اطلالة الفنانة جوليا بطرس مرة في حفل كل عامين تشكل حدثا ينتظره عشاقها، لكن هذا العام كان الحدث مختلفاً حيث عادت من مدينة صور جنوب لبنان بعد غياب لحوالي 27 عاماً.
هي جوليا التي يتعطش محبوها للقائها ويهرعون إليها من كل المناطق اللبنانية ليغنوا معها الحب والثورة . زحف بشري شهدته مدينة صور بالأمس نحو المدرج الروماني من كل المناطق، زحمة سير خانقة وتدابير أمنية مشددة على طول خط الساحل الذي يوصل إلى مكان الحفل.
الجمهور بدأ يتوافد منذ الساعة الخامسة عصراً، وهناك من قرر أن يحجز له ولعائلته في فندق قريب في المدينة تحسباً لأي تأخير. التاسعة والنصف ولم يبدأ الحفل، والجمهور ملّ الانتظار، في الباحة الخارجية للمدرج بدأ كل واحد يعبر عن حبه لها بطريقته الخاصة، وهناك من شكل فرقاً وبدأ يردد أغانيها. وهناك من حاول الدخول وشراء تذكرة أمام المدخل ولكن محاولاته باءت بالفشل. انطباع واحد خرج به كل الحضور، حفلة رائعة بكل المقاييس ستعاد لليلة جديدة في نفس المكان بعد أن نفذت جميع بطاقات الليلة الأولى.
فنانة الرقي
مفاجأة الحفل كانت بإطلاق جوليا أغنية لأول مرة تقول كلماتها "راجعة إلكن بعد طول سنين..راجعة إلكن وبقلبي حنين..منكم أنا ومعكم أنا" لتختصر محبتها لأرض وناس بلدها . تفاعل الجمهور معها انعكس خجلاً على وجنتيها، كما أن حرّ يوليو جعل الليلة باردة في قلوب محبيها التي نقلتهم معها تارة بين الغضب و الحب، وتارة أخرى بين العتاب و الغزل.
برّرت جوليا تأخير حفلها حيث انتظرت انتهاء أذان العشاء وقالت: " احترمنا وقت انتهاء الأذان ليبدأ البرنامج الخاص بالحفل ويكون لدينا الوقت الكافي لهذه الليلة. كما شكرت كل من حضر لاسيما من المناطق البعيدة وتحمل مشقة الطرقات كي يجتمع بها". وتابعت: "غنيت مرتين في صور واحدة في العام 1991 وبعدها في العام 1995، ولكنني أذكر المرة الأولى لأنني كنت صغيرة، وكنت لا أملك سوى 10 أغنيات اضعها في برنامج وأحيي حفلة. ولكنني لا يمكن أن أنسى حب الناس وحماسهم، كما لا أنسى نفسي فكنت أرقص لأظهر الحماس الموجود بداخلي، اليوم كبرت ومرّ العمر والحماس بقي والغضب بقي أيضاً ولكن الذي تغير هو أنني لن أهز (تضحك). "هاروت لنبدأ"..تعلن جوليا صافرة بدء حفلها.. و"هاروت فازليان" هو قائد الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية والذي جمعه العمل بـ جوليا منذ أكثر من 18 عاماً، وهو الذي نال تقدير العالم السيمفوني والأوبرالي ويحظى باحترام لبنان والعالم. كما يعرف ما تطلبه جوليا وكيف يهندس لها صوتها
. في حفلها السابق منذ عامين في ضبية خصصته لشكر زوجها الوزير الياس بو صعب الذي حقق لها حلمها في الوقوف على مسرح لا يقل ضخامة عن الذي تقف عليه في صور، كما شكرت رفيق دربها في النجاح شقيقها زياد، وقدمت للناس شقيقتها صوفي وغنت معها أغنية "يمكن".
هذا العام، أرادت جوليا أن تخاطب والديها اللذين كانا موجودين في الحفل فتوجهت إلى والدها وقالت له: "كان آخر شخص يمسك بيدي قبل أن أصعد إلى المسرح، وبعدها سلم المهمة إلى الياس، وبعدها سحبت هذه المهمة من الياس وأعطيتها لشقيقتي صوفي كونني لا أرى الياس".
توجهت جوليا بالشكر لوالدها أمام كل الناس وأمام بحر مدينة صور وقالت له: "أحبك كثيراً". كلامها لم يمر مرور الكرام على مسامع الحاضرين، وكل من يشاهدها لمس صدقها حيال عائلتها، ودمعت عيون كل الحشود بعد أن ذرفت عيناها الدموع". وبعد أن انتهت من كلامها حان الموعد مع أغنية "بكرا شي نهار" التي أصدرتها مؤخراً واحتلت المراتب الأولى عبر الإذاعات.
وبعدها حان دور والدتها لتوجه لها الشكر في حفلها وأعادت جوليا الجمهور معها بالذاكرة حينما ذكرته بأول إطلالة لها عبر شاشة التلفزيون حيث استأذنت المصمم ايلي صعب وقالت: "والدتي هي من قامت بخياطة أول ثوب ارتديته في أول إطلالة تلفزيونية ورغم إمكانياتنا المحدودة حاولت أن تبرزه بأجمل الإكسسوارات..ماما ..حبيبة قلبي..أحبك كثيراً".
كما شكرت جوليا الشاعر نبيل أبو عبدو كاتب أغاني "غابت شمس الحق، يا ثوار الأرض، أنا بتنفس حرية، لا بأحلامك وغيرها الكثير وشكرته أمام الجميع وقالت له "منحبك إيه" قبل أن تعود وتغنيها على المسرح.. ساعتان من الوقت لم ترو عطش الجمهور لجوليا. وكان يريد أن يسمع المزيد والمزيد من الأغنيات رغم أنها غنت القديم والجديد مع إضافات جديدة وضعتها على كل أغنية مثل "وين مسافر، ويا قصص، وعلى ما يبدو، وأحبائي".. تركت جوليا المسرح عند الساعة الحادية عشرة ونصف ولم تغن "غابت شمس الحق فراح الجمهور يناديها، لتطلّ من جديد وتغني الاغنية كاملة وتشعل النفوس الحاضرة ..هي ليلة تفوقت فيها جوليا على نفسها من كل النواحي..والجمهور على موعد الليلة معها في نفس المكان..
مشاهدات:
حضور عدد كبير من السياسيين على رأسهم رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري.
حضور الفنان جوزيف عطية وعدد من الوجوه الإعلامية المعروفة.
زحمة سير خانقة قبل بدء الحفل وبعد انتهائه لاسيما على مداخل مدينة صور.
والد جوليا يغمر ابنه زياد بعد انتهاء الحفل ويعبر له عن فخره به وبنجاح حفل ابنته.
زياد بطرس شقيق جوليا كان منهمكاً ويتابع تفاصيل الحفل من خلف الكاميرات.
الجمهور كان يريد المزيد من الأغنيات الثورية التي لم تغنها جوليا بسبب ضيق الوقت.
لسان حال الكثيرين بأنها في كل مرة تفاجىء الجمهور بما ستقدمه.
تصدر هاشتاغ جوليا بطرس "تويتر" يوم أمس قبل بدء الحفلة ويتوقع أن يبقى كذلك لليوم أيضاً.
الانفوغرافيك الذي رافق جوليا خلال غنائها والفيديوهات التي صورتها لها صوفي أضفت الكثير على الحفل.