نشرت عدد من وسائل الإعلام في مصر، قرار محكمة جنح مصر الجديدة في العاصمة القاهرة، والقاضي بحكم السجن لمدة 11 عاماً، تم تخفيفها بشكل مفاجئ إلى 8 أعوام، على المواطنة اللبنانية "منى مذبوح"، وذلك عقب إدانتها بـ"الإساءة للشعب المصري"، عبر فيديو نشرته على صفحتها الشخصية في موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك".
وجاءت الأحكام التي قضت بها المحكمة على المذبوح على النحو التالي: السجن 3 لمدة سنوات بتهمة "ازدراء الأديان" بالإضافة إلى غرامة قدرها 200 جنيه، والحبس لمدة 3 سنوات أخرى وغرامة 500 جنيه بتهمة نشر "فيديو خادش للحياء العام وازدراء الأديان"، وأيضاً السجن لمدة سنتين وغرامة قدرها 10 آلاف، و3 سنوات مع النفاذ بتهم إهانة الشعب المصري وإهانة رئيس الجمهورية، ويُشار بأنه من الممكن للمواطنة اللبنانية المدانة الطعن بالحكم أمام محكمة الاستئناف.
وكانت المذبوح قد نشرت فيديو عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، تحدثت فيه عن عدد من المواقف التي تعرضت لها من بعض المواطنين خلال إقامتها في مصر، من بينها التحرش الجنسي اللفظي بها والتهكم والسخرية منها، بالإضافة إلى سرقة مبلغ مالي منها، لكنها كانت قد تلفظت بالكثير من الشتائم والألفاظ النابية والخارجة بحق المصريين عموماً، ما اعتبره الكثيرون من المصريين بأن ما فعلته إهانة للشعب المصري وللبلاد، حتى ولو كانت تعرضت لمواقف تسبب لها الغضب.
وكانت المتهمة المذبوح، قد حضرت جلسة المحكمة بصحبة محامي الدفاع الخاص بها، الذي قال خلال مرافعته إن موكلته تعاني من اضطرابات عصبية ونفسية نتيجة إصابتها بمرض في المخّ، كانت قد أصيبت به عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، وقدم المحامي للمحكمة أوراقاً ومجلة لبنانية تثبت تقديم استغاثة لجمع تبرعات لإجراء عملية جراحية لموكلته.
وأكدت وسائل الإعلام المصرية، أن المتهمة المذبوح، كانت قد انهارت بالبكاء والصراخ لحظة سماعها الحكم من المحكمة، والذي أتى بعد أن ألقت قوات أمن مطار القاهرة القبض عليها في تاريخ الـ31 من شهر أيار/ مايو الماضي، قبيل مغادرتها البلاد، وذلك تنفيذاً لقرار النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق بضبط وإحضار اللبنانية منى مذبوح على خلفية نشرها فيديو اتهمت فيه الرجال المصريين بالتحرش الجنسي والنصب والسرقة واستخدمت عبارات وألفاظ تم وصفها بأنها "خادشة للحياء العام والسِباب لعموم المصريين".
وكانت المذبوح قد قامت بحذف الفيديو بعد أيام قليلة من نشره على صفحتها بـ"فيسبوك، لكن المقطع الذي صورته ونشرته، كان قد تم تداوله بشكل واسع على منصات التواصل الإجتماعي، وعادت المذبوح لتظهر بعد أيام قليلة في مقطع مصور آخر تعتذر به عما فعلته وقالته عن المصريين، وأنها لم تقصد إهانة الشعب المصري، ولم تتكلم بالسياسة، وتوضح أنها لم تكن قد جعلت الفيديو الأول الذي تسبب لها بهذه المشكلة علنياً ليشاهده الجميع، بل كان خاصاً بعدد قليل من الأصدقاء لديها وعددهم 25 شخصاً بحسب قولها، وأشارت إلى أن أحد هؤلاء هو من قام بنشر الفيديو، وأنها عرفته وستقوم بمقاضاته.
ووصلت قضية منى المذبوح إلى وسائل الإعلام العالمية الغربية، حيث سلطت صحيفة الـ"نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على هذه القضية، وانتقد الحكم بالسجن كل هذه السنوات بحق السائحة اللبنانية، حيث أشارت الصحيفة الأمريكية، بأن قطاع السياحة في مصر سيكون أكثر المتضررين من هذه القضية ومن هذا الحكم القضائي، بالإضافة إلى أن صورة مصر عالمياً من الممكن أن تتضرر من وراء هذا الأمر.
وأشارت الـ"نيويورك تايمز" في تقريرها، إلى أن الموقع الإلكتروني لصحيفة "الأهرام" الحكومية، ذكر أن حكما بالسجن 11 عاما والغرامة صدر بحق منى المذبوح، بعد أن أدينت "بنشر متعمد لإشاعات مزيفة تهدف لتقويض المجتمع وتهاجم الأديان"، ولكن الحكم تم تخفيفه بشكل مفاجئ ليصبح 8 سنوات، وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه ووفقاً للقانون المصري فإن "تشويه وإهانة الشعب المصري" تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون.