الاحتيال العاطفي أشد قسوة وإيلاماً من الاحتيال العادي؛ لأنه يوجع الروح بعمق، ويخدش الكرامة، ويقتل الأمل والثقة في قلوب النساء بالحب والرجال، وخلف القضبان تقبع آلاف النساء خلف القضبان؛ لأنهن وقعن ضحايا احتيال رجال وأزواج عليهن فقمن باقتراض أموال من أجلهن، وعندما عجزن عن السداد دخلن السجن، بينما من فعلن من أجلهم كل ذلك أحرار وسعداء مع نساء أخريات، وفي لندن كشفت الصحافة البريطانية عن محتال احترف الاحتيال على النساء من خلال التلاعب بمشاعرهن، وإيقاعهن في حبه لسلب أموالهن الخاصة بوسائله الذكية مستغلاً شبابه ووسامته.
أوهم حبيباته بأنه طيار
فقد قام عمار حيدر «31 عاماً» بخداع ثلاث نساء في بريطانيا، وإيهامهن بأنه طيار مدني يعمل في شركة الإمارات للطيران، واستولى منهن على «120» ألف يورو بالخداع والحيلة، بعد أن خدر مشاعرهن بوعود الحب والسعادة والزواج، دون أن يعرفن أنه كان يتحدث معهن هاتفياً من السجن الذي يمضي فيه حكماً مدته خمس سنوات بتهمة السرقة والاحتيال.
وخلال الإفراج عنه مؤقتاً من السجن لزيارة لعائلته في منزله الخاص لفترة قصيرة لحسن سيره وسلوكه داخل السجن، استغل الزيارة في التقاء ضحيته الثالثة «34 عاماً» التي تعمل موظفة كبيرة بإحدى المؤسسات الطبية التي تقدم خدمات الرعاية الصحية، وارتبط بها رسمياً بعقد زواج إسلامي تم في منزل إمام بلندن، وقبل زواجه بها استعار منها سيارتها الـ«BMW»، والتقى بها حبيبته الثانية بالخفاء دون أن تعلم الأخرى.
أما زوجته المخدوعة فغرر بها عبر مكالمة بالخطأ ثم استدرجها عاطفياً بكلماته المعسولة، وخدع المرأة الثانية بالأسلوب نفسه حتى أقنعها بالزواج منه إسلامياً، ولأنه سجين لم يكن حبيباته يستطعن رؤيته بأي وقت يردن، وكان يبرر ذلك بأنه طيار دائم السفر للخارج.
وعرف أرقام هواتف ضحاياه من خلال مواقع التعارف وتراسل معهن عبر هاتف يستخدمه بحرية دون قيود من السجن خلسةً دون علم حراس السجن.
تزوجته قبل أن تعرف أنه محتال
وبعد مضي فترة بسيطة على زواجه من إحدى حبيباته «34 عاماً» صارحها بكل شيء عن نفسه، وبأنه احتال على فتيات كثيرات، ولديه هواتف كثيرة مسروقة، وبأنه متزوج ولديه طفل واحد.
وأخفى عنها أنه في السجن، ويراها عندما ينال إجازة عائلية. وعندما عرفت حقيقته دهشت، وتساءلت: كيف يفعل كل شيء، ويخدع النساء، ويتحدث معهن هاتفياً من داخل السجن، ثم قامت بتطليقه قانونياً، وانتقلت إلى مدينة أخرى بعيدة؛ حتى تنسى كل شيء مر بها معه.
من حق كل امرأة أن تحصل على شهادة حسن سير وسلوك جنائية من عريسها
ولم تكتفِ بذلك وتوجهت إلى جهات قانونية وطالبتها بأن تعرف كل امرأة على وشك الزواج من رجل ما بحقيقته الجنائية، وأن تطلب الجهات الرسمية شهادة حسن سيرة وسلوك جنائية منهن وعنه قبل إصدار موافقة الزواج، فمن حق كل امرأة أن تعرف كل شيء عن زوجها المستقبلي قبل خداع أي رجل لها، وإنها للأسف لم تعرف حقيقته إلا بعد زواجها منه بفترة قصيرة، فشعرت بأنها كانت تعيش وتنام على سرير واحد مع رجل غريب لا تعرفه، وأن زوجها عمار حيدر مازال وهو في السجن قادراً على التلاعب بمشاعر النساء ومصائرهن بسهولة، والسبب هو تحدثه هاتفياً بحرية من الهواتف النقالة المهربة في السجن، وإنها قامت بتطليقه بعد معرفتها بتحدثه وعلاقته مع حبيبة جديدة عمرها «47 عاماً».
وعلى الحكومة البريطانية حماية حبيبات عمار حيدر وأمثاله الجديدات من خلال نشر قضاياه الإجرامية علناً؛ لتكشف حقيقته وأمثاله على الملأ، ومنع وقوع نساء أخريات في شباكه الإجرامية.
فالقتل العاطفي أشد قسوة ووحشية من القتل الجسدي، وقد قتل عمار حيدر عاطفياً نساء أخريات كثيرات في حياته.
وكانت زوجته المخدوعة التي لم يكشف عن اسمها حسب صحيفة «الديلي ميل» البريطانية أكثر حظاً من حبيباته السابقات بأنها لم تخسر في علاقتها به سوى «4000» يورو، أنفقتها عليه، وبعد طلاقه منها عجز عن دفع المبلغ لها طبعاً. ووصل مجموع ما احتاله من مال من حبيباته الثلاثة إلى «120» ألف يورو.
اقترضت «52» ألف يورو من أجله
وفي عام 2015 قامت إحدى حبيباته البالغة من العمر «45 عاماً» باقتراض مبلغ «52» ألف يورو؛ لأجله من أحد البنوك. وعندما قامت إدارة السجن باستجواب عمار حيدر حول سلوكه خلال خروجه المؤقت من السجن رفض التعليق على الأمر تماماً.
عقوبة استخدام الهاتف النقال
وصرح الناطق الرسمي للسجن: إن استخدام الهاتف النقال في السجن جريمة، ويعرض السجين الذي يقوم بذلك لقضاء فترة أطول في السجن.
ومازالت قصص الاحتيال العاطفي من قبل بعض الرجال المحترفين في التلاعب بالمشاعر في كل زمان ومكان بحق النساء مستمرة.