بعد توقيف المخرج اللبناني سعيد الماروق بتهمة "الاحتيال والنصب"، وتمكّنه من الخروج من السجن بكفالة مالية قدرها 100 مليون ليرة لبنانية، بعد أن قضى فيه 25 يوماً، يبدو أنّ فصول القضية لم تنته بعد.
فقد أصرّت مموّلة المشروع السيّدة رباب النعيميّ على اتّهاماتها للماروق، مشدّدة على ضرورة استرجاع أموالها وحقوقها العقارية التي حاول سعيد اختلاسها، بدون وجه حقّ، فضلاً عن خيانته للأمانة، إذ اتّهمته بقبض مبلغ 4 ملايين و600 ألف دولار على دفعات، منها ومن زوجها، رجل الأعمال الإماراتيّ، بعد الاتفاق بين الجانبين على تأسيس شركة "Beiwood Production"، على أن تكون إدارتها لسعيد وشريك ثالث.
"سيدتي نت" حصلت على وثائق بالأموال المحوّلة من رباب إلى سعيد، وصورة تظهر مبلغ الودّ والصداقة التي تربط بين رباب النعيمي من جهة، وبين سعيد الماروق وزوجته جيهان من جهة أخرى. كما تمكّنت "سيدتي نت" من الإطلاع على الرسائل المرسلة من زوجة سعيد إلى السيدة رباب، والتي تطلب فيها من رباب إسقاط حقّها ضدّ سعيد، وأن لا تنسى الخبز والملح الذي كان يجمعهما.
وتوضح السيّدة رباب حقيقة الخلاف بينها وبين سعيد، فتقول إنّ هذا الأخير قد أخلف تعهداته الإنتاجيّة، ولم يفِ بموجبات الاتفاق المعقود بينهما، وكانت درّة أعماله اليتيمة كليب "شكلك ما بتعرف أنا مين"، مع الفنّانة مايا دياب، بتكلفة فاقت الـ500 ألف دولار.
رباب: سعيد ناكر للجميل
وفي اتصالٍ مع "سيدتي نت" أوضحت السيدة رباب النعيمي أنّ "الكلّ سألها عن مبعث هذه الثقة التي وضعتها بسعيد الماروق"، فأسهبت في الحديث عن العلاقة العائلية التي تجمع الجانبين، واستشهدت بحادثةٍ، فقالت: "أتيت بزوجة سعيد، جيهان الماروق، إلى أمريكا كي تلد ابنها (تيم)، وعلى نفقتي الخاصّة. ولمّا اتّصلت بعد ذلك بسعيد، وقلت له: "مبروك لقد ولدت جيهان"، أجابني سعيد بالقول: "لن أنسى لك هذا الجميل، وبكى على الهاتف، وشكرني على ما قمت به. ولست أنسى له تلك الكلمة "لن أنسى لك هذا الجميل"، فقد جعلتني أثق به، ثمّ حوّلت له مبلغ 4 ملايين و600 ألف دولار أمريكيّ، ولم أتصوّر أن يأتي يوم ويغدر بي".
نسألها: هل كان معكم شريك ثالث؟
تعرّفنا إلى بعضنا، ثمّ دخل معنا شريك ثالث، يُدعى حسام عبد الرحمن منيمنة، وسلّمته كلّ أشغالي، وكان يعمل من قبل مع الفنّان رامي عياش، وكنت أسمع عنه كلّ خير، وسمعت أنّ سعيداً لديه مشروع، فتشجّعت وبدأنا المباشرة بالمشروع، وكنّا سنأخذ مكاناً جاهزاً، لكنّنا وجدنا مستودعاً فاشتراه سعيد وحسام، وكنت قد أبديت موافقتي على المكان".
وعن المشروع، تقول: "هو عبارة عن شركة إنتاج وإعلانات، وكان سعيد يقول لي اكتفيت من الكليبات وأريد مشروعاً ضخماً، وهذا ما شجّعني أكثر".
وعن المشكلة التي حصلت في المستودع، قالت: "قبل خمس سنوات حاولنا معالجة المشكلة عبر الجهات الأمنية في أبو ظبي، إلا أنّ المشكلة حُلّت بعد أن أتى زوجي إلى لبنان والتقى الزعيم السياسي، والد المرأة التي تقطن فوق المستودع المشترى، فسمحت لنا السلطات حينها بالمباشرة وبمتابعة المشروع".
جيهان طلبت مني إسقاط حقي
وعن توقيف سعيد بناءً على الدعوى التي رفعتها ضدّه، قالت النعيمي: "اتّصلت بي جيهان، وأعلمتني أنّ سعيداً يُفكّر ألا يكمل المشروع، ثمّ طلبت منّي أن أعطي سعيداً مليون دولار، لأنّه سيقوم بتأسيس شركة أخرى مع أشخاص خليجيين، على أن يُعطيني 10 في المئة من الأرباح. حينها طالبت باسترداد حقّي، فقالت لي جيهان إنّ سعيداً دفع كلّ المال على الماكينات وهندسة الديكور. وفوق ذلك لم يعترف سوى بـ 3 ملايين دولار، ما اضطرنا إلى رفع دعوى ضدّه، حيث استدعي إلى التحقيق، فلم يحضر، بسبب وجوده في تركيا. واليوم وبعد سجنه، خرج بكفالة ماليّة، ولديه شهران من أجل تقديم الدليل على براءته".
مال الحرام لا يدوم
وتوجّهت السيدة رباب النعيمي إلى الماروق بالقول: "أنت لديك أولاد، و"مال الحرام لا يدوم". فإذا كنت لا تريد أن تخسر الصداقة التي بيننا والوفاء، تذكّر المعروف الذي قمت به مع زوجتك جيهان. كما عليك ألا تطعن بشرف الناس، فأنا لست هادفة إلى الشهرة، لأنّ هذا الأمر لا يهمّني".
الغدر أصعب من السرقة
وأعادت النعيمي التشديد على أنّ هناك "أمانة" مع سعيد ويجب أن يردّها، وقالت: "الغدر أصعب من السرقة، وأنا لم أكن أتوقّع ما حصل معي. وفي النهاية، أريد أن آكل العنب وهمّي الـ 4 مليون و600 ألف دولار".
وعمّا إذا كان خروج الماروق من السجن يعني براءته ، أجابت:"البريء لا يدفع كفالة وبعدها سيقاضى سعيد بحكم مدني وجزائي".
وختمت رباب بالقول "القاضي اللبناني حاتم ماضي كان شاهداً على أقوال جيهان بأنها مستعدّة أن تعطينا 6 ملايين مقابل حصولهم على المستودع لأن المستودع مسجّل تحت مسمى "شركة قابضة"، ولم نتوقع أن يأتي يوم ويفاوضونا على مالنا لأنّنا نحن المستثمرين".
بدورنا حاولنا الاتصال هاتفياً بالماروق دون جدوى ، ويبقى لنا أن ننتظر ردّ المخرج سعيد الماروق في مؤتمر صحافي كان من المفروض أن يعقده الأسبوع الماضي، إلا أنّ الاحوال الأمنية في لبنان دفعته إلى تأجيله على أن يعقده قريباً للردّ على اتهامات رباب مؤكّداً أنّ لديه وثائق تثبت براءته.