظره في مسلسل «رسايل» لمي عز الدين: إنه مكتوب بشكل جيد؛ حيث إنّ المؤلف محمد سليمان عبد المالك كتب المسلسل بشكل محترف؛ وربط تتابع خطه الدرامي وأحداثه بشكل محكم من حيث الأحداث والشخصيات وتفاعلاتها بشكل ثابت خلال الشهر كله، فنتج عنه عدم وجود مشاكل في الدراما والكتابة داخل المسلسل، مثلما تحدث تلك المشاكل في أعمال درامية أخرى منافسة لها. وقد وجدنا هذه المشاكل موجودة في الكثير من تتابع الأحداث الدرامية في بعض الأعمال بأن تمشي الأحداث ساخنة على مدار الـ30 حلقة».
كما أثنى المتولي على تصوير المسلسل قائلاً: «مدير التصوير والمخرج أدارا التصوير البصري بصورة جيدة والانتقال من الماضي إلى الحاضر والعكس بمعادلات بصرية جيّدة أعطت للمشاهد جواً جيداً وارتياحاً في المشاهدة ولم تجعله مشتتاً، سواء هذا المشهد في الحاضر أم الماضي. وتم توظيف كاميرا الفلاش باك بطريقة جيّدة، خاصة عندما كانت الأحداث تتحدث عن الماضي أو حتى في صورة الأحلام التي كانت ميّ عز الدين مميزة بها. فهذان الجزءان تم التعبير عنهما بشكل مختلف، فاستطاع المخرج وضع رؤية بصرية واستخدم المونتاج بشكل صحيح باعتبارهما عنصرين مهمين جداً لكي يفصل بين الخطوط الزمنية المتشابكة التي برع في كتابتها المؤلف عبد المالك». وأوضح المتولي أن أكثر من لفت نظره من الممثلين: «مي عز الدين ظهرت بشكل مختلف سواء من ناحية الإطلالة المنسجمة مع الشهر الفضيل، أو حتى مع طريقة التمثيل الجيّدة. وعلى الرغم من وجود المساحة الضيقة في المسلسل لمي عز الدين لكي تلعب فيها كممثلة إلا أن مي ذكية وتعرف كيف تختار النص الدرامي الجيد وتُوجِد لنفسها مساحة جيّدة للتحرك والتحرّر معاً. كما أن تجارب مي الدرامية السابقة أثقلتها وظهر ذلك في رسايل فأدت بشكل مختلف، وكان دورها فيه أكثر جدية من أدوار سابقة لها. أما بالنسبة لبقية الممثلين فهناك جزء من العائدين وعلى رأسهم أحمد خليل حيث شكّل دوره علامة في المسلسل وأداء بشكل بارز، بالإضافة لمها أحمد، وأحمد سعيد عبد الغني، مما أثرى تفاعلات الشخصيات وملأها ثراء وغنى تمثيلياً لكي يظهر لكل واحد فيهم أفضل ما عنده. وقد جمعتهم الكثير من المشاهد التي احتاجت لمجهود تمثيلي كبير منهم، الأمر الذي أظهر الانعكاس لإدارة المخرج للممثلين أنفسهم».
مسلسل رسايل تدور أحداثه حول الأسر المصرية التي تنتمي للطبقة المتوسطة التي تعيش تحت خط الفقر وتعاني من الظروف الاجتماعية الطاحنة، من خلال فتاة تعيش مع والدها الذي يحال إلى المعاش، وتحلم هذه الفتاة (مي عز الدين) بأشياء تتحقق كما حلمت بها، ومنها أحلام تخص أقاربها وجيرانها، ومنها حلم شاهدت فيه والدها يعاني من مرض ويذهب للعلاج منه دون أن يخبرها. المسلسل بطولة كل من مي عز الدين، خالد سليم، أحمد حاتم، رامز أمير، مها أحمد، سليمان عيد، أحمد خليل، وﺇﺧﺮاﺝ إبراهيم فخر، وتأليف محمد سليمان عبد المالك، وإنتاج سينرجي لتامر مرسي.
«رسايل» يعيد مي عز الدين للصدارة بفكرة خيالية
- مشاهير العرب
- سيدتي - علاء شلقامي
- 14 يونيو 2018