"هرشة" السنة السابعة!

7 صور

يقال في لغتنا العربية الفصحى: تهارشت الديكة، أي تقاتلت، أما في لغتنا الدارجة فالهرّاش هو  من يرفع يده ليحك أنفه أو رأسه إذا فكر في مصيره بعد أن يلتقي حماته مثلاً، وهنا يعتبر الهرش مرضاً عصبياً.
والهرّاش في لغتنا العربية أيضاً هو من يتصرف بعيداً عن المنطق والحكمة، كأن يدخل رجل عند الصباح، سعيداً يقول: «ترا لا لا» قتلت زوجتي اليوم!
 بعض الأزواج أنكروا تأثير هذه المراحل واعتبروها مجرد ادعاءات، بينما عاد آخرون بذاكرتهم إلى تفاصيل حياتهم ووجدوا أنها حقيقة ثابتة في حياة أغلب الناس، قال أحدهم: «تلك السنة عانيت من مشاعري الروتينية، وقد وصل الملل بي، والرغبة بالتغيير إلى طرق رأسي في الحائط»! 

انفصلنا
نيرمين جنيدي، مدرسة فنون، تؤكد أنها لم تسمع من قبل بهذا المصطلح، تتابع: «للأسف لم نستطع أن نتجاوز هذه الخلافات أنا وزوجي، فبعد 7 سنوات من زواجنا؛ انفصلنا».
هناك من يرى أن هذا الاعتقاد مجرد شماعة يعلق عليها الأزواج الفاشلون أخطاءهم، حيث يرى خالد سالم، مخرج تليفزيوني، أن هرشة السنة السابعة؛ ماهي إلا معتقد ينطوي على خرافة تستند إلى الرقم سبعة، والذي يرتبط بالعديد من العادات.
ابتسمت فاطمة حسن، موظفة، بسخرية غير أن نظرتها الناقدة عبرت عن الوضع الاجتماعي في الإمارات، فالفتيات اليوم لا يجدن شريك العمر إلا «بطلوع الروح»، حسب تعبيرها، وهذا يعطيهن مناعة ضد كل السنوات، تتابع: «أما بالنسبة للأزواج؛ فالمصاب بالهرش «أي النسونجي» أو «عينه بيضا»، لن ينتظر إلى السنة السابعة".

ملل!
الرجل بطبيعته غير مهيأ لأن يكون لامرأة واحدة، تصريح من حسين حميدي، مهندس، وهذا خارج عن إرادته، يتابع: «يضعف رغماً عنه عند أول مطب عاطفي يصادفه، وأعتقد أن الرجل يكون قد استنفد قدراته على مقاومة الشعور بالملل، ولهذا يكون أكثر استعداداً للانصياع لرغباته».
ويوافقه ماجد سالم، موظف، الرأي بخصوص الملل الذي يصيب الرجال؛ يتابع: «أكثر ما يجذب الرجل للمرأة هو طريقتها الذكية التي تشعره بها بأهميته، والتي تنساها بعد الزواج؛ ما يجعله يبحث عن المشاعر التي يفتقدها في مكان آخر، وبالنسبة للسنة السابعة؛ أعتقد أن الأمر عائد إلى طبيعة كل رجل وقدرته على التحمل، فبعضهم يمل منذ البداية».
وينظر سلطان. م، موظف، إلى الموضوع من وجهة نظر مختلفة؛ مؤكداً أن مشكلة الرجل الإماراتي أنه يصدم بعد فترة من الزواج، يتابع: «يرجع هذا إلى أن الفتيات في الإمارات مدللات ومتطلبات كثيراً، ولهذا تنتهي قدرة الرجل على التحمل بعد فترة؛ ليبحث عن نفسه وعن الإحساس بأهميته عند فتاة أو امرأة أخرى».

لأجل الزواج فقط!
الصورة مختلفة تماماً، برأي خديجة حسين، موظفة، فالكثير من الإنجازات تشهد للمرأة الإماراتية أنها أكثر التزاماً وتفوقاً، وهذا مالا يتقبله بعض الرجال للأسف؛ فنجدهم يلجأون إلى تشويه صورتها ليبرروا عدم تقديرهم للحياة الزوجية،
بينما ترى شذا أبو صالح، ربة منزل، أن السنة الأولى في الزواج، هي السنة الأكثر صعوبة رغم جمالها، تتابع: «بالنسبة للسنة السابعة، فالروتين والملل هما العدوان اللذان يجب أن يحذرههما الزوجان».
هناك من فتح عليه الموضوع أوجاعه، مثل مصطفى، موظف مبيعات، فالهرشة بدأت معه من السنة الأولى، حيث اكتشف أنه وزوجته بعيدان جداً عن بعضهما، يستدرك: «اجتزنا السنوات الست الأولى بصعوبة، والله يستر من السنة السابعة».

أبعدوا الهرش عني!
تبتسم أميرة، ربة منزل، قائلة: «الله يبشركم بالخير، نحن الآن في السنة السابعة لزواجنا، وفي الحقيقة أكاد أختنق من الملل، كنت أعزو هذا للمشاكل المادية التي مررنا بها هذه السنة، بالإضافة إلى أن العلاقة الحميمية لم تعد جيدة بعد استسلام زوجي للسمنة واستهتاره بجسده».
لكن الأزواج الجدد يرون في الأمر شيئاً من المبالغة والتنظير، مثل منال محمود، مدرسة لغة إنكليزية، التي تعتبر الأمر مرهوناً بالحب، وقوة العلاقة التي تربط الشريكين، وتعتقد أن التسمية وحدها دليل يحمل روح السخرية، ويوحي بأشياء مضحكة، وتضيف: «مازلت في سنواتي الذهبية، وأنا سعيدة بزواجي الآن، أرجو أن تبعدوا عني أفكار الهرش».

الكثير من الدراسات؛ بينت حقيقة أن الخلافات الزوجية تزداد حدة مابين السنة الخامسة من الزواج وحتى السنة التاسعة، وقد يتفق د. علي الحرجان، أخصائي نفسي، على أن تسمى «الهرشة» بالسنة السابعة، حيث بينت الدراسات أن الخلل الحقيقي في هذه الحالة يكمن في أن أحد الطرفين، أو كليهما يبدأ بعد فترة من الزواج بعدم الاكتراث بالآخر؛ كونه أصبح جزءاً من حياته الخاصة، وقد يبدأ بالتصرف معه بنوع من الإهمال اعتقاداً منه أنه يتقبله ويتفهمه أيضاً، وتصبح العلاقة باردة وجافة.