من المعروف أن البرازيل، التي تعتبر البلد الاستوائي الأضخم في أمريكا اللاتينية، تضم ثقافات متعددة؛ بسبب وضعها التاريخي وطبيعة مناخها الاستوائي، وتتميز الكثير من الثقافات بوجود طقوس كثيرة، خاصة طقوس الرقص المتنوع، ولهذا فإن البرازيل تعتبر بلد الكرنفال والسامبا. الطقس الدافئ يجعل هذه البلاد، بالرغم من حالة الفقر والجهل الكبيرة في أجزاء كثيرة منها، يبدو وكأنها في حالة دائمة من البهجة والفرح والرقص المستمر حتى الفجر، في معظم أنحاء المدن الكبيرة في البلاد.
ليس كل الرقص مقبولاً
هناك ثقافة رقص في هذه البلاد الواسعة تسمى «فانك بالي دانس» تقام في شوارع المدن الكبرى، حيث يمارس من يشترك فيها كل النشاطات المخلة بالآداب العامة، كممارسة العلاقات الحميمة في الشوارع خلال هذه الحفلات الراقصة التي تقام بعد منتصف الليل. في أماكن سكنية على أطراف المدن، ما يحرم الناس القاطنين فيها من النوم. ومما هو لافت أن هذه الحفلات تضاعفت عشر مرات منذ ثلاث سنوات، وأصبح الناس يعانون من آثارها السيئة جدًا.
الهنود الحمر
أصل رقص «الفانك» يعود إلى الهنود الحمر، والطقوس التي يمارسونها داخل غابات الأمازون من مئات السنين. وقد انتقلت إلى بقية أنحاء البرازيل بشكل أكثر بشاعة؛ بسبب المخدرات التي يتم استخدامها واستهلاكها من قبل المراهقين والمراهقات.
فبعد جهود دامت سنة كاملة من المظاهرات والاحتجاجات ضد حفلات «الفانك دانس»، أصدرت وزارة الداخلية البرازيلية قرارًا بفرض حظر شامل بمنعها، وكل من يخالف هذا القرار يتعرض لعقوبة السجن تتراوح فترتها ما بين ثلاث وعشر سنوات. وقال تقرير للوزارة إن إقامة هذه الحفلات بهذه الكثافة قد يعرّض البرازيل لمخاطر كثيرة تتجاوز مجرد الإخلال بالآداب العامة، بل إيجاد وضع اجتماعي تحاول البرازيل منذ سنوات التخفيف منه وحله إن أمكن، ويتمثل هذا الوضع في جعل البرازيل البلد رقم واحد في أمريكا اللاتينية، من حيث الحمل المبكر وغير المرغوب للمراهقات اللاتي يمارسن العلاقات تحت مفعول المخدرات والمشروبات الكحولية، والذي وصل إلى نسبة 42%.
السلطات التي أصدرت القرار تعرضت للتهديدات، زادتها إصرارًا، وحذرت من أنها ستبدأ فعلاً بوضع منظمي هذه الحفلات في السجن لمدة عشر سنوات.
أولاد لا يعرفون آباءهم!
قالت وزارة الداخلية أيضًا إن ممارسة العلاقات الحميمة تتم في حفلات «الفانك دانس» في الظلام في زوايا الشوارع، تحت تأثير المخدرات والمشروبات الكحولية بشكل عشوائي، مما يتسبب في حدوث حالتين غير مرغوبتين في البلاد؛ الأولى: انتشار الأمراض المنقولة، وعلى رأسها مرض الإيدز، والثانية: إنجاب المراهقات لأطفال لا يعرفون آباءهم، كما أن المُراهِقة بحد ذاتها لا تتذكر مع من تمت الممارسة التي أدت إلى الحمل. وما يعقّد الموقف بالنسبة للمراهقات هو وجود قانون صارم ضد الإجهاض في البرازيل.
منع حفلات الرقص «فانك بالي دانس»!
- أخبار
- سيدتي - محمد داود
- 20 يوليو 2018