كل شخص بحاجة إلى ما يقوي شخصيته، ويزيد من ثقته بنفسه، ويكون له حافزًا نحو النجاح، وإثبات الذات، إلا أنّ الكثير يفضل أن يكون هو قائد نفسه وملهمها، ولعل هؤلاء المصرين على الاعتماد على أنفسهم بحاجة إلى أن يستعينوا بتجارب ناجحة، ونصائح مضمونة وثّقها أصحابها في كتب صنفت تحت ما يسمى بـ كتب تطوير الذات، والتي لاقت رواجًا كبيرًا بين الناس، وحظيت باهتمام ملحوظ؛ حيث أثبتت هذه الكتب أهميتها وفائدتها من خلال تجارب ملموسة مع كل من طبق محتواها وعمل بنصائحها.
ما المقصود بتطوير الذات؟
بما أننا سنتطرق في هذه السطور إلى الحديث عما يسمى بتطوير الذات فلا بد من أن نعي المقصود من هذا المصطلح، فتطوير الذات ما هو إلا عبارة عن نظامٍ تنمويّ يرتكز على تحسين مهارات الذات وسلوكياتها عبر مجموعة من العمليات المستمرة والرافدة لشخصية الفرد، والتي تتضمَّن اكتساب المعلومات والمعارف والمهارات والقيم والسلوكيات الدّاعمة للفرد والنَّاظمة لقدراته وإمكاناته، وذلك ليصبح قادرًا على تحقيق أهدافه، والتعامل المرن مع المعيقات والعقبات التي قد تواجهه أثناء سعيه في تحقيق ذاته.
أهمية تطوير الذات:
بعد أن تعرفنا على مفهوم تطوير الذات، لابد لنا من أن نتعرف على أهميته بالنسبة لكل شخص يبحث عن النجاح والتميّز، فهو يعدّ الخطوة الأولى وبداية الطريق للوصول إلى حالة الرضا عن النفس والشعور بالسعادة والغِبطة. كما أنه يزيد من تقبل الناس للمطور ويتزايد عدد أصدقائه، وسيتعايش مع أسرته بسعادةٍ وتفاهمٍ. أما على المستوى العملي والوظيفي يُعزّز من مكانة الإنسان في العمل ويجعله يتربع على أعلى المراتب الوظيفية.
كما يعمل على زيادة مساحات التفكير الواسع والمتشعب، وزيادة مهارات التفكير العليا لدى المطوّر. وأيضًا يزيد القدرات الجسمانية والتفتح الذهني، ويزيد ثقة الشخص بنفسه وبالتالي يدفعه للتحدث مع الآخرين، ويوطد علاقاته معهم بسبب تحسين طرق التواصل وتطوير مهارات الاتصال.
زيادة القدرة على مواجهة المصاعب والعمل على حلها من خلال زيادة الثقة بالنفس، ويساهم في تطوير المجتمع وتحسينه بسبب زيادة الإنتاجية عند الفرد وزيادة قدرته على العمل. كما يساعد تطوير الذات على الوصول إلى الأهداف والغايات التي يسعى الفرد لتحقيقها، ويزيد من قوّة العلاقات الأسرية، والاجتماعيّة، والعمليّة، كما يساهم في إظهار قوّة ذاتنا، ونضجها، وميزتها، بالإضافة إلى أنّه يزيد من الشعور بالسعادة؛ لأنّه يزيد من القدرة على معرفة ما يحزننا، وما يسعدنا، ممّا يزيد من القدرة على التصدّي لكلّ عائق، كما يزيد من قوّة شخصيتنا في مواجهة المواقف المحرجة، والمصاعب.
نصائح في مرحلة تطوير الذات:
1/ قراءة كتاب واحد يوميًّا، فهو كفيل بأن يضيف للقارئ الكثير من المعلومات التي قد تفيده.
2/ اختيار لغة من اللغات الحية وتعلمها؛ حيث تزيد من إدراك الشخص وتبث الثقة في نفسه وتفتح له أفاقًا جديدة.
3/ ممارسة إحدى الرياضات.
4/ الحرص على حضور الندوات العملية والدورات التدريبية في المجال الذي يثير اهتمام الشخص.
5/ الاهتمام بنظافة المكان الذي يجلس فيه الباحث عن التطوير وتحديدًا غرفته الخاصة.
6/ كتابة كل شيء يخاف منه الإنسان، والبدء في معالجة الأمور الواحد تلو الآخر.
7/ الحرص على الاستيقاظ مبكرًا، فذلك يمد الجسم بالطاقة.
8/ طلب الباحث عن تطوير الذات المساعدة من كل من حوله.
9/ ترك العادات السيئة التي من شأنها أن تأخر وتعوق التقدم.
10/ تجنب كل شخص يقود إلى الإحباط.
11/ تذكر الماضي بكل ما فيه من حسن وجميل.
12/ عند الشعور بالإرهاق يجب أخذ قسط طويل من الراحة لكي يستطيع الإنسان أن يواصل عمله مرة أخرى بنشاط وحيوية.
أهم كتب تطوير الذات:
كتب تطوير الذات باتت كثيرة جدًا، ويصعب حصرها جميعًا، إلا أننا اخترنا لك سيدتي أشهرها:
1/ الشعور الجيد: علاج المزاج الجديد
Feeling good: the new mood therapy، ويناقش هذا الكتاب بعض القضايا السلوكية من الجانب النفسي، والذي قام بتأليفه طبيب الأعصاب دايفيد بيرن.
2/ القيم المتطرفة : قصة النجاح لمالكلوم جلادويل
Outliers: the story of success، ويتناول هذا الكتاب العوامل التي تساعد على تحقيق نجاح ذو قيمة عالية.
3/ فكر تصبح غنيًّا Think and grow rich
إنّ هذا الكتاب تمت كتابته بواسطه "نابليون هيل" ونُشر عام 1937م، وهو من أكثر الكتب المؤثرة في العالم المادي وتطوير الذات.
4/ - من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟
Who moved my cheese?، لمؤلفه سبنسر جونسون، وهو من أفضل 10 كتب في تطوير الذات.
5/ قوة التفكير الإيجابي، كتبه نورمان فينسينت بيل، وتحدث فيه عن قوة التفكير وتأثيرها الكبير في دفع الفرد إلى تحقيق النجاح.