وراء كل قطعة أثرية تاريخية في المتحف تفسير طبيعي وعقلاني لها، ولكن في كل مرة يتمُّ اكتشاف شيء جديد يكون الأمر بمثابة تحدٍّ مُحيّر للعلماء والمؤرخين، للكشف عن هويته، ولذلك قد يكرِّسون سنوات من حياتهم في محاولة إلقاء الضوء على أصوله، وفيما يلي أكثر الاكتشافات القديمة غرابةً على الإطلاق:
مِطْرَقَة لندن:
هو الاسم الذي يُطلق على مطرقة مصنوعة من الحديد والخشب، والتي تم العثور عليها في بلدة لندن بولاية تكساس الأمريكية عام 1936، المطرقة الآن معروضة في متحف الأدلة على موقع الخلق، والذي تُباع فيه النسخ المتماثلة للزوّار.
ففي منتصف عام 1936 اكتشف ماكس هاهن المطرقة، حيث وجدها محاطة بالصخور بينما كان يتم تكسيرها، والغريب في الأمر أن عمر تلك الصخور يصل إلى 400 مليون سنة، مما أثار العديد من التساؤلات حول التطور البشري في تلك الحقبة الزمنية.
أنتيكيثيرا:
تم انتشال ثلاث قطع من البرونز المُسطّح من حطام سفينة يونانية قديمة، قُبَالة سواحل أنتيكيثيرا بين عامي 1900 و1901، ولعقود طويلة لم يتمَّ التعرف على هوية تلك القطع الغريبة التي تشبه التروس، ومع الأبحاث اتضح أنها قطع أثرية قديمة لآلة ميكانيكية معقدة من التروس والمسنّات، اخترعها الإغريق للحساب الفلكي لمواقع الأجرام والتنبؤ الدقيق بالخسوف.
حجارة دروبا:
عُثِر عليها في جبال بايان كارا-أولا، على الحدود بين الصين والتبت، ويقال إنها اكتُشِفت في عام 1938، حيث وجدوا صفوفًا منتظمة من المقابر، وكانت الهياكل العظمية الداخلية صغيرة في الارتفاع، ولها جماجم كبيرة ومتطورة، ويُزعَم أن حجارة دروبا لها علامات تشبه الهيروغليفية، يعود تاريخها إلى حوالي 12.000 سنة، ويبلغ قطرها 30 سنتيمترًا، ولكل منها ثقب في المنتصف، وفي عام 1968 وُضِعَ أحد الأقراص على مقياس الذبذبات، وكان الغريب هو سماع إيقاع التذبذب، كان الأمر كما لو كان الحجر مشحونًا كهربائيًّا بطريقة ما أو كان يعمل كموصِّل كهربائي.
طائر سقارة:
هو عبارة عن قطعة أثرية من خشب الدلب (الجميز)، منحوتة على شكل طائر، وقد تم اكتشافه عام 1898 أثناء التنقيب عن مقبرة با-دي-آمون بمنطقة سقارة، هذا وتُعرَض هذه القطعة الأثرية حاليًّا بمتحف القاهرة، ويرجع تاريخ هذا الطائر إلى 200 عام قبل الميلاد، ويبلغ باع جناحيه 180 مم، ويزن 39.12 جرامًا، ولا تتوافر الكثير من المعلومات حول هذا الطائر؛ لنقص التوثيق في تلك الفترة، حيث يعتقد البعض أن وجود طائر سقارة يُعتبر دليلاً على أن الفراعنة كانت لهم معرفة بمبادئ علم الطيران، فمثلاً يرى خليل مسيا، وهو طبيب وعالم آثار مصري، أن وجود مثل ذلك الطائر، وبالنظر إلى الكيفية التى نُحِتَ بها، يدل على أن الفراعنة صمموا أول نموذج لطائرة في التاريخ.
بطارية بغداد:
اكتُشِفَت هذه القطعة عام 1936 في قرية خوجوت رابه، قرب بغداد بالعراق، وأصبحت هذه القطع ذات أهمية كبرى في عام 1938، وربما استُخدِمَت في عملية الطلاء الكهربي لتحويل المواد الذهبية إلى فضية، وإذا كانت النظرية صحيحة، فإنها ستمحو التاريخ المعروف لاكتشاف البطارية الحالي، حيث كانت تُستَعمل للتفاعلات الكهروكيميائية بين معدنين.
يعتقد بعض علماء الآثار أن هذه القطع قد تُشكّل دليلاً قويًّا على وجود حضارات متقدمة قديمًا، تشبه ما نعايشه اليوم، بل قد يكون القدماء قد تفوقوا علينا في العلوم، ولكن لسبب مجهول دُمِّرَت تلك الحضارات تمامًا، ولم يبقَ منها شيء.