بعد انطلاق عشرات المنتديات والمجموعات على الإنترنت والتي تحشد بعضها لتأكيد «الهوية المشتركة» بين القبائل العربية في المشرق والمغرب، لبناء جسور وخارطة لانتشار القبيلة عبر الوطن العربي، فقد لجأت قبائل وبيوتات عربية إلى الفحص الجيني «دي إن إيه» لتأكيد عراقتها وانتمائها العربي الراسخ، وإزالة الشوائب عن جذورها المتصلة بالأسلاف.
ولم تكن نتائج تحليل الحمض النووي التي تجريها شركات غربية، مثل شركة «فاميلي تري» الأميركية بالسعيدة لكثيرين، بعد أن نزعت عن بيوتات وقبائل أنساباً اعتقدوا بها لمئات السنين.
وعلى سبيل المثال، فإن أول قبائل شهيرة في المنطقة العربية، اكتشفوا عبر تحليلهم الجيني لا يمتون للجنس العربي بصلة، كما اكتشفت قبائل لا تتحدث العربية قط، في إيران على سبيل المثال أنها تنتمي للجنس العربي بنسبة تفوق بعض الدول العربية.
وبالمثل، ففي منطقة المغرب العربي، اجتاحت حمى التحليل الجيني المجتمع، ووجدت بيوتات اعتقدت أنها عربية صرفة، أنها من تحور جيني، أمازيغي، أو حتى أوروبي، بحسب وكالات.
وخلال نتائج ظهرت، اكتشف باحثون، أن العنصر الأمازيغي الأصيل في منطقة القبائل بالجزائر، نسبته لا تتجاوز نحو 45 بالمائة، فيما نسبة العنصر العربي في مصر أقل من ذلك كثيراً.
ومن خلال نتائج الشركة الأميركية «فاميلي»، نجد انتشاراً جيداً للعنصر الأمازيغي، والعربي في كل من البرتغال وأسبانيا وحتى جنوب إيطاليا.
وتسري حمة التحليل الجيني في العالم بأسره، لربط الأواصر ومعرفة الجذور وإزالة اللبس القائم في الأنساب.
ومن خلال التحليل، متعدد المستويات، يمكن أن تتعرف بالجنس البشري الذي تنتمي له، إن كنت أفريقياً أو قوقازياً أو عربي، كما يمكن بعد ذلك معرفة ما إذا كنت تنتمي للسلالة الإبراهيمية، وإن كنت عدنانياً أو قحطاني، أو حتى من بني هاشم.
ويبقى بعض ما يميز النتائج الجينية أنها ألغت الحدود بين البشر، لتعيد تشكيل خارطة الأرض عبر الأجناس، وعبر تحديد انتشار كل عرق بدقة فائقة تلامس 100 بالمائة.
«الحمض النووي».. يعيد تشكيل خارطة القبائل العربية
- أخبار
- سيدتي - نهيل عبدالله
- 13 أغسطس 2018