لاشك أنّ الكُتّاب والمؤلفين في عملية بحث مستمر للعثور على أفضل الآليات والإستراتيجيات التي تُحفّز إطلاق الكلمات، والتي تقضي على الصفحات البيضاء التي أمامهم، لا يحدث ذلك فقط للمبتدئين في عالم الكتابة والتدوين؛ بل حتى الأيقونات الأدبية التي تمتلك مهارات وذكاء عاليين، فهم كي يتمكنوا من إنتاج روايات وقصص عميقة أو كتب مثيرة للتفكير، يبتدعون بعض الطقوس الغريبة التي تساهم في تبسيط عملية الكتابة وإثراء الشغف القوي تجاه حرفهم، هنا نذكر بعضاً منها كالتالي:
1- الاستلقاء
بالنسبة إلى بعض الكُتّاب، يرون أن الاستلقاء والراحة في سرير النوم، يمدهم بالإلهام أثناء الكتابة، فالكاتب الأمريكي الساخر «مارك توين»، والروائي البريطاني الشهير «جورج أورويل» والممثل والكاتب السينمائي «وودي ألن»، كل هؤلاء كانوا معروفين جميعاً بملء الصفحات أثناء الاستلقاء على السرير أو الجلوس على الأريكة، حتى أن الكاتب والمؤلف المسرحي الأمريكي «ترومان كابوت» ادّعى أنه «كاتب أفقي تمامًا» لأنه لم يستطع التفكير والكتابة ما لم يكن مستلقياً.
2- الوقوف
وعلى النقيض من النقطة الأولى، فإنّ الكتابة بشكل عمودي ليست غريبة بالنسبة لمؤلفين مشهورين مثل إرنست همنغواي وتشارلز ديكنز، والكاتبة الانجليزية الأشهر فرجينيا وولف.
ويُقال بأن هذه الطريقة تُقدِّم العديد من الفوائد للكُتّاب المهتمين بالصحة.
3- الكتابة على بطاقات الفهرسة
كان «فلاديمير نابوكوف» الكاتب الروسي الأمريكي ذو الرواية الشهيرة «لوليتا»، والعديد من الروايات الأخرى التي أحدثت ضجة عالمية وذاع صيتها، قام بتأليف جميع أعماله على بطاقات فهرسة، والتي احتفظ بها في صناديق رفيعة، مكّنته هذه الطريقة من كتابة المشاهد بطريقة غير متسلسلة وإعادة ترتيب البطاقات في أي وقت يريد، كما كان يقوم بتخزين بعض البطاقات تحت وسادته، حتى إذا خطرت فكرة في باله، استطاع التقاطها سريعاً.
4- معلقاً رأساً على عقب
المؤلف الأمريكي المعاصر والشهير «دان براون»، يجد بأنّ البقاء معلقاً رأسا على عقب، علاج ممتاز يساعد على الاسترخاء والتركيز بشكل أفضل أثناء كتابته، كما يمده بشعور الارتياح.
وذكر أنّه أثناء كتابته لروايته «شيفرة دافينشي»، استخدم هذا الأسلوب مع القيام بتمارين الضغط والتمدد بعد مرور كل ساعة.
5- مواجهة الحائط
وترى الكاتبة الأمريكية «فرانسين بروز»، أنّ الحل الناجع للحد من إلهاء الكاتب والجلوس لفترات طويلة متفرغاً للكتابة هو مقابلة الحائط والتحديق فيه!.
6- تفعيل الحوارات
المخرج والكاتب المسرحي «آرون سوركين»، ذكر في أحد اللقاءات معه أنّ أنفه تعرّض للكسر؛ وذلك بسبب قيامه بتمثيل الحوارات القصصية أمام المرآة، وفي إحدى المرات انفعل كثيراً وصرخ فتعرّض للأذى.
7- شرب كميات كبيرة من القهوة
قام الروائي الفرنسي «أونوريه دي بلزاك»، بتغذية كتاباته الإبداعية من خلال استهلاك حوالي 50 فنجان قهوة يومياً، كما ذكرت أحد الدراسات بأنّه لم ينم طوال فترة تأليفه لسلسلته الأدبية المعروفة باسم «الملهاة الإنسانية»، إلى جانب «بلزاك»، وكان الفيلسوف والمفكر الفرنسي «فولتير» يحتسي أيضاً 40 كوباً من القهوة لكي يستطيع كتابة ما يُفكر به.