بين مدينتي شفشاون وتطوان الواقعتين في شمال المغرب، يُصوّر فريق المسلسل "بنات للا منانة"، الذي سيبثّ على القناة الثانية المغربيّة، موسمه الثاني، استعداداً لعرضه خلال شهر رمضان المبارك.
"سيدتي" حضرت كواليس التصوير، وتنقل أجواء الجزء الثاني من المسلسل الذي تشعّبت أحداثه، لتتناول مشاكل وقضايا المرأة الاجتماعيّة والاقتصاديّة والنفسيّة، إذ تمّت مثلاً معالجة الفصل 475 من القانون الجنائيّ المغربيّ الذي ينصّ على تزويج المغتصبة من المغتصب، ناهيك عن استعراض العنف ضدّ المرأة، إضافة إلى قضايا موازية، كالتهريب وتجارة المخدّرات وشروط الصحّة والمضاربات في العقار وغيرها من الإشكالات.
فالعمل يقفز على ما يُناهز خمس سنوات على الأحداث الأولى التي عالجت مشاكل الهيام والحبّ لفتيات شابّات، والتي انتهت إلى الارتباط والزواج في الجزء الأوّل. لكنّها تتطوّر في الطور الثاني من مشاكل الأنثى الحالمة العاشقة لمعيقات حقيقيّة عند دخول الحياة الزوجيّة والعجز أمام مفاجآت تطفو على سطح حياة الشقيقات الأربع: شامة، بهيّة، رحيمو وماريا "بنات للا منانة" الأرملة، وهنّ البطلات الرئيسيّات للمسلسل الذي هو امتداد لمسرحيّة مستوحاة من عمل الإسباني "لوركا"، والتي قدّمنها كعرض مسرحيّ لفرقتهنّ "الطاكون "أو الكعب العالي".
حبر نسائي
كتب العمل في شرط زمنيّ قياسيّ وبحبر نسائيّ؛ ففي الوقت الذي استغرقت كتابة الجزء الأول عاماً ونصف العام، فإنّه اختزل الآن في شهر ونصف، ووضعت كلّ من الممثلتين نورا الصقلي وسامية أقريو التصوّر العام لثلاثين حلقة، كما كتبتا أهمّ الحلقات، فيما شاركت كلّ من نرجس الموذن وبشرى ملاك في كتابة الحلقات الأخرى.
بطلات بالألوان
في حديثها لـ"سيدتي"، قالت رفيقة بنميمون المديرة الفنيّة للمسلسل، والمكلّفة بالتنسيق مع ورشة الملابس والديكور إنّه تمّ الحفاظ على لون كلّ بطلة من بطلات الفيلم على مستوى الأزياء التي صمّمتها المصمّمة الشابة فدوى الشركي، فكان بين الخطوط المهمّة لرسم ملامح كلّ شخصيّة في الجزأين معاً؛ فالورديّ لشامة التي تجسّده سامية أقريو، وهو يرمز إلى الطفولة والمرح التي تتّسم بها الشخصيّة، والأزرق لبهيّة التي تؤديّها نورا الصقلي، وهو لون الإحساس والميل للاستقرار والطمأنينة، فيما تلبس سعدية لاديب الألوان الترابية البيج والبنيّ الذهبيّ، وكلّها تدلّ على الضجر وعدم الانسجام، فيما خصّص اللون الأحمر لشخصيّة جميلة التي تؤدّيها مريم الزعيمي التي أضيفت إلى أحداث الفيلم، والتي لها دور مركزيّ في تحطيم حياة الشقيقتين شامة وبهيّة، وحمرة ملابسها ترمز إلى الغنج والجمال والدهاء.
موت ماريا
تتشعب أحداث المسلسل لتلامس قضايا مختلفة محورها المرأة في علاقتها المرتبكة ببنات جنسها وبالغريم الذي هو الرجل. فشامة التي تزوجت عن حبّ بعماد (الممثل ياسين أحجام)، وأنجبت منه طفلة تُدعى "مينة" ستسقط في عشق زوج أختها ماريا التي ستموت في ظروف غامضة، ويرث أملاكها زوجها حميد الذي يلعب دوره الممثل عبد الله ديدان، وبذلك تُصبح للا منانة وابنتها ارحيمو عرضة للطرد من البيت الذي يقطنونه، والذي كانت ملكيّته تعود لماريا المولودة من زواج سابق للأم للا منانة برجل إسبانيّ الجنسيّة، يموت ويترك لماريا ثروة سيسطو عليها حميد الذي يقع في غرام أخت زوجته، ويبقى السؤال من قتل ماريا؟ وهل ستسلّم شامة وتعيش حياة هادئة مع حبيبها الجديد، وهي التي أخذت مكان شقيقتها؟.
عقم بهيّة
بعد حبّ جارف بين بهيّة وزوجها الذي أدّى الشخصيّة الممثل إدريس الروخ، ستعصف بعشّها زوبعة، حينما اكتشفت أنّه خدعها ولم يكشف لها أنّه كان متزوّجاً وله ابنتان شابتان من طليقته، وذلك حينما عيّرها بالعقم، لكونها لم تنجب له أطفالاً، فغادرت البيت لتجد جميلة الشابة المغناج فرصتها فتنقضّ على زوج بهيّة. وتصل بها الوقاحة لتصرّح بهية بهذا الحبّ، ممّا أجّج الغيرة في قلب بهيّة التي ستعمل ما بوسعها لاستعادة قلب زوجها، فهل ستفلح بذلك؟ هذا ما ستُجيب عنه حلقات للا منانة في شهر رمضان.
نحس رحيمو
رحيمو أو الممثلة سعدية لاديب التي يصوّرها الفيلم كفتاة تُعاني من تشوّش عاطفيّ، نتيجة الضغط الذي كانت تُمارسه أمّها عليها، ممّا جعل اختياراتها العاطفيّة متطرّفة، عشقت في الجزء الأول رجلاً متزوّجاً يُدعى المدني الذي لعب دوره الممثل عادل أبا تراب، لكنّها في هذا الجزء ستتزوّج رجلاً يكبرها بسنواتٍ، وسيُصاب بالشّلل ليلة الدخلة، فتصبح رحيمو ممرّضة له بدلاً من كونها زوجة، فكيف ستتخلّص رحيمو من النحس الذي يُطاردها ويسرق سنوات شبابها؟
مخرج ثانٍ
انضاف إلى أسرة الجزء الثاني من المسلسل للا منانة مخرج شاب هو أمين مونة، إلى جانب المخرج ياسين فنان الذي أبدع في إدارة وإخراج الجزء الأوّل من المسلسل، ما أدّى إلى حصوله على جائزة أفضل عمل رمضانيّ في استفتاء "سيدتي" لسنة 2012.