في الواحد والعشرين من شهر مارس من كل عام، ينتظر كثيرون في العالم العربي قدوم هذا اليوم بفارغ الصبر حتى يحتفلوا بعيد الأم، ويقدموا لأمهاتهم الهدايا والتبريكات وهم يتحلقون حولهنَّ، أو يترحمون على كل من فارقت هذه الحياة. ولكن ألا يوجد يوم للأب؟ كثير من دول العالم تحتفل بيوم الأب في مقابل الاحتفال بيوم الأم، لكن نجد أنَّ أيام الاحتفالات بيوم الأب حول العالم تختلف من دولة لأخرى، فمثلا في سورية ولبنان يتم الاحتفال في 21 يونيو من كل عام، وفي إيطاليا والبرتغال يحتفل به في 19 مارس، وفي الهند وغانا وباكستان وتركيا يحتفل به في 21 يونيو، وفي دولة مثل الولايات المتحدة تعدّه عطلة رسميَّة. لكن السؤال هو لماذا لم يحظ الاحتفال بيوم الأب بمزيد من الاهتمام والترقب مثل يوم الأم، خاصة إذا علمنا أنَّ هنالك وحتى الآباء من لا يعرفون بأنَّ هنالك يوم للأب؟
أشعر بالغيرة
بداية أوضح بدر عقيل، موظف في القطاع الخاص، قائلاً: لا أتوقع أن يحتفل بيوم الأب، خاصة أنَّنا لم نعتد على ذلك، لكن بعد أن أصبحت أباً بدأت أشعر بالغيرة، وأتمنى أن يصبح هناك يوم يحتفل فيه الآباء كما الأمهات.
الأب هو العيد
أما علاء عبد الله، مهندس نووي، فقال: أحبُّ والدي كثيراً، وبحكم أنني أراه كل أسبوع بسبب ظروف عملي، فكل أسبوع أراه فيه هو عيد بالنسبة لي، وبرأيي فالأب لا يحتاج ليوم عيد، لأنَّ الأب هو عيد لكل فتى معجب بأبيه.
فقط عيد مولده
وأوضح نمر حجازي، مهندس، أنَّ الاحتفال بيوم الأُم بالنسبة لهم أهم مناسبة، وكلهم ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر، ووالدنا هو أكثر حرصاً منَّا في هذا اليوم، وهو من يرتب للاحتفال بوالدتي كل عام، وأضاف: أما بالنسبة لوالدنا فنحن نكتفي بتقديم الهدايا له بعيد مولده فقط، وحديثي معكم أشعرني بمدى تقصيري تجاهه.
الأب أيضاً يستحق التقدير
وقالت حنين عبد الله، طالبة جامعيَّة: أنا وإخوتي نحتفل بكلا يومي الأم والأب، حيث يحضر كل إخوتي من مناطق ومدن مختلفة من أرجاء المملكة لقضاء أيام مع والديَّ، لكنني أجد أنَّ الاحتفال بيوم الأب لم يحظ بالمكانة والأهميَّة كيوم الأم فلا اهتمام به في وسائل الإعلام، أو بين الناس والأصدقاء، فالأب أيضاً يستحق التقدير كالأم تماماً.
لم أسمع به وسأحتفل به
أما رحاب صلاح، موظفة بالقطاع الخاص، وأُم، فقالت: لا أعلم أصلا بأنَّ هنالك يوماً يسمى بيوم الأب، وفي احتفالنا بعيد الأم كنت أجد والدي دائماً مستاء يجلس في زاوية ويقول: «واحنا ما لينا يوم»، وهو شديد الغيرة علينا أنا وأخي ويتمنى دائماً منَّا الاهتمام به، لكنني سأحتفل به هذا العام فهو أطيب وأحن أب في العالم ويستحق أكثر من يوم.
الرأي التربوي والاجتماعي
الدكتورة نادية نصير، مستشارة تربويَّة وأسريَّة واختصاصيَّة اجتماعيَّة قالت: رغم أنَّ أغلب الشيوخ في السعوديَّة ضد هذا الاحتفال باعتباره بدعة، لكن نحن كمجتمع مسلم ونعرف مدى وصيَّة الرسول عليه الصلاة والسلام بالأم، أقول إنَّها بدعة حسنة، ويوم الأب رغم وجوده إلا أنَّنا ليس لدينا الحماسة للاحتفال به، وكلنا نتساءل عن السبب، في اعتقادي أنَّ عدم الاحتفال بيوم الأب يعود إلى أنَّنا لم نعتد الاحتفال به، ولأنَّ التربية عمادها الأم والحب والحنان والعطاء وكلها مصطلحات ارتبطت بالأم ودورها، ودائماً تجاه الأب ما نكتفي بالمباركة فقط وفي حجبت يوم الأب، لكن أجد الآن أنَّ هنالك نوعاً من الترويج للاحتفال بيوم الأب، والأهم أن يقتنع ويوافق الآباء بأنَّ هناك يوم لهم للاحتفال بهم.