عدد كبير من الأطفال يفضلون الاعتماد على الغير في قضاء ما يخصهم..رغم استطاعتهم فعل ذلك! بينما يرفض آخرون تقديم أي مساعدة لأحد؛ لأنهم أنانيون يحبون أنفسهم فقط! السلوكان مرفوضان ولكل منهما مظاهر وعلامات تبدو على سلوكيات الطفل، والمشكلة تشرحها لنا الدكتورة فؤادة هدية اختصاصية علم نفس الطفل بعين شمس.
الطفل الاتكالي
من هو الطفل الاتكالي؟
* لا يذهب إلى الحمام وحده إذا طُلب منه ذلك ويصر على أن يصحبه أحد.
* يطلب أن يحضر الماء له ليشرب.
* لا يحل واجباته ولا يذاكر دروسه إلا مع المعلم، أو أن يطلب من الأم الجلوس بجانبه ومشاركته البحث عن الإجابة.
* ينهى لعبه ويترك ألعابه مبعثرة هنا وهناك.. منتظراً أن يضعها أحد غيره في مكانها.
* يطلب من أخيه أو سائق العربة أو العاملة بالبيت حمل حقيبته المدرسية.
* يعتمد تماماً على تفكير غيره؛ والده، أمه، أخيه الأكبر، ولا يتخذ قراراً في أي من شئون حياته.
أسباب الاتكالية!
وهنا دور الأسرة كبير؛ أوله وآخره بسبب التدليل الزائد على حده الذي يحظى به الطفل لسبب من الأسباب، مع الحماية المفرطة وإظهار الخوف والفزع عليه دائماً.
* كل فعل يقوم به الطفل يقابل بانتقادات مستمرة، والنتيجة أنه يتوقف عن الاعتماد على نفسه؛ حتى لا ينتقد.
* قيام أهل البيت- الوالدان، الأخوة، العاملون بالمنزل- بما ينبغي على الطفل أن يقوم به، وخدمته الخدمة المبالغ فيها؛ مثل إحضار الطعام والماء، تنظيم الألعاب،
* ملازمة المعلم له بالبيت وقت المذاكرة.
* وربما كانت اتكالية الطفل تقليداً لما يراه على أبيه؛ فهو الزوج السيد الذي يأمر فيطاع؛ مما يجعله يقتدي به.
10 طرق لعلاج الطفل الاتكالي
1- اجمعي في أسلوب تربيتك بين القسوة والتدليل في المعاملة.
2- لا تسرفي في إظهار الحرص على طفلك، ولا تهمليه أيضاً لدرجة الإضرار بنفسه.
3- تحاوري مع ابنك إن كان يستوعب معنى الاعتماد على النفس، ومزايا تفضيل الغير والتخفيف عن الناس.
4- لا تلجئي للسخرية والانتقاد اللاذع المباشر حين يخطئ في أداء مهمة خاصة به.
5- لا تكثري من توجيه الأوامر المباشرة الصارمة لطفلك؛ فلا تقولي: افعل ولا تفعل، وقولي له: مار أيك لو فعلت كذا، أو أفضل أن تفعل ذلك..أحسن لك.
6- علميه منذ الصغر على أن يتخذ قراره بنفسه، وأن يعمل ما عليه دون أن يُطلب منه، ولكن هذا لا يمنع من طلب الاستشارة.
7- كافئيه مادياً أو معنوياً إن قام بأداء مميز لبعض المهام، وقومي بتوزيع الأدوار والمهام الخفيفة بين أفراد البيت بوضوح، حفزيه على التعاون والحب والإحساس بالإخوة الحقة، مثل (ترتيب السرير بعد النوم، وضع الألعاب في مكانها بعد اللعب، رمي المهملات في سلتها، مذاكرة الدروس وحل الواجبات بنفسه، أن يحمل أغراضه وحده، معاونة إخوته في إعداد مائدة الطعام.
8- أخبريه أن دور الوالدين استشاري عند المذاكرة؛ بمعنى توضيح المبهم الشديد الإبهام في الدرس، ولا يعني الملازمة طوال ساعات التحصيل.
9- على الأب والأم أن يكونا قدوة للابن؛ بتقديم المساعدة والعون في بعض المهام بالبيت، مع توضيح الأدوار الأخرى الكثيرة التي يقومان بها من عمل وطبخ وترتيب.
10- أخبريه دوماً بأن كل إنسان مسئول عن نفسه، وإن أي ضرر بالصحة سيحاسب عليه.
2- الطفل غير المتعاون
ويطلقون عليه في الطب النفسي الطفل الأناني، الانطوائي الذي يحب نفسه، ولا يحب أن يقدم العون والخير للآخرين، يبخل عليهم بعطائه وجهده ومعارفه وخبراته.
العلاج 7 خطوات
-
أكثري من الجلوس معه وتحاوري معه بنظام الأسئلة؛ ما أخبارك؟ ماذا فعلت اليوم في المدرسة؟ من أصدقاؤك؟ ماذا أنجزت اليوم من عمل مفيد؟ أو: هل ساعدت أحداً اليوم من أصدقائك وأسعدته برأيك أو معاونتك له؟
-
أنصتي لإجاباته، وأظهري الاهتمام بكلماته، واستوضحي منه لو تطلب الأمر المزيد، ومنها أوجدي العلاج له.
-
قومي بتمثيل احتياجك له واطلبي منه المعاونة في عمل ما؛ ناولني الحقيبة، لو سمحت نظم لي هذا المكتب.
-
نظمي وقته، وضعي حداً أقصى له في مشاهدة الفضائيات والألعاب الإليكترونية بالاتفاق بينك وبينه، وأخبريه بأهمية الوقت.
-
لا تنسي تقديم عبارات الشكر والثناء عندما يبدي استجابة وتعاوناً، ويمكن أن تقدمي له بين الحين والحين بعض الهدايا التشجيعية لتعاونه.
-
لا تدلليه بإفراط، واعملي على أن يقوم بخدمة نفسه والاعتماد على نفسه؛ حتى لا يصبح" اتكالياً".
-
وضحى له: "أن المهام في البيت موزعة بينكم، وأنت يا طفلي عليك كذا وكذا"، مع متابعته لفترة حتى تنتظم الأمور.