لاتعش هذا الوهم. لاتتضخم في ذاتك. الأمور تنتهي في لحظة واحدة، أياً كان مكانك. كثير من حياتنا نعيشه عبارة عن وهم نتخيله. لاتتمادى في الوهم. حاول أن تضع قدميك على الأرض. كل ما تراه من فلاشات هي مراحل عدّت على من سبقونا، وسوف تظل.
أمواج تعبر وأشخاص يضيعون مع تيار الموج، وآخرون يتمكسون بواقعهم ويتجاهلون ضجيج الأمواج، لأنهم يتمكسون بواقعية الحاضر. الأشخاص المهزومون من الداخل يحاولون أن يغطوا ضعفهم بخيلائهم. مساكين.. الأمور لا تسير بالطريقة هذه. الوهم الذي تعيشه في ذاتك هي صورة مكسورة ترى جزءاً منها يبدو لك كاملاً، والآخرون يرون الجزء الآخر فيتعاطفون معك، وربما بعضهم يشمت فيك.. لا يهم، لكنها الحقيقة.
الانفصال عن الواقع جريمة. يدفع الشخص الذي ينفصل عن واقعه، لأنه يذهب للحد الأقصى. ويحلق في عالم فارغ. يتعمق في تهيؤات ليس لها وجود. قف عند هذه النقطة. لاتتجاوزها. أعد حساباتك. الأشياء الأصيلة هي التي تدوم. ماعدا ذلك، أشياء عابرة. ربما تكون مهمة في لحظة، ولكنها رخيصة في لحظات أخرى. الأشياء الخفيفة تطفو على سطح الماء، بينما الجواهر والثروات الثمينة في عمق البحار. لا تخلط بين الخيال والواقع. ولاتنسى أن الأوهام تبدو دائماً أجمل. ولعلها لذلك تبدو جذابة، بينما الواقع يقول إن مسارات الحياة بين صعود وهبوط. ففي لحظة الصعود تذكر أنك أنت، وهذا حصاد تستحقه.. فتواضع وكن كما أنت.
لاتسمح للأوهام أن تسيطر عليك. وفي لحظات الهبوط استند إلى مخزونك الداخلي من القيم والصفات الشخصية، فما بداخلك أهم وأغلى من كل الشكليات التي ترسم ألوانها الفاقعة حولك. من يفقدون البوصلة يدفعون الثمن غالياً. لأنهم بغض النظر عن تخبطات مساراتهم. هم فقدوا الإحساس بلحظة الاستقرار في الداخل. ومن يفقد التواصل مع ذاته يفقد جزءاً كبيراً من إنسانيته. كن كما أنت بكل ما فيك من عيوب ونقاط صعف وميزات. التشكل والاختلاف هو سر من جمالية الحياة.
لكن قدرتنا أن نكون أقرب شيء إلى ذواتنا تختصر علينا كثيراً من الجهد والقلق في محاولة أن نتقمص أشكالاً ليست نحن. بينما الواقعية وتقبل الأمور كما هي يجعلنا نرتدي شخصياتنا الطبيعية ونشعر بالاستقرار الداخلي. وهنا نكون أقرب إلى الناس لأننا ببساطة أقرب إلى أنفسنا.
اليوم الثامن: كلما شاهدت شخصاً متعجرفاً ابتسمت
تخيلته في لحظات انكساره
فأشفقت عليه