تشهد شوارع السعودية حدثها التاريخي الذي طال انتظاره، وحققه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عندما أصدر الأمر السامي بالسماح للمرأة بالقيادة، وها هي الشوارع تشهد تلك اللحظات الفارقة والتاريخية، شهور عديدة مضت من خلال تجهيزات كثيرة، إن كانت لإدارة المرور، أو تعليم السيدات القيادة، أو من خلال سَنّ وتشريع الأنظمة والقوانين التي تحمي حقوق المرأة عند قيادتها للمركبة، وحذّر قانونيون من التهكم والسخرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين ذلك إساءة لنظام الدولة، يُعاقَب مرتكبها بالسجن لمدة خمس سنوات والغرامة بمبلغ نصف مليون ريال .
المرور يتخذ إجراءات صارمة لمواجهة حالات قيادة النساء قبل الموعد
وأكدوا على أن تحويل هذا الحدث إلى مادة للفكاهة والطرائف، بنشر الصور التهكمية، أو تصوير مركبات السيدات في الشوارع، يُعَد استهزاءً بالأمر السامي الصادر في سبتمبر الماضي، والذي أتاح للمرأة قيادة السيارة في السعودية ، كما يعتبر مخالفة لنظام الجرائم المعلوماتية توجب معاقبة مرتكبها بالسجن والغرامة.
في السعودية.. "دار رعاية" للنساء المخالفات لأنظمة المرور
وفي تصريح لسيدتي أوضح المحامي والمستشار القانوني خالد أبو راشد أن هناك العديد من التصرفات التي قد تضع صاحبها تحت طائلة القانون، وتُعَد من ضمن الجرائم التي يعاقب عليها القانون، ومن ذلك:
1/ التحرُّش: فمن حاول ملاحقة المرأة أثناء القيادة، وثبت تحرشه بها بأي وسيلة كانت، سيضع نفسه في دائرة المساءلة والمحاسبة، وسوف تطبق عليه العقوبة التي تكون -وفقًا لنظام التحرش- بالسجن والغرامة، أو إحدى العقوبتين.
هاشتاق "ستقودي والشعب معك" يتصدر "تويتر"
2/ الاعتداء على النفس: حيث إن محاولة إجبار المرأة على التعارف أو محاولة تعطيلها عن السير، أو الخلاف معها لوقوع حادث أو ما شابه، فإن نتج عنه إيذاءَها جسديًّا أو لفظيًّا، يدخل ضمن الاعتداء على النفس، وعقوبته التعزير شرعًا من سجن أو جلد، أو كلاهما، وفقًا لما يقرره القضاء.
3/ جريمة معلوماتية: ومن ذلك تصوير المرأة ونشر صورتها في وسائل التواصل الاجتماعي، حتى وإن لم يكن بغرض التهكم أو السخرية، فتصوير الغير بعدم معرفته ورغبته يُعَد تعديًا على الحريات، فما بالك إن كان الغرض من تداولها والتشهير بها، الفكاهة والسخرية، فإن ذلك سوف يعرض الشخص للمساءلة والعقوبة بموجب النظام، وهي السجن والغرامة أو إحداهما.
السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة وقصة غلاف "سيدتي"
والقانون سيكون صارمًا للمخالفين ومخترقي النظام، وسوف يتم الوصول إليهم بأي شكل، حتى وإن كان هؤلاء المخترقون للقانون يختبئون وراء ستار وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى إن كان ذلك من خلال حسابات مزيفة أو وهمية، سيتم التعرُّف عليهم ومقاضاتهم، ولن يتوانى القانون عن محاسبة مخترقي القوانين، وذلك ليكونوا عِبْرَةً لمن تُسوّل له نفسه أن يُلحِقَ الأذى بالمرأة أثناء ممارسة إحدى حرياتها، وقيادتها في شوارع المملكة.
