توج البرنامج الثقافي لسوق عكاظ، المقام بإشراف جامعة الطائف، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ختام فعالياته الحافلة بالندوات الثقافية والأمسيات الشعرية، بمحور أعلن في عنوانه أن: «المستقبل يبدأ الآن».
وتضمنت فعاليات اليوم الخامس ثلاث ندوات بعنوان «المسرح من النص إلى العرض» و«صناعة السياحة ومستقبل التنمية» و«الفنون التشكيلية وتطوير المجتمع»، شارك فيها نخبة من الأكاديميين والمتخصصين.
وأدار ندوة «المسرح من النص إلى العرض» المخرج مساعد الزهراني، وقدم فيها الإعلامي عبدالهادي القرني، ورقة بعنوان: «مفهوم السينوغرافيا وجمالية العرض المسرحي»، تحدث فيها عن العرض المسرحي، وتعريف السينوغرافيا، وعناصرها.
وعرّف القرني العرض المسرحي بأنه فن تجسيد الفكرة المكتوبة إلى كائن حي على خشبة المسرح، يستشعره الجمهور بحاستي السمع والبصر فقط، عرّف «السينوغرافيا» بأنها «فن تنسيق وهندسة الفضاء المسرحي والتحكم في شكله، من أجل تحقيق أهداف العرض المسرحي واستكمال عناصر المتعة لدى المتلقي، وهي تؤكد الحدث المسرحي المعروض أيضاً على الخشبة».
بدوره، قدم أستاذ الأدب والنقد بجامعة جازان الدكتور محمد حبيبي، ورقة بعنوان: «المسرح الجامعي من النص إلى العرض»، سلط فيها الضوء على المعوقات التي تواجه المسرح الجامعي في المملكة، وتحدث عن حراكه العام، شارحًا معايشته لتجربة مسرح جامعة جازان، وما قدمه هذا المسرح من عروض مسرحية.
وسلط حبيبي الضوء أيضًا على بعض إشكاليات المسرح الجامعي، ومن أهمها عدم وجود عمل مؤسسي وإدارة تشكل النشاط المسرحي حاليًّا؛ فهو مرهون بأشخاص وجهود فردية قد تحضر وقد تغيب، كما أن العمل المسرحي الجامعي عمره الزمني قصير، فهو ورشة عمل مؤقتة بدراسة الطلاب، وتنتهي بتخرجهم لتبحث عن غيرهم.
واستعرض بعد ذلك السيناريست والمخرج حسين الفيفي مواصفات المخرج المسرحي ودوره في تحويل النص من كلام مكتوب إلى كيان حي، من خلال ورقته بعنوان: «الإخراج المسرحي، أدوات الإبداع ومسؤولية العرض».
وعرّف الفيفي المخرج المسرحي بأنه الشخص الذي يبني وحدة العرض ويحافظ على دقتها وجمالياتها، ويقوم بانتقاء الأفضل من عناصر العرض وصهرها جميعها في بوتقة واحدة.
وأضاف: «ينبغي أن يتمتع المخرج المسرحي بقدرات أعظم من قدرات الممثل ليستطيع أن يشرح له العناصر الفنية للعرض، كما أن من صفاته الإلمام بمراحل العمل ونوعية الجمهور واهتماماتهم، وروح القيادة التي تمكنه من احتواء الإحباطات الفردية أو الجماعية».