تبدو ظاهرة مشاركة ملكات الجمال وعارضات الأزياء في الدراما جليّة في الوطن العربي. فمنذ سنوات دأب المنتجون على اختيار الوجوه الجميلة التي تجذب المشاهد لمتابعة العمل، ما جعل عامل الشكل اللافت مطلباً أساسيّاً لدى صُنّاع الدراما، وكأنّ المسلسلات والأفلام باتت مسرحاً لمنافسة الجميلات، سواء بعدد عمليّات التجميل اللاتي أجرينها .. أو بالفساتين القصيرة التي يرتدينها.. بغضّ النظر عن الموهبة الحقيقيّة وعن الدراسة الأكاديميّة.
البداية مع التلفزيون
وتبدأ معظم ملكات الجمال تجاربهنّ التمثيليّة من خلال الشاشة الصغيرة، ثمّ ينتقلن إلى بطولة الأفلام السينمائيّة "التجاريّة" في أغلب الأحيان. فنادين ويلسون نجيم التي تمّ تتويجها ملكة جمال لبنان عام 2007، تخوض هذا العام ثاني تجاربها التمثيليّة الدراميّة، من خلال مسلسل "صبايا" بجزئه الخامس، حيث تؤدّي شخصيّة "ياسمين"، المرأة اللبنانيّة المطلّقة التي تُقيم مع أختها في البيت نفسه، وتتميّز بأنّها فتاة خجولة ومتردّدة.
ملكة جمال لبنان، عام 2004، "نادين نسيب نجيم"، التي تحمل نفس الاسم، مع اختلاف اسم الأب، شاركت خلال السنوات الماضية في عدد جيّد من الأعمال الدراميّة التلفزيونيّة، مثل "أجيال"، "أبواب الغيم"، "مطلوب رجال"، وكانت مرشّحة للمشاركة بعدد من مسلسلات رمضان 2013، إلا أنّ حملها ووضعها مولودتها الأولى "هافين"، جعلها تتفرّغ لرعاية طفلتها، وتعتذر عن كلّ ما قُدّم لها.
مغناطيس مصر
وتبدو مصر المعروفة بإنتاجها الفنيّ الضخم كمغناطيس قوي تقصده الجميلات. فمعظمهنّ يبدأن من الدراما المصرية، أمثال التونسيّة رباب مجري التي تمّ اختيارها كأجمل فتاة في تونس عام 2010، وتمّ اختيارها في عام 2011 ملكة جمال الشاشة. وها هي رباب تستعدّ هذا العام لتقديم أولى بطولاتها في عالم الدراما التلفزيونيّة في مصر، حيث تشارك في بطولة مسلسل "9 جامعة الدول" أمام النجم خالد صالح، وهو العمل الذي سيُعرض في رمضان المقبل. وكانت رباب قدّمت عدّة أعمال تونسيّة في السنوات السابقة، من أهمّها "نسيبتي العزيزة".
وفي سياق الأعمال المصريّة، تُشارك الفنّانة اللبنانيّة المثيرة للجدل هيفا وهبي في بطولة المسلسل المصريّ "مولد وصاحبه غايب"، من إخراج شيرين عادل. وهو يُعتبر أولى أعمالها التلفزيونيّة في مصر. وكان من المفترض أن يتمّ عرضه العام الماضي، لكنّ مشاكل إنتاجيّة حالت دون ذلك. وتُجسّد وهبي في العمل شخصيّة "نوسة"، وهي فتاة شعبيّة تعمل راقصة في الموالد، حيث تؤدّي هيفا بعض الرقصات خلال أحداث المسلسل.
جاذبيّة الخليج
كذلك تُعتبر المسلسلات الخليجيّة عامل جذب قويّ لملكات الجمال. فملكة جمال البحرين لعام 2010، والشرق الأوسط لعام 2013، البحرينيّة شيلاء سبت، تُشارك في ثلاثة أعمال خليجيّة في آنٍ واحدٍ، تُحضّرها لموسم دراما رمضان 2013، أوّلها مسلسل "كلام النّاس". كما أنّها تُشارك في بطولة الجزء الرابع من المسلسل الكوميديّ "سكتم بكتم" ومسلسل "هذا حنا"، مع الفنّان عبدالله السدحان.
أمّا الفلسطينية ليان بزلميط التي تمّ تتويجها ملكة جمال فلسطين عام 2012، وشاركت ببرنامج المواهب "ستار أكاديمي" بنسخته الثامنة، فتطلّ هذا العام بأولى أعمالها الدراميّة في المسلسل الخليجيّ "طرب"، حيث تجسّد شخصيّة "غدير" الفتاة المغرورة التي تنضم إلى إحدى الفرق الموسيقيّة، وتقع في غرام شاب لا يُبادلها المشاعر.
ولعارضات الأزياء نصيب أيضاً
تُشارك ستيفاني سالم، عارضة الأزياء اللبنانية، في مسلسل "صبايا" بنسخته الخامسة، من إخراج الأردنيّ محمود الدوايمة، إلى جانب عدد من الفنّانات العربيّات. وكانت سالم شاركت خلال السنوات السابقة بعدد من الأعمال الدراميّة اللبنانيّة مثل مسلسل "لعبة".
لاميتا فرنجية عارضة الأزياء اللبنانية، والوصيفة الأولى لملكة جمال لبنان، سجّلت منذ سنوات مشاركات كثيرة، حيث قدّمت أربعة مسلسلات وستة أفلام، حتّى الآن. ومن أحدث مسلسلاتها العمل الخليجيّ "محال" الذي أخرجه سلطان خسروه. وقد تعرّضت لاميتا لإصابة في ساقها خلال التصوير، حيث إنّ المشهد كان يتمّ تصويره على أنّه مطاردة في الشارع. وتُتهم فرنجيّة دائماً بأنّها فنّانة إغراء، فيما تُحاول بدورها الدفاع عن نفسها. وكانت قد صرّحت قبل فترة وجيزة بأنّها لن تقبل إلا الأدوار المحترمة من الآن فصاعداً!.
سيرين عبد النور تنتحر!
صاحبة الوجه الجميل... سيرين عبد النور التي حصدت لقب ملكة جمال العارضات في العالم، في عام 2002، تخوض هذا العام بطولة المسلسل اللبنانيّ "لعبة الموت"، وتؤدّي فيه دور "نايا" التي تنتحر في نهاية أحداث العمل. وكان مسلسل "روبي" الذي قدّمته العام الفائت قد حقّق نسبة مشاهدة كبيرة، برغم اتّهام الكثيرين له بأنّه مسلسل سطحيّ، اعتمد فقط على جمال بطلته سيرين وعلى أزيائها المغرية.
حورية فرغلي التي انتُخبت ملكة جمال مصر عام 2001، دخلت مجال التمثيل متأخّرة، حيث قدّمت أولى أعمالها الدراميّة عام 2010، وأطلّت بعد هذا التاريخ بعدد من الأعمال الفنيّة، أهمّها "حكايات بنات" و"سيدنا السيد"، "المنتقم"، إضافة إلى عدد من الأفلام، منها "نظريّة عمتي" الذي يجري التحضير له حاليّاً.
وتعتبر فرغلي أنّ نجاحها في العمل الفنيّ، يعود فقط إلى موهبتها الحقيقيّة، وأنّ جمالها وأنوثتها كانا بمثابة البوابة التي فتحت لها الطريق لاختراق عالم الفنّ.
الجمال كشرط أساسيّ
أمّا الوجه الجديد زينة بارافي... تلك الشابة السوريّة الصغيرة التي حلّت كبديلة للفنّانة نسرين طافش في "ياسمين عتيق"، وأثارت وقتها استغراب أهل الفنّ والصحافة معاً، فقد استطاعت أخذ دور البطولة بسبب جمالها، رغم أنّها غير أكاديمية, فضلاً عن أنها شاركت بأدوار خجولة جداً فيما مضى.. الأمر الذي كشفت عنه مصادر في الشركة المنتجة للعمل, حيث اشترط لدور "جورية" الذي تجسده بارافي, جمال الممثلة التي ستؤدي الشخصية ولا سيما أن طبيعة الدور تتطلب ذلك.