اقترب موعد الحج، وبدأ الحجاج يحزمون أمتعتهم استعداداً لأداء الفريضة العظيمة، حيث يفد الناس سنوياً إلى مكة المكرمة لأدائها من شتى بقاع الأرض، لكونها ركناً من أركان الإسلام، ويجب على كل مسلم بالغ مقتدر أن يحجَّ ولو لمرة واحدة في العمر. الدكتور خالد شجاع العتيبي عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة يشرح مراحل الحج، وصفة الحج.بالصور في التقرير التالي :
أنواع الحج
قبل البدء في شرح تفاصيل مناسك الحج، يجب أولاً معرفة أن للحج ثلاثة أنواع: التمتع، الإفراد، القران.
الإحرام ومحظوراته
للحج خمسة مواقيت مكانية، لا يجوز تجاوزها إلا بالإحرام، وهي "أبيار علي، رابغ، السيل الكبير، السعدية، وذات عرق"، أما مَن كان مكانه أقرب إلى مكة من هذه المواقيت، فميقاته هو مكانه، وعند الوصول إلى الميقات يسن للحاج إزالة شعر الإبط والعانة، وتقليم الأظافر، والاغتسال، وتطييب البدن، ثم يقوم الحاج الرجل بلبس ملابس الإحرام، عبارةٌ عن قطعتين، علوية تسمَّى "رداء"، وسفلية "إزار"، و "النعل" في القدم، أما المرأة فترتدي ملابسها العادية، ما عدا غطاء الوجه والقفازين، ولا يجوز بعدها إزالة شيء من شعر البدن، أو الأظافر، ولا التطيُّب، ولا تغطية الرأس للرجل، ولا لبس أي مخيط للرجل، ولا الجماع ولا المباشرة بشهوة، ولا عقد النكاح، ولا الخطبة، ولا التعرض إلى الصيد البري بالقتل، أو التنفير.
نية الحج
بمجرد لبس رداء الإحرام، يبدأ الحاج بنطق نية الحج، وتختلف بحسب نوع الحج الذي ينويه، فحاج التمتع يقول: "لبيك عمرة متمتعاً بها إلى الحج". أما الحاج المفرد فيقول: "لبيك حجاً"، أما القارن فيقول: "لبيك عمرة وحجاً"، ثم يبدأ بالتلبية مع مَن حوله بالقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك". ويستمر بالتلبية حتى يبدأ بالطواف.
طواف القدوم
يتوجَّه الحاج نحو ركن الحجر الأسود، ثم يكشف كتفه الأيمن بوضعه الرداء تحت إبطه الأيمن تطبيقاً لسنة "الاضطباع"، وعند الوصول إلى الحجر الأسود، يقوم بتقبيله، أو لمسه مع التكبير، أما في الازدحام فيكتفي الحاج بالإشارة إليه، وقول: "بسم الله، الله أكبر". ومن هذه النقطة يبدأ حساب أشواط الطواف، وهي سبعة أشواط، تبدأ بالحجر الأسود، وتنتهي به.
وهناك ركن قبل الحجر الأسود، يسمَّى الركن اليماني، كلما مر به الحاج، وأمكنه لمسه، يفعل ذلك، فإن لم يستطع بسبب الازدحام فلا يشير إليه كما فعل مع الحجر الأسود، وإنما يقول: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار". وفي كل شوط يكون الحاج محاذياً للحجر الأسود، يرفع يده مشيراً إليه، ويكرر: "بسم الله، الله أكبر". وعند المرور بالركن اليماني، يقول: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار". أما خلال الطواف فللحاج الدعاء بما شاء، وبعد إنهاء الأشواط السبعة، يعود الحاج لتغطية كتفه الأيمن، ثم الوقوف خلف مقام إبراهيم ليصلي ركعتي الطواف.
الصفا والمروة
من السنة شرب الحاج ماء زمزم بعد الطواف، وقبل السعي بين الصفا والمروة، ثم يصعد إلى الصفا ويقول: "إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم". بعدها يقف مستقبلاً الكعبة، ويدعو الله قائلاً: "لا إله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده".
ثم ينزل الحاج متجهاً إلى المروة، ويدعو في طريقه بما تيسر له من الدعاء، وعند وصوله إلى المروة، يكرر الدعاء الذي قاله في الصفا: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده". وبهذا يكون الحاج قد أتم شوطاً من أصل سبعة أشواط، ويكرر ما فعله في الشوط الأول للسبعة أشواط.
التحلل من الإحرام
الحاج المتمتع بعد إنهاء السعي بين الصفا والمروة، يقوم الرجل بحلق شعره، وتقوم المرأة بقص ما مقداره رأس الإصبع من جميع أنحاء شعرها، ويبقى في مكة حتى اليوم الثامن من ذي الحجة، أما الحاج المفرد والقارن فلا يتحللان من الإحرام حتى اليوم الثامن من ذي الحجة.
يوم التروية
أول أيام الحج، يسمَّى يوم التروية، ويحرم الحاج المتمتع مرة أخرى من مكة، ثم يتوجه جميع الحجاج إلى منى، ويصلون هناك الظهر قصراً ركعتين، والعصر قصراً في وقتها، والمغرب كاملاً في وقتها، والعشاء قصراً في وقتها، ويباتون في منى حتى صلاة فجر اليوم التالي.
في اليوم التاسع، بعد انتهاء الحجاج من صلاة الفجر في منى، يتجهون إلى عرفات للوقوف هناك، وعرفات بالكامل موقف، وأفضلها موقف رسول الله، صلى الله عليه وسلم "الصخرات الكبار" أسفل جبل الرحمة، وإن لم يستطع الحاج فعل ذلك من الازدحام فلا يجوز له التدافع مع الآخرين.
ثم يستمع الحجاج إلى خطبة يوم عرفة، ويصلون الظهر والعصر قصراً وجمعاً، وخلال اليوم ينشغل الحجاج بالذكر والاستغفار والدعاء حتى غروب الشمس، وبعد غروب الشمس يتجه الحجاج إلى مزدلفة، ويصلون فيها المغرب والعشاء قصراً وجمعاً، ويبيتون فيها حتى صلاة الفجر من اليوم التالي.
وبعد الفجر يقف الحجاج للدعاء عند المشعر الحرام، ويبدأون في جمع سبع حصيات، كل منها بحجم حبة الحمص، ثم يعودون إلى منى لرمي جمرة العقبة "الجمرة الكبرى"، ويتم هناك رمي الجمرات السبع "الحصى" الواحدة تلو الأخرى، والتكبير في كل مرة يرمي فيها الحاج الجمرة.
الذبح
على الحاج القارن والمتمتع ذبح الهدي، أما الحاج المفرد فليس عليه ذبح.
التحلل الثاني من الإحرام
يقوم الحاج بعد ذلك بالحلق والمرأة بتقصير شعرها.
العودة إلى مكة
بعد التحلل من الإحرام، يعود الحجاج إلى مكة، ويطوفون بالكعبة سبعة أشواط، ثم يصلون ركعتَي الطواف، بعدها يبدأون السعي مجدداً بين الصفا والمروة، أما الحاج المفرد والقارن، إن كانا سعيا بعد طواف القدوم، فلا سعي عليهما.
العودة إلى منى
بعد اليوم العاشر يعود الحجاج إلى منى للمبيت ثلاثة أيام، وفي هذه الأيام يقوم الحاج برمي الجمرات يومياً وبهذا تكون المناسك قد اكتملت، فيعود الحجاج إلى طواف الوداع.
المزيد: