اللصوص في مختلف أرجاء العالم، سرقوا جميع أشكال وأنواع الأشياء التي من الممكن أن تطالها أياديهم، بدءاً من المجوهرات والمال، إلى البشر أنفسهم، ولكن مهما تخيلنا بأنهم سرقوا "كل شيء"، لا يمكن أن نتخيل ما قام به عدد من اللصوص في ولاية تكساس الأمريكية مؤخراً، حيث سرقوا ما لا يخطر على بال أي أحد، تخيل أنهم سرقوا "سمكـــــة قــــرش" ولاذوا بالفرار.
وبحسب عدد من وسائل الإعلام الأمريكية، فقد قام ثلاثة لصوص بسرقة "سمكة قرش" حيّة، من حوض لتربية الأسماك في ولاية تكساس وسط جنوبي الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم القبض على أحدهم بعد فترة وجيزة من فرارهم، عقب التقاط كاميرات المراقبة الموجودة في المكان، اللحظات التي اقترفوا فيها فعلتهم "الغبية للغاية أو الذكية للغاية"، حيث اعترف واحد من اللصوص الثلاثة، بأنه كان قد قام برفقة شريكيه، بسرقة "سمكة قرش" وهربوا بها متظاهرين بأنها "طفل رضيع" يحملونه معهم.
وقالت "جيني سبيلمان"، وهي المديرة العامّة لمتنزّة "سان أنطونيو" المائي بمدينة "ليون فالي" بولاية تكساس، في حديثها لمحطّة "كيه أس إيه في KSAT" التلفزيونية المحلية، إن الشرطة تمكّنت من احتجاز أحد اللصوص في الوقت الحاضر، وتعمل على استخراج أمر تفتيش كي تتمكّن من استعادة "سمكة القرش" المفقودة، وأشارت الأنباء إلى أن اللص المُحتجز قد اعترف بفعلته، فيما لم يُعلَن عن اسمه حتى الآن، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة "ديلي ميل Daily Mail" البريطانية، يوم الثلاثاء الماضي 31 تموز / يوليو.
وكانت كاميرات المراقبة التابعة لمتنزّة "سان أنطونيو" المائي، قد صورت تفاصيل حادثة سرقة سمكة القرش التي وقعت يوم السبت 28 تموز / يوليو الماضي 2018، بكامل تفاصيلها، حيث يظهر وفي أحد المقاطع المصورة، رجلٌ يصل إلى داخل حوض الأسماك غير المُغطّى، ويقوم بالإمساك بسمكة قرش يبلغ طولها قرابة المتر الواحد، قبل أن يحتضنها ويغادر بها بعيداً عن الحوض المائي بكل هدوء بين جمع من الناس الموجودين بالمكان، ليتبعه بعد ذلك رجلٌ آخر يبدو أنه كان يحمل بطّانية، ومن زوايا أخرى لكاميرات المراقبة في المنتزه المائي، يظهر رجلان وامرأة يسيرون في ساحة حوض الأسماك، وحيث قام أحد هذين الرجلين بوضع سمكة القرش بعناية داخل عربة للأطفال، ثم أخذ الرجلان سويّاً عربة الأطفال إلى موقف السيارات.
وبحسب ما أعلنته السلطات الأمريكية، فإن الرجلين قاما بلفّ سمكة القرش في بطّانية مُبَلَلة وذهبا إلى غرفة خلفية، حيث وضعا هناك القرش في دلوٍ من الماء، ثم وضعا الدلو بداخل عربة الأطفال، وتُظهر أحدى مقاطع كاميرات المراقبة، إحدى العاملات في حوض الأسماك، كانت قد لاحظت عملية السرقة لحظة حدوثها، ويبدو وكأنها ذهبت لإخبار الإدارة بشأن ما رأته، وأعلنت السلطات في ولاية تكساس بوقت سابق، بأن اللصوص قد يواجهون اتهامات جنائية بالسرقة، كما أن الشرطة في الوقت الحاضر تبحث احتمالية توجيه اتهامات فيدرالية لهم أيضاً.
وكانت مديرة المُتنزّه المائي "جيني سبيلمان" قد أوردت خلال حديثها للمحطّة التلفزيونية، إنها ذهبت إلى موقف السيارات لإيقاف اللصوص، ولكن كان قد منعها أحد الرجال من تفتيش شاحنته زاعماً أن ابنه مريض بداخلها، وانطلق مغادراً بسرعة مع رفاقِه الآخرين من ساحة إيقاف السيارات، وتابعت "سبيلمان" أن الدلو الذي أخذه الرجال من الغرفة الخلفية واستخدموه لحمل سمكة القرش كان يحتوي في وقت سابق على "محلول مبيّض"، وهو ما قد يؤذي سمكة القرش ويعرض حياتها للخطر.
وكان اللص الذي تم اعتقاله، قد زعم خلال اعترافاته التي أدلى بها، بأن سمكة القرش لا تزال على قيد الحياة، على الرغم من أن رجال الشرطة لم يكونوا يتوقعون ذلك، ولاتزال الشرطة تبحث عن الرجل الآخر والسيدة الذين شاركوا الرجل المُحتجز في تنفيذ الجريمة.
