مع اقتراب موعد عيد الأضحى، ورغبة الكثير من المسلمين بكسب الثواب والأجر جرّاء القيام بفعل الأضحية تقرباً لله ومساعدةً للآخرين، فقد يرغب البعض بنقل الأضحية إلى خارج البلد التي يسكنها، فما حكم ذلك؟
يُخبرنا المستشار الشرعي الدكتور حمد بن عبدالمحسن التويجري، الحكم في ذلك الإجراء قائلاً :"نقل الأضاحي خارج البلد موضع خلاف بين العلماء، وقد أجمع الأئمة الأربعة" أبو حنيفة، مالك، الشافعي، وابن حنبل" على كراهية نقل الأضحية إلى خارج البلد التي يسكنها الفرد من غير حاجة، وذهب بعض أهل العلم بأنّه إذا كانت هناك حاجة حقيقية فلا بأس من نقل الأضحية، ومن المعروف أنّ الأضحية سنة مؤكدة، ويرى بعض العلماء بوجوبها على الفرد القادر كالإمام مالك في إحدى الروايات المنقولة عنه والإمام أحمد أيضاً، إضافة إلى الشيخ ابن عثيمين".
ويُضيف: "ولعلّ القول الوسط في ذلك القول الذي يعني بأنّ الأضحية ليست مجرد لحم يتم التساهل بنقله، بل هي شعيرة من شعائر الإسلام التي ينبغي إظهارها ولهذا قال الله عز وجل في محكم التنزيل: "لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ"، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُضحيّ بنفسه بكبشين أملحين وقد وضع قدمه على صفاحهما وسمّى وكبّر، لهذا نقل الأضحية إلى خارج البلد يفوّت مجموعة من السُنن ويُذهب إظهار هذه الشعيرة في البلد ولكن بالرغم من ذلك، هناك حالات لابد فيها من نقل الأضحية تسهيلاً على الأفراد، مثل الحالات الآتية:
- إذا كان الشخص غير قادر على الأضحية في البلد التي يسكنها لغلاء ثمنها ولكن في بلاد أخرى قد تكون متوفرة بنصف المبلغ هنا لا بأس.
- شخص يُضحى بأكثر من أضحية، تحديداً أولئك الذين يجب عليهم تنفيذ بعض الوصايا، نقول له هنا اذبح واحدة أو اثنتين في بلدك وابعث البقية إلى خارج البلد.
- شخص قادر على أنّ يذبح في البلد التي يسكنها وأنّ يُرسل للدول الأخرى أيضاً، هنا أيضاً لا إشكالية في نقل الأضاحي للدول الأخرى.
- أن يكون الفرد مقيم إقامة مؤقتة في دولة لطلب العلم أو للعمل، إلا أنّ أهله وذويه وأقاربه يعيشون في دولة أخرى وهم فقراء وبحاجة ماسة إلى هذا الطعام أو اللحم، فلا بأس أنّ ينقل الأضحية للخارج أو يُضحّى عنه بالتوكيل في الدولة الأخرى.
