نشر الفنان التشكيلي المغربي مصطفى النافي مقاطع فيديو صغيرة وصوراً على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" تظهر حرقه مجموعة من لوحاته، بعد تهديده بالاعتزال وحرق لوحاته في وقت سابق.
وأفاد الفنان التشكيلي أنه سيرسل ما تبقى من لوحاته المنجزة والمكتملة وعددها 44 عملاً فنياً إلى زميله الفنان محمد الجعماطي بتطوان، والذي سيكون له كامل الصلاحية في التصرف بها، من خلال بيعها أو الاحتفاظ بها.
من جهته، أعلن الجعماطي عن الاحتفاظ بالأعمال الفنية المتبقية في مرسمه، بحيث ستكون متاحة للعموم.
وقد احتج الفنان، الذي سبق أن كان رئيساً لجمعية أساتذة الفنون التشكيلية، في الشهر الماضي، عن ما أسماه "ابتزاز الفنانين مقابل العرض"، موضحاً أن "موت لوحة الفنان أهون من المتاجرة بها بعد موته".
وسبق أن قام "النافي" بوقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الثقافة بالرباط سنة 2013 وقام خلالها بعرض مجموعة من لوحاته في الهواء الطلق، داعياً وزارة الثقافة إلى النظر في قضايا الفن التشكيلي ومشكلات الفنانات والفنانين بالمغرب، ومطالباً بـ"دعم الفنانات والفنانين التشكيليين مادياً ومعنوياً كما تدعم الجمعيات"، و"إشراك الفنانات والفنانين في تنظيم المهرجانات وتأطيرها كي يرتفع شأن التشكيل في بلادنا".
وأثار إحراق الأعمال الفنية ردود فعل متفاوتة من طرف فنانين ونشطاء، اعتبروا أن هذه الخطوة غير المسبوقة وأنه لم يكن ليحرق "أيقوناته" لولا الوضع الكارثي الذي يمر به الفنان المغربي، فيما ذهب آخرون إلى التقليل من أهمية الأمر، خاصة أن حرق لوحات تشكيلية قد يعبر عن بداية لمرحلة فنية جديدة، في أفق البحث عن الذات والتأسيس لمسار مختلف.
ورداً على ردود أفعال زملائه، كتب الفنان التشكيلي تدوينة أجاب فيها عن تساءل البعض حول ماهية الحرق جاء فيها:" لم أستشر أحداً في قرار الذهاب إلى هناك ، هناك حيث لم يبق سوى الرماد .
كان بعضكم أيها التشكيليون ، قد رأى فيه مثلما رأيت أمرا مشروعا، وصيغة نبيلة حضارية من صيغ الشكوى والاحتجاج والرفض (رغم قساوته) ، وذلك لما آل إليه التشكيل المغربي من فوضى ومحسوبية وإقصاء طال كل الفنانين الجادين وخصوصا الفئة التي تعيش من وعلى التشكيل ، وتعاني من غياب أبسط حقوقها في العيش الكريم.
وأضاف:"بينما انقبضت أنامل آخرين جُبْنا حتى عن النقر بمؤشر الفأرة كي يؤكدوا أنهم تلقوا النبأ الذي ورد عليهم عبر الفيسبوك.
وذهب آخرون بمخيلتهم الواسعة والجوفاء على أن صيغتي في الإحتجاج هي من باب البهرجة أو الإشهار . بينما سُخِرت أفواه مدفوعة كالعادة للسعي إلى جعل الحدث دون قيمة وتمييع دوافعه وأهدافه . واستنكر الفنانون الشرفاء أن ينبري فنان من هامشه، ويُضَحي بفلذات أكباده من أجل جنس إبداعي يحتضر".
فنان تشكيلي مغربي يحرق لوحاته احتجاجاً على الأوضاع
- أخبار
- سيدتي - حسناء عتيب
- 24 أغسطس 2018