"أعطتني القراءة عذرًا مقبولاً لعزلتي؛ بل ربما أعطت مغزى لتلك العزلة المفروضة عليّ"، هذا ما قاله الدكتور ألبرتو مانغويل عن القراءة ومجالسة الكتب؛ لأن الاهتمام بالكتب أصبح متزايدًا؛ حيث أخذت الكتب أشكالاً عدة لمواكبة العصر الذي نعيشه، بدأت بالكتب التقليدية، ومن ثم الكتب الإلكترونية، إلى أن وصلت للكتب الصوتية.
بالتزامن مع اليوم العالمي لمحبي الكتب، "سيّدتي" تلتقي بمجموعة من عشاق الكتب والكتاب، وتسألهم عن مواكبتهم لطرق عرض الكتب، وكانت إجاباتهم على النحو التالي:
"رائحة الورق"
بدايةً تخبرنا الكاتبة منال باعطية، صاحبة كتاب رحيل لم يكتمل: "أفضّل قراءة الكتب التقليدية؛ لأنها تحتويني عندما أمسك بالكتاب، أشتم رائحة الورق، أسمع صوت الحروف والتنقل بالبصر أشعر بأنني بين دفتي الكتاب وأعيش تفاصيله والأحداث أكثر بجميع حواسي، ولا أفكر بتحويل كتابي لمسموع، ولا أتمنى أن تختفي الكتب الورقية؛ فهي بمثابة ثروة تجب المحافظة عليها، ومهما وجدنا من بدائل، سنعود لها.
"علاقة عاطفية بيني وبين الكتب التقليدية"
عبدالله عرابي -٣١ عامًا-: "في الحقيقة أفضل قراءة الكتب الورقية (التقليدية)، ولكني أحيانًا أضطر لقراءة الكتب الإلكترونية عندما لا تتوفر الورقية؛ لأن هناك علاقة دائمًا تنشأ بيني وبين الكتاب الملموس أقرب لعلاقة عاطفية، أما الكتب الإلكترونية فمن النادر أن أشعر بتلك العلاقة.
وأعتقد أنه خلال السنوات القادمة، سيكون التحول نحو الكتب الإلكترونية؛ خاصة مع تطور أجهزة القراءة الإلكترونية، بالإضافة لتوفير قيمة الطباعة الورقية. وفي الحقيقة، جربت أحد الكتب المسموعة ولم أستطع أن أكمله؛ لأن الكتاب المسموع حتى يروق لك، يجب أن يكون القارئ صاحب صوت واضح ومميز، وأيضًا طريقة الإلقاء تختلف من شخص لآخر؛ لذلك لم ترُق لي التجربة".
"الولاء للكتب التقليدية"
وفي السياق نفسه، تخبرنا أفنان عبدالله ،24 عامًا، تخبرنا: "في الواقع أنا من عشاق الكتب الإلكترونية؛ لأنه بإمكاني تحميل أكثر من كتاب؛ فبعد انتهائي من الكتاب، يمكنني البدء في كتاب آخر على الفور دون الحاجة لحمل كتابين، ولا أعتقد أن حقبة الكتب التقليدية لها فترة معينة، بالرغم من أني لا أقرأ الورقية، إلا أنني لا أستطيع التخلي عن عادة شراء الكتب الورقية، التي لازال لها ولاء من قبل القراء، كما أنني حاولت الاستماع للكتب الصوتية، إلا أني لم أنسجم معها، ويصيبني شرود الذهن".
"الكتب الصوتية مكملاً للكتب التقليدية"
أوضح حمزة الفقهاء، المدير التنفيذي لتطبيق "كتاب الصوتي" بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لـ"سيدتي"، أن معدل تحميل التطبيق بلغ ما يقارب الـ٥٠٠ ألف تحميل خلال أقل من عام ونصف العام، ويحتوي التطبيق على ما يقارب ١٠٠٠ كتاب؛ حيث تتم إضافة ١٠٠ كتاب شهريًا. مبينًا أن ما يتم تقديمه، مكملٌ للكتب الورقية وليس بديلاً عنها.
وقال: "ولكن الضرورة الملحة والمتزايدة لتوافر المحتوى العربي للمستهلك العربي، مع التقدم المعلوماتي الهائل والحاجة للوصول للمعلومة، وبالتالي أيضًا الكتاب في زماننا، يجعل من خدمة توفير الكتاب الصوتي أمرًا ضروريًا، كما أن جيل الشباب خاصة، يجد في الكتب الصوتية ما يسد فراغًا كبيرًا، من حيث وفرة وتنوع الكتب، أضف إلى ذلك أنه من أشد المحبين والمهتمين للكتب الصوتية، تعتبر الجاليات العربية المغتربة، والتي تحاول بقدر الإمكان إبقاء حلقة الوصل بينها وبين أبنائها مع لغتهم وثقافتهم العربية".
"الجميع يحرص على الكتاب الورقي"
ولفتت مدربة التنمية البشرية فاطمة الشمراني، أن كلاً من الشخصية السمعية والبصرية والحسية، هي عبارة عن مجموعة من المشاعر؛ فجميعهم يحرصون على شراء الكتاب الورقي، ولكن تختلف قراءة كل كتاب بوسيلة معينة حسب الإمكانية؛ فعندما يتصفح الشخص كتابًا معينًا؛ فهو يتحسسه بيده ويستطيع أن يكتب ملاحظاته، وقد يقربه إلى صدره ويشم رائحته، هنا نستطيع أن نقول إن الكتاب الورقي منحه شعورًا معينًا، إما الأمان أو الحب أو السعادة.. إلخ، بخلاف الكتاب الإلكتروني؛ فقد يتصفحه على عجالة لأنه لم يمنحه نفس الشعور الذي حصل عليه من تصفح الكتاب الورقي".