حققت المرأة السعودية خلال السنوات الماضية نجاحًا مميزًا وملموسًا في شتى المجالات داخل وخارج السعودية، ومؤخرًا سمحت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للمرأة بالحصول على رخصة للإرشاد السياحي، ومنحت الرخصة لثلاث فتيات سعوديات كأول دفعة في هذا المجال، الذي لم يكن مسموحًا لهنّ سابقًا ليثبتن جدارتهن ويحققن النجاح فيه كباقي المجالات.
«سيدتي» تواصلت مع الفتيات اللاتي حصلن على أول رخصة إرشاد سياحي على مستوى المملكة، بعد سنوات من الجهد والمطالبات، والذي يعد أحد روافد التنمية الاجتماعية، والتي تتماشى مع رؤية 2030.
مهتمة بالتاريخ منذ سنوات وسعيدة بالرخصة
شهد السفياني، من محافظة الطائف، أبدت سعادتها بكونها من أوائل السعوديات اللاتي حصلن على ترخيص في مجال الإرشاد السياحي، وقالت: «كان لي شرف أن أكون من ضمن أول ٣ سعوديات يحصلن على الترخيص، والأولى في مدينتي الحبيبة الطائف، ولله الحمد».
وأضافت: «كنت مهتمة بالتاريخ والتراث منذ عدة سنوات، رغم أن تخصصي الجامعي قانون، لكن ظل لديّ حب التاريخ وحب لإظهار تاريخ وتراث الحجاز بشكل عام، ومدينة الطائف العريقة بشكل خاص».
البداية من مواقع التواصل الاجتماعي
وتضيف السفياني: «بدأت بالكتابة والتعريف بالطائف عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدًا تويتر، وفي عام ٢٠١٣ أنشأت مدونة بعنوان (إحدى القريتين)، كتبت فيها أكثر من ٦٠ موضوعًا ومقالاً للتعريف بتاريخ وتراث الطائف، فكتبت عن الطائف في العصر الجاهلي وعصر الإسلام، وصولاً إلى العصر الحديث، بالإضافة إلى ما ذُكر في كتب الرحالة عنها، وعن سورها والحياة داخلها، ثم عن قصورها الأثرية وقلاعها ومساجدها وحصونها، وعن كل ما يميزها؛ كـ(وردها) وبساتينها».
تحقق الحلم وحصلت على الترخيص
ولفتت إلى أنها شاركت ببعض المقالات عن الطائف في الصحف الإلكترونية، إلى جانب نشاطها على «تويتر»، وفي مدونة «إحدى القريتين»، وقالت: «فقد كان هدفي الأول طوال تلك الفترة هو التعريف بتاريخ الطائف العريق، وقبل عدة أشهر التحقت بالدورة التدريبية للإرشاد السياحي، وكانت بالنسبة لي نقطة تحول من التعريف النظري بتاريخ الطائف إلى التعريف العملي لاجتياز الدورة التدريبية، ثم بدأت بإجراءات الترخيص، ثم اجتزت الاختبار بنجاح، وفي أقل من شهر حصلت على الترخيص».
نجاح بعد سنوات من الجهد المستمر
عبير النجار من المدينة المنورة، كانت ضمن السيدات الثلاث اللاتي حصلن على رخصة الإرشاد السياحي، قالت لـ«سيدتي»: «تخصصي تاريخ، وتخرجت عام 1420هـ، وكنت أتمنى أن أعمل بمجال الآثار والسياحة؛ لأن التخصص مجاله محدود فقط في التعليم، وأنا كنت أبحث عن أكثر من ذلك، وبدأ اهتمامي بالبحث عن مهنة الإرشاد السياحي منذ عام 1427هـ، لكن للأسف لم يكن متاحًا أن تعمل المرأة فيه».
وأضافت: «ومع اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية، بدأ عقد دورات نظرية عن المعالم التاريخية بمنطقة المدينة المنورة، واشتركت في تلك الدورات، وحضرت عدة دورات في معارض أخرى، وأصبحت أتواصل بعد ذلك مع الجهات المختصة بشكل مستمر، إلى أن أقيمت دورة مع الجمعية السعودية للمرشدين، ولله الحمد تم اجتيازها لأحصل على رخصة الإرشاد».
مبينة أنها عملت قبل ذلك كدليل سياحي للزائرين للمدينة المنورة، وقالت: «والآن أصبحت مرشدة -ولله الحمد- وأشعر بالفخر لأني استطعت تحقيق شيء كنت أتمناه، كما أشعر بالفخر عند اصطحاب الزائرين للأماكن السياحية وألمس سعادتهم بوجود فتاة كمرشدة معهم تعرفهم على الأماكن السياحية والدينية بالمنطقة، كما أن دعم الأسرة كان له دور فيما وصلت له بعد سنوات من التعب والجهد المستمر».
أول سعودية تحصل على جائزة أفضل مرشد سياحي
مريم الحربي، الثانية من منطقة المدينة المنورة في مجال الإرشاد السياحي، وثالث فتاة سعودية على مستوى المملكة تحصل على رخصة في هذا المجال، حصلت على ماجستير آثار إسلامية من جامعة الملك سعود، وبدأت العمل في الإرشاد السياحي عام ٢٠١٣، وقالت: «كانت سنة ٢٠١٦ و٢٠١٧ هي أكثر السنوات عملاً بالنسبة لي، خاصة بعد حصولي على جائزة أفضل مرشد سياحي لعام ٢٠١٧ كأول سيدة سعودية تحصل على الجائزة، وأُعتبر الوحيدة».
وأضافت: «وكنت أتمنى وقتها أن يسمح لنا بالعمل في مجال الإرشاد السياحي، خاصة أننا كدولة نمتلك مقومات السياحة كباقي الدول، ولكن عدم السماح للمرأة بالعمل بمجال الإرشاد كان العقبة الوحيدة أمام حصولنا على الرخصة، لكن بعد أن حصلت على جائزة أفضل مرشد سياحي، كان ذلك سببًا في أن أطالب بالسماح بإصدار الرخص للسيدات، خاصة أنه كان هناك مطالبات سابقة».
ولفتت إلى أنها تطمح في الحصول على درجة الدكتوراه في الآثار، وأن تساهم في صناعة السياحة السعودية.