تتنوع قصص البر بالوالدين بغية نيل الأجر، منها مساعدة الوالدين صحياً، ومؤخراً كرَّمت هيئة الهلال الأحمر السعودي شاباً تبرع بكليته لوالده.
"سيدتي" التقت المتبرع وسألته حول العمل الإنساني الذي قام به.
حيث قال الشاب فيصل السيالي، خريج مركز الدراسات الصحية في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية: عانى والدي محمد السيالي، أحد منسوبي القوات المسلحة المتقاعدين، من فشل كلوي طوال ستة أشهر، وكنت أتألم كثيراً حينما أراه يتوجع من شدة الألم، لذا قررت مساعدته بإنهاء ما يمر به من حالة صحية متدهورة، ونيل الأجر والمثوبة من الله، ورضا والدي التي هي منتهى غايتي، ووجدت أن أفضل حلٍّ لمشكلته هذه، هو أن أتبرع له بإحدى كليتَي، فأجرينا التحاليل الطبية، والحمد لله، تبيَّن تطابق فصيلتَي دمنا، بعدها قام الأطباء بالعملية الجراحية التي تكللت بالنجاح، وبذلك تخلص والدي من مشكلة الغسيل الكلوي كل فترة.
ويضيف فيصل :حقيقةً شعرت بسعادة عظيمة وأنا أراه في أفضل حال، عكس الشهور الماضية، وازداد فرحي حينما كرَّمتني هيئة الهلال الأحمر السعودي على تبرعي لوالدي بكليتي، وهذا ليس بغريب عليها، فقد شهدت كثيراً من المواقف الرائعة أثناء عملي متطوعاً في الهيئة، وبالنسبة إلى حالتي الصحية، فالحمد لله أعيش بخير وسلامة دون أي آثار جانبية.
يذكر أن الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ، عضو هيئة كبار العلماء، حث على التبرع بالأعضاء، ووصفه بالإحسان الذي هو سببٌ في محبة الله عبده لقوله تعالى: "وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"، وأن الإحسان بإنقاذ حياة إنسان آخر، أو دفع الأذى عنه، عمل عظيم، ونوع من أنواع التكافل بشرط ألا يترتب على ذلك ضرر، لأن الإحسان إلى النفس أولى من الإحسان إلى الآخرين لقوله تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة". وبيَّن آل الشيخ أن التبرع بالأعضاء من التعاون الذي يدعو إليه الله في قوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان". فإذا كان الإطعام والكسوة من البر، فكيف برفع المعاناة عن مريض؟ وأوضح آل الشيخ أن التبرع بالأعضاء من الإيثار الذي يعد من أهم صفات المسلمين.